أمريكا تمتنع عن التصويت للمرة الأولى
ترحيب دولى بقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة وغضب بإسرائيل
أثار إعتماد مجلس الأمن الدولى للمرة الأولى قرارا يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، غضبا اسرائيليا، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إن بنيامين نتنياهو ألغى زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن إحتجاجا على امتناعها عن التصويت على القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولى.
وبعد مرور أكثر من 5 أشهر على العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، تبنى مجلس الأمن الدولى القرار الذي قدمه الأعضاء غير الدائمين في المجلس، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مع التأكيد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات والمطالبة بإزالة جميع العوائق أمام تسليمها.
وتم اعتماد القرار بموافقة 14 دولة من أعضاء المجلس الـ15، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، حيث أحجمت أمريكا عن استخدام حق النقض "الفيتو" هذه المرة، وهو ما رد عليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإلغاء زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن احتجاجا على امتناع الوفد الأمريكى عن التصويت.
ويدعو نص قرار مجلس الأمن الدولى إلى الإفراج الفوري وغير المشروع عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ويطالب الطرفين بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي بشأن جميع الأشخاص المحتجزين.
وخلال الجلسة نفسها، أخفق المجلس في اعتماد تعديل طلبته روسيا لإضافة عبارة "وقف دائم" لإطلاق النار.
وقف إطلاق النار
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا يوم الجمعة الماضي حق النقض لإسقاط مشروع قرار أمريكى يدعو إلى وقف لإطلاق النار في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن، وهي صياغة وصفتها الدول العربية وموسكو وبكين بـ"المسيّسة والغامضة".
وسبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح "وقف إطلاق النار" في قرارات الأمم المتحدة، وعرقلت 3 نصوص في هذا الإطار منذ بداية الحرب.
وقالت المندوبة الأميركية ليندا توماس جرينفيلد في كلمتها خلال الجلسة إن بلادها لم تكن متفقة مع بعض الأعضاء على كل عناصر القرار لذلك لم تصوت لصالحه، مؤكدة في الوقت نفسه دعم واشنطن لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة.
وانتقدت المندوبة الأمريكية في كلمتها الصين وروسيا بوصفهما عاجزتان عن إدانة الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الماضي، على حد قولها، وزعمت أن حماس منظمة إرهابية تنوي تدمير إسرائيل، وأن مجلس الأمن الدولى أخفق في إدانتها.
وبعد انتهاء الجلسة، قال مندوبو الدول غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن خلال مؤتمر صحفي إنهم يأملون أن تلتزم جميع الأطراف بتنفيذ القرار الدولي لتخفيف المعاناة في غزة.
وعملت ثماني دول من الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الجزائر ومالطا وموزمبيق وغويانا وسلوفينيا وسيراليون وسويسرا والإكوادور، على مسودة القرار التي كان من المقرر طرحها للتصويت السبت، لكن أرجئ التصويت عليها إلى اليوم الاثنين، لتفادي فشل جديد بعد رفض مشروع قرار أمريكي الجمعة الماضية.
غضب إسرائيلي وترحيب دولى
وفيما رحبت المجموعة العربية بقرار مجلس الأمن الدولى بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، عبرت إسرائيل عن غضبها، وقالت إسرائيل إن امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو لإحباط قرار مجلس الأمن يضر بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح الرهائن.
وأضاف بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه، على ضوء تغير الموقف الأمريكي، قرر رئيس الوزراء أن الوفد الذي أعلن إرساله إلى واشنطن بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يغادر إسرائيل.
من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الامتناع الأميركي عن التصويت على قرار مجلس الأمن لا يمثل تحولا في سياسة الولايات المتحدة، موضحا "لم نصوت لصالح القرار واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس".
وأضاف كيربي قائلا: إذا قرر الإسرائيليون عدم القدوم إلى واشنطن بسبب تصويت مجلس الأمن فسنستمر في التواصل معهم لإيصال آرائنا.
ومن جانبه عبر البيت الأبيض عن خيبة أمله فى القرار الإسرائيلى بإلغاء زيارة الوفد إن قرار الحكومة الإسرائيلية عدم إرسال وفد إلى واشنطن لتبادل الآراء بشأن العملية المزمعة في رفح "مخيب للآمال".
من ناحية أخرى، رحبت حركة حماس بقرار مجلس الأمن، ودعت المجلس إلى الضغط على الاحتلال للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطينى.
عملية تبادل الأسرى
وأكدت الحركة ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يؤدي لانسحاب جميع قوات الاحتلال وعودة النازحين، كما أكدت استعدادها للانخراط في عملية لتبادل الأسرى فورا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين.
كما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية، بقرار مجلس الأمن الدولي، وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ عبر منصة إكس: نرحب بقرار مجلس الامن الدولي الداعي الى وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، وندعو الى وقف دائم لهذه الحرب الإجرامية وانسحاب إسرائيل الفوري من القطاع.
من جانبها اعتبرت مصرصدور هذا القرار بعد أكثر من خمسة أشهر من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً بالغة بالمدنيين في قطاع غزة، ورغم ما يشوبه من عدم توازن نتيجة إطاره الزمني المحدود والالتزامات الواردة به، فإنه يمثل خطوة أولى مهمة وضرورية لوقف نزف الدماء ووضع حد لسقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، وإتاحة الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية.
وطالبت مصر بضرورة التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار، بما يفتح المجال للتعامل مع كافة عناصر الأزمة، مؤكدةً أنها ستواصل جهودها الحثيثة مع الأطراف الدولية والإقليمية من أجل احتواء أزمة قطاع غزة في أسرع وقت..
فيما ثمن مندوب فرنسا في مجلس الأمن اعتماد قرار وقف إطلاق النار في غزة بعد أشهر من الحرب.
كما رحبت كل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي بالقرار، مطالبين بسرعة تنفيذه والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.