الصعيدي الجدع
بائع البرتقال ربيع أبو حسن.. أنا العطشان ماليش مية إلا فلسطين 🤍
الاسم: ربيع أبو حسن، وشهرته بائع البرتقال.
محل الميلاد: ببا، محافظة بني سويف.
المهنة: بائع فاكهة
يخرج عم ربيع أبو حسن بائع البرتقال واليوسفى من بيته كل صباح، متوكلا على الله، ساعيا وراء لقمة عيشه، على "فرش البرتقال" في منطقة الحوامدية بالجيزة، مثل ملايين المصريين الذين انهمكوا في السعي وراء أرزاقهم ومواجهة مصاعب الحياة والمعيشة، ولكنهم لم ينسوا فلسطين، فبقيت قضيتها في القلب حتى وإن أحسوا بالعجز تجاهها، ومع أول موقف، يبذلون قصارى جهدهم للوقوف معها، ويقدمون النفيس والغالي لمساعدة أهلها في محنتهم.
حكاية بائع البرتقال مع مساعدات غزة
ولم يتوقع "عم ربيع" في ذلك اليوم، أنه سيرى قافلة مساعدات تسير بجواره متجهة إلى قطاع غزة، وبعفوية شديدة، أخذ يغرف من فاكهة البرتقال التي يبيعها، والتي تمثل بضاعته ورأس ماله الوحيد، ليقذف بها فوق شاحنات المساعدات، أملا منه في إيصال تلك الفاكهة البسيطة إلى غزة، التي تحمل رائحة البسطاء في مصر، الذين يقفون بقلوبهم مع أشقائهم في فلسطين.
وتصرف "عم ربيع" بائع البرتقال، وعلى عفويته وبساطته، إلا أنه يحمل ورائه تاريخا طويلا وأحاسيسا عميقة ومشاعر جياشة من التلاحم والتضامن بين المصريين والفلسطينيين.
فلا يوجد شعب يحب فلسطين مثل المصريين، ولا يوجد بلد احتضنت القضية وتعاطيت معها مثل مصر، حتى تحولت قضية فلسطين إلى قضية محلية مصرية بامتياز، وليست مجرد قضية دولية، أو أزمة حدود مثلا، وهو ما يظهر في التراث الثقافي والفني المصري، في مئات، بل آلاف الأفلام والقصائد والأغاني ولروايات والأعمال الفنية والأدبية، التي لم تتحدث عن قضية فلسطين وتتضامن معها فحسب، بل عاشتها وجسدتها باعتبارها قضية تقع في موقع القلب من مصر، وهو ما تجسد في رائعة سيد مكاوي وفؤاد حداد "إلا فلسطين"، والتي قالا فيها: “ولا في قلبي ولا عينيّ إلا فلسطين.. وأنا العطشان ماليش ميّه إلا فلسطين".
وهو ما يظهر أيضا في تصرفات البسطاء المصريين، أمثال بائع البرتقال عم ربيع أبو حسن، والذين يسارعون لنصرة قضية فلسطين عندما تتاح الفرصة لذلك.
عم ربيع: لو كان عندي حاجة أغلى كنت عملت
ويقول بائع البرتقال عم ربيع عن نفسه إنه يتابع الأحداث الجارية عبر التلفزيون، وينفعل معها دائما، وعندما شاهد قافلة المساعدات المتجهة إلى غزة، قرر المساعدة بكل ما يملكه، وهي فاكهة البرتقال التي يبيعها، وأوضح: "لما عرفت إن الشاحنات دي رايحة لفلسطين، ماكنتش مصدق، وبقيت أحاول أشيل من الفاكهة والبرتقال على قد ما أقدر من اللي عندي وأحطها على العربيات عشان توصل لهم هناك، ولو كان عندي حاجة أغلى كنت عملت".
ويضيف: "ما فعلته يمثل أقل شيء يفعله الشعب المصري، وفيه ناس أحسن مني بكثير، وكنت أتمنى أقدم شيء أكبر من ذلك، وكل يوم لما برجع من الشغل أشوف نشرة الأخبار وأتابع أحوال أشقاءنا في غزة وأشعر بالحزن عليهم، وكان نفسي أقدم حاجة إليهم، وشعرت بالراحة بعد ما عملت كدة، وأتمنى الشعب المصري الشهم الجدع يتبرع لمساعدة أهالي غزة في محنتهم".
رحلة حج هدية لبائع البرتقال
وعندما علم بائع البرتقال عم ربيع برحلة الحج التي قدمها له أحد رجال الأعمال، كان أول تعليق له: "الله أكبر الحمد لله هدعي لأهل فلسطين هناك".
وبائع البرتقال عم ربيع، أصوله صعيدية، من مركز ببا في محافظة بني سويف، وورث مهنة بيع الفاكهة من والده وأجداده، وانتقل إلى منطقة الحوامدية ليبيع الفاكهة هناك، وهي المنطقة التي صور فيها مقطع الفيديو المنتشر، ويظهر عم ربيع وهو يلقي بفاكهة البرتقال على سيارات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة.