هرم مصر الرابع
المتحف المصري الكبير.. عجائب الدنيا تتحدث عن نفسها
المتحف المصري الكبير، أصبح هرم مصر الثقافي الجديد جاهزا للافتتاح خلال الفترة المقبلة، مع اكتمال التجهيزات في التحفة الفنية المطلة على أهرامات الجيزة، لتجمع المنطقة بين أبرز عجائب الدنيا السبع، وواحد من أكبر الصروح الثقافية والحضارية في العالم.
صرح ثقافي حضاري هائل
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قال خلال تفقده الموقف التنفيذي للأعمال بمشروع المتحف المصري الكبير، تحضيرا للافتتاح الرسمي: "سعداء بقرب الانتهاء بشكل كامل من هذا الصرح الثقافيّ الحضاري الهائل لنقدم للعالم أجمع تحفة فنية معمارية مبهرة تضم كنوز الحضارة المصرية القديمة"، كما تفقد أيضا أعمال التطوير الجارية بالمنطقة المحيطة بالمتحف.
وظهرت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن حجر الأساس وضع عام 2002، في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة، بعدما أعلنت مصر، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، ليفوز بالتصميم الحالي المُقدم من شركة هينجهان بنج للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects.
تصميم المتحف المصري الكبير
ويعتمد تصميم المتحف المصري الكبير على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.
وبدا العمل في بناء المتحف المصري الكبير في مايو 2005، من خلال تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بفي الشرق الأوسط، تم تخصيصه لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، وافتتح خلال عام 2010.
كما اكتمل تشييد مبنى المتحف الرئيسي، وتبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، والذي يشمل عدد من قاعات العرض، واللافت للنظر أن القاعة الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم.
الأكبر عالميا
والمتحف المصري الكبير، هو الأكبر في العالم الذي يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، بسبب احتوائه على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة، أبرزها كنوز الملك توت عنخ آمون، ليتم عرضها لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922.
كما يضم المتحف المصري الكبير مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو باني الهرم الأكبر بالجيزة، إضافة إلى متحف مراكب الملك خوفو، والعديد المقتنيات الأثرية منذ عصر ما قبل الأسرات إلى العصرين اليوناني والروماني.
وتم تخصيص أماكن للأنشطة الثقافية والفعاليات، وأبرزها متحف للأطفال، ومركز تعليمي، وقاعات عرض مؤقتة، وسينما، ومركز للمؤتمرات، إضافة إلى مناطق تجارية وتضم محال تجارية، وكافيتريات ومطاعم، وأيضا الحدائق والمتنزهات.
وينظم المتحف المصري الكبير في الفترة الحالية جولات محدودة العدد، تستهدف اختبار جاهزية الموقع وتجربة الزائر قبل الافتتاح الرسمي، ويمكن من خلالها زيارة البهو العظيم والدرج العظيم والمنطقة التجارية والحدائق الخارجية.
مسار زيارة المتحف المصري الكبير
وعند زيارة المتحف المصري الكبير، يبدأ مسار الزيارة عبر الدخول من طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي إلى ساحة الدخول الرئيسية، وهي ميدان المسلة المصرية على مساحة ٢٧,٠٠٠ متر مربع، ويمكن فيها رؤية الواجهة المهيبة للمتحف "حائط الاهرامات" بعرض ٦٠٠ متر وارتفاع يصل الى ٤٥ متر، ثم يدخل منها الزائر إلى داخل المبنى الذي يتألف من كتلتين رئيسيتين هما مبنى المتحف إلى يساره (جهة الجنوب) بمساحة اجمالية ٩٢,٦٢٣ متر مربع ومبنى المؤتمرات إلى يمينه (جهة الشمال) بمساحة اجمالية ٤٠,٦٠٩ متر مربع ويربط بينهما بهو المدخل حيث يقبع تمثال الملك رمسيس الشهير.
مكونات مبنى المتحف المصري الكبير
المدخل الرئيسي بمسطح ٧ الاف متر مربع وبه تمثال الملك رمسيس و٥ قطع أثرية ضخمة.
الدرج العظيم بمسطح ٦ الاف متر مربع بارتفاع يوازي ٦ أدوار ويحوي ٨٧ قطعة أثرية ضخمة.
قاعة الملك توت عنخ آمون بمسطح ٧,٥ ألف متر مربع وتضم ٥ الاف قطعة من كنوز الملك مجتمعة لأول مرة.
قاعات العرض الدائم بمسطح ١٨ ألف متر مربع تحوي القطع الاثرية الخاصة بالحضارة المصرية القديمة.
قاعات العرض المؤقت بمسطح ٥ ألف متر مربع وتحوي ٤ قاعات للعروض المتغيرة.
متحف الطفل بمسطح ٥ ألف متر مربع ويحتوي على وسائط متعددة ونماذج لشرح المحتوي الاثري.
فصول الحرف والفنون بمسطح ٨٨٠ متر مربع وتحتوي على ٥ فصول للحرف اليدوية.
قاعات العرض لذوي القدرات الخاصة بمسطح ٦٥٠ متر مربع.
مخازن الاثار بمسطح ٤ ألف متر مربع وتحوي حوالي ٥٠ ألف قطعة اثرية مجهزة للدراسة والبحث العلمي.
المكتبة الرئيسية بمسطح ١,١ ألف متر مربع.
مكتبة الكتب النادرة بمسطح ٢٥٠ متر مربع.
مكتبة المرئيات بمسطح ٣٢٥ متر مربع.
موعد افتتاح المتحف المصري الكبير
وكان المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، قال إن الموعد الرسمي لافتتاح المتحف المصري الكبير قائلاً: «لم يحدد بعد، حيث يتم دراسة الموعد المناسب للافتتاح.
وكشف متحدث الحكومة عن أنه مع نهاية شهر فبراير 2024 الجاري، سيكون المتحف المصري الكبير جاهزا للافتتاح بشكل رسمي بعد وضع اللمسات الأخيرة.
أما أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، فقال إنه تم إنفاق حوالي 1.5 مليار دولار على مشروع إنشاء وتشييد المتحف المصري الكبير، ومن المقرر أن يحافظ المتحف على مقدرات الدولة، واستعادة ما تم إنفاقه بمجرد افتتاحه، بطريقة مباشرة من خلال إيراداته، أو بطريقة غير مباشرة من خلال ما ينفقه السائحون.