فضليات النساء
أم سليمان.. مستشار عمر بن الخطاب وأول وزير تجارة في التاريخ الإسلامي
يذكر التاريخ الإسلامي المئات من النساء الفضليات اللاتى تولين المناصب القيادية، من بينهم أم سليمان السيدة ليلى بنت عبد الله بن عبد شمس العدوية القرشية، التي كانت أول وزير تجارة بالإسلام.
والسيدة ليلى أم سليمان هى صحابية من فضليات النساء، كانت تقرأ وتكتب في الجاهلية، وأسلمت قبل الهجرة، فعلمت السيدة حفصة أم المؤمنين الكتابة والرقية، بامر من النبى صلى الله عليه وسلم.
روت الشفاء ليلى بنت عبدالله 12 حديثا نبويا عن النبي صلّى الله عليه وسلم، الذى كان يزورها ويقيل عندها، واتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه.
وأقطعها النبى صلى الله عليه وسلم، دارا بالمدينة المنورة، فنزلتها مع ابنها سليمان، كما كان عمر بن الخطاب يقدمها في الرأي والمشورة ويرعاها ويفضلها.
أطلق عليها المؤرخون في التاريخ الإسلامي لقب أول معلمة في الإسلام، ولقبت بالشفاء لأنها كانت ترقي المرضى قبل الإسلام بمكة فغلب عليها هذا اللقب ولم تعد تعرف إلا به، أسلمت الشفاء قبل الهجرة، فهي من المهاجرات الأوائل، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وقد هاجرت هي وزوجها إلى أرض الحبشة.
ويروى عثمان بن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد الله، أنها كانت ترقي في الجاهلية، وأنها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج فقدمت عليه، فقالت: يا رسول الله، إني كنت أرقي برقى في الجاهلية، وإني أردت أن أعرضها عليك.
قال: " فاعرضيها ".. فعرضتها وكانت منها رقية النملة، فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: ارقى بها، وعلميها حفصة كما علّمتها الكتابة.
أول وزير تجارة
وبحسب التاريخ الإسلامي فإنه فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، الذي بدأ يؤسس للدولة الإسلامية العظمى بأركان قوية ولم يغفل وقتها عن النساء، إذ تم تعيين أم سليمان ليلى بنت عبدالله العدوية القرشية، ولقبت بـ"الشفاء"، لأنها كانت تداوي المرضى قبل الإسلام وكانت من أوائل من اعتنق الإسلام، ومن القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة في الجاهلية، كانت واحدة فيما يمكن ان نصفهم بمستشارى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حيث كان يثق الفاروق في رجاحة رأيها وكان يقدم كلامها على غيرها، فولاها على نظام الحسبة فى السوق أو كما يسمى ذلك في بعض المراجع التاريخية قضاء الحسبة وقضاء السوق، وجعلها تفصل فى المنازعات التجارية والمالية، وتحدد هامش الربح والأسعار الاسترشادية، فكانت بمثابة قاضى المحكمة التجارية أو الاقتصادية في هذا العصر، أو بحسب تفسيرات أخرى كانت تعد أول وزيرة تجارة في التاريخ الإسلامي.
والحسبة هي منصب من مناصب الحكم يتولى فيه المحتسب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكافة الطرق المشروعة، ولم يكن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يتعلق بمسائل العقيدة والشريعة والآداب العامة فقط، وإنما اشتمل على كافة نواحى الحياة كمراقبة الأسواق وهو ما يمكن أن نطلق عليه بمصطلحات العصر الراهن، مؤسسات رقابية على الأنشطة التى تتعلق بمصالح الناس للتأكد من أنها تتم وفقاً للعدل لتحقيق الاستقرار والسلام المجتمعى.
وذكر التاريخ الإسلامي أن الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان مهتماً بضبط الأسواق ومحاربة الاحتكار والغش وغلاء الأسعار والتصدى بقوة لجشع التجار، وهو عمل من أعمال الدولة، فقام بتعيين السيدة ليلى بنت عبد الله العدوية القرشية أم سليمان في منصب المحتسبة في الأسواق بصلاحيات أمير المؤمنين نفسه وهي التي وصفها الإمام ابن حجر في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" بأنها "من عقلاء النساء وفضلاهن.