رأس الحكمة ليست الأخيرة
قصة إعلان الحكومة عن الصفقة الكبرى بعد أزمة رئيس هيئة الاستثمار
حسمت الجدل حول الصفقة الكبرى التي انتظرها المصريون خلال الفترة الماضية، وأثارت الكثير من اللغط والتساؤلات، وخرج الدكتور مصطفى مدبولي، ليعلن عن موافقة مجلس الوزراء، في اجتماعه اليوم الخميس، برئاسته، على أكبر صفقة استثمار مباشر، والتي تتم عبر شراكة استثمارية مع كيانات كبرى، وتأتي في ضوء جهود الدولة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وزيادة موارد مصر من النقد الأجنبي، وحل أزمة الدولار.
وتتم الصفقة الكبرى، بشراكة مع كيانات كبرى، وتستهدف تحقيق مستهدفات التنمية، والمحددة بالمُخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية.
الصفقة الكبرى
كما ستكون الصفقة الكبرى، بداية للعديد من الصفقات الاستثمارية، والتي تعمل الدولة عليها في الوقت الحالي، بهدف زيادة موارد الدولة من النقد الأجنبي، وأن نجاح مصر في جذب استثمارات أجنبية ضخمة، يؤكد ثقة الكيانات الاستثمارية الكبرى في الاقتصاد المصري، وقدرته على تخطي الأزمات.
ومن المنتظر أن توفر تلك الصفقة، سيولة نقدية كبيرة من العملات الصعبة، بهدف تحقيق الاستقرار في سوق النقد الأجنبي، واقضاء على أزمة الدولار، مع توفير مئات الآلاف من فرص العمل، وتشغيل الشركات المصرية، وانتعاش قطاع الصناعة".
وتأتي الصفقة الكبرى، مع اقتراب الحكومة من إنهاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، إضافة إلى الاجراءات التي تنص عليها وثيقة سياسة ملكية الدولة، وتمكين القطاع الخاص، لزيادة مشاركته في القطاعات التنموية.
توقيع عقود رأس الحكمة
وتزامن الإعلان عن الصفقة الكبرى، مع الأخبار المنتشرة حول توقيع الحكومة بالفعل على عقود استثمارات منطقة رأس الحكمة.
وكان الكثير من اللغط أثير خلال الأيام الماضية، بسبب تصريحات حسام هيبة رئيس هيئة الاستثمار عن اختيار تحالف إماراتي لمشروع تطوير رأس الحكمة.
ليخرج مدبولي ويؤكد أن مجلس الوزراء هو المكلف فقط بالإعلان عن تفاصيل المشروعات الاستثمارية الكبرى.
تحالف إماراتي لمشروع رأس الحكمة
وأكد رئيس هيئة الاستثمار أن الحكومة تلقت عروضا من تحالفات استثمارية دولية متعددة للاستثمار في مشروع تطوير رأس الحكمة، ليتم اختيار تحالف اماراتي لتنفيذ المشروع، والذي تتجاوز استثماراته 22 مليار دولار، ولكن لن يتم ضخها دفعة واحدة.
وقبلها، أعلن مدبولي عن تشكيل لجنة قانونية وفنية بمجلس الوزراء، لدراسة عروض الاستثمار في مشروعات مُهمة، والتي ستضخ موارد ضخمة من النقد الأجنبي، مع الاستعانة بمكتب محاماة عالمي، لإعداد الصياغات النهائية للاتفاقات والعقود، والتي تحمل تفاصيل مالية وقانونية وفنية كثيرة".
فهل تسرع رئيس هيئة الاستثمار في الإعلان عن اختيار التحالف الإماراتي للاستثمار في رأس الحكمة، أم أن الصفقة بكاملة خارج نطاق اختصاصاته؟
تفاصيل مشروع رأس الحكمة
ومساحة منطقة رأس الحكمة تصل إلى حوالي 180 مليون متر مربع، ويأتي طرح مشروعات الاستثمار فيها، ضمن خطة الحكومة لإعادة تخطيط منطقة الساحل الشمالي، وإقامة مجتمعات عمرانية متكاملة فيها، تشمل منطقة مشروعات سياحية، وعمرانية، وصناعية، وزراعية.
وتقوم خطة الحكومة لإعادة تخطيط وتطوير الساحل الشمالي، على مخطط كامل للتنمية، يشمل الاستغلال الأمثل للأراضي، وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، وتوفير فرص عمل جديدة، لاستيعاب الزيادة السكانية المقدرة بحوالي 34 مليون نسمة.
كما يستهدف المخطط، أن توفر تلك المشروعات حوالي 11 مليون فرصة عمل، حتى عام 2052.
كما يهدف المخطط لوضع رأس الحكمة على خريطة السياحة العالمية، وتحويلها إلى منطقة جاذبة وصالحة لتوطين 5 مليون نسمة، مع جذب ملايين السياح سنويا، من خلال إقامة مدينة سياحية بيئية مستدامة على البحر المتوسط، ضمن مخطط مجموعة من المدن الجديدة، وهي العلمين الجديدة ومركز مارينا العلمين ومدينة سيدي براني ومدينة السلوم.