فيتو أمريكي جديد لصالح الاحتلال
مجلس الأمن يفشل في منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة
فشل مجلس الأمن الدولي من جديد في نصرة الشعب والقضية الفلسطينية بفعل الانحياز الأمريكي السافر لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وعارضت الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن الدولي، طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، لأنه سيعترف بشكل واقعي بوجود دولة فلسطينية.
وتم التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 دولة، بمنح دولة فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، إلا أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض "الفيتو " لعرقلة صور القرار.
من جانبها أعربت مصر عن أسفها البالغ إثر عجز مجلس الأمن، على خلفية استخدام الولايات المتحدة لحق النقض "الفيتو"، عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وذلك في توقيت حرج تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق يحتم على الدول تحمل مسئوليتها التاريخية باتخاذ موقف داعم للحقوق الفلسطينية وخلق أفق سياسي حقيقي لإعادة إطلاق عملية السلام بهدف التسوية النهائية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقرار عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة هو حق أصيل للشعب الفلسطيني الذي عانى من الاحتلال الإسرائيلي على مدار أكثر من ٧٠ عاماً، وخطوة هامة على مسار تنفيذ أحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المُتعارَف عليها لإرساء حل الدولتين، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف، مؤكدة حتمية تمكين الشعب الفلسطيني بصورة كاملة من ممارسة كافة حقوقه الشرعية.
كما اعتبرت مصر أن إعاقة إقرار حق الشعب الفلسطيني في الاعتراف بدولته لا يتماشى مع المسئولية القانونية والتاريخية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي تجاه إنهاء الاحتلال، والتوصل إلى حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية.
وطالبت مصر الأطراف الدولية الداعمة للسلام بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتعامل بالمسئولية المطلوبة مع الظرف الراهن لإعادة الأمل في إحياء عملية السلام على أسس جادة تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة ومتصلة الأراضي، على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش في سلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
انجياز أمريكي سافر
وحول الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة، قال نائب المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، روبرت وود، إن موقف بلاده بشأن منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة لم يتغير في إشارة إلى رفض بلاده لهذه الخطوة.
وكانت المندوبة الأمريكية، ليندا توماس جرينفيلد، قد أكدت على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يتم حله سوي بالمفاوضات.
ونقلت مواقع أمريكية أن الولايات المتحدة أرسلت برقيات دبلوماسية لعدد من السفراء لرفض القرار الذى أعدته الجزائر، كمحاولة منها للضغط في مجلس الأمن لرفض منح فلسطين العضوية الكاملة، دون استخدام الفيتو علنا.
وخلال عملية التصويت صوت 12 عضوا في مجلس الأمن لصالح القرار، هم الجزائر، روسيا، غانا، موزمبيق، سيراليون، اكوادور، الصين، فرنسا، سلوفينيا، اليابان، مالطا، كوريا الجنوبية، في حين امتنعت دولتان هما المملكة المتحدة وسويسرا عن التصويت، فيما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضده.
ولموافقة المجلس على أي قرار يلزم تأييد 9 بلدان على الأقل وعدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية "الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين" حق النقض "الفيتو".
بينما انتقد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بشدة، الفيتو الأمريكي، واصفا الاعتراض على القرار الأممي بإنه غير عادل وغير أخلاقي وغير مبرر، ويتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يدعم بقوة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ومن جانبه أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس بالولايات المتحدة لاستخدامها حق النقض ضد ما وصفه بـ"الاقتراح المخزي".