سلاحها الاغتصاب وقطع الرؤوس ومنع المساعدات
السودان.. حرب نساها العالم.. وتفضلها الكلاب والنسور
تقترب الحرب الأهلية العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي نشبت في 15 إبريل 2023 من إتمام عامها الأول.. دون تدخل من جانب الأمم المتحدة وجهازها السادس "مجلس الأمن الدولي" بشكل صارم لوقفها وإنما تدخل يمكن وصفه بالخجول من جانب بعض الدول الإفريقية والعربية وكلها بلا نتائج.. وتحذيرات من المنظمات الإنسانية والإغاثية الأممية والدولية للأزمة التي أودت بحياة 14 ألف و790 سوداني وإصابة أكثر من 26 ألف آخرون.. "ولا شك أن الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير"وفقا لتصريحات مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك والذي قال "إن الأزمة في السودان مأساة يبدو أنها انزلقت إلى طي النسيان على المستوى العالمي، واتسمت بتجاهل خبيث للحياة البشرية"..
اغتصاب 120 وتدمير 80 % من المستشفيات
وأوضح تقرير حقوق الإنسان الأممي أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع تخوض قتالا عبثيا عنيفا بتنفيذ هجمات متعددة وعشوائية تستهدف المناطق والمباني السكنية مما أدى لتدمير البنية التحتية المدنية الحيوية، مثل المدارس والمستشفيات التي خرج 80 % من الخدمة، وعمليات قتل ذات دوافع قبلية شملت قطع الرؤوس بمناطق متفرقة، واحتجاز آلاف المدنيين تعسفيا لدى الطرفين.
وكشف التقرير عن استخدام العنف الجنسي كسلاح من أسلحة الحرب، فقد وثق مكتب حقوق الإنسان الأممي 120 حالة اغتصاب للنساء والفتيات نفذ رجال قوات الدعم السريع 81 % منها.. وهي أرقام لا تعكس إلى حد كبير الواقع وفقا للمفوض السامي.
وأضاف التقرير أن من بين أسلحة الحرب في السودان منع الوكالات الإنسانية من إدخال المساعدات في وقت بات فيه أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 25 مليون في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية والطبية.
الوضع في السودان "حياة أو موت"
ومن جانبه وصف ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، بيتر غراف الوضع بأنه "عاصفة كاملة" وأصبح الوضع حياة أو موت فنحو 18 مليونا يواجهون الجوع الحاد، 5 ملايين منهم في مستويات الطوارئ من الجوع، مضيفا أنه في دارفور وحدها، قد يؤدي الجوع إلى فقدان 200 ألف طفل حياتهم خلال العام الجاري (2024) فضلا عن تفشي الأمراض المعدية حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 10,000 حالة كوليرا، و5,000 حالة حصبة، وحوالي 8,000 حالة لحمى الضنك، وأكثر من 1.2 مليون حالة سريرية للملاريا.
أكبر حركة نزوح وأسوأ أزمة جوع بالعالم
وكشف تقرير منظمة الصحة العالمية أن السودان شهدت جراء النزاع المسلح العشوائي أكبر حركة نزوح في العالم حيث بلغ عدد النازحين 8 ملايين شخص منهم 6 ملايين ونصف المليون نزحوا داخليا، و3 ملايين نزحوا بالفعل قبل بدء الحرب الأخيرة، فيما لجأ 1.8 مليون إلى البلدان المجاورة. منهم نصف مليون في تشاد التي أصبحت حالياً واحدة من المناطق الرئيسية للاجئين في إفريقيا حيث يبلغ إجمالي عدد اللاجئين فيها أكثر من مليون شخص.
وقد أعلن برنامج الأغذية العالمي مطلع الشهر الجاري (مارس 2024) أن المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين السودانيين في تشاد، وبعضهم على شفا المجاعة، ستتوقف الشهر المقبل نتيجة نقص التمويل، محذرا من أن الصراع في طريقه إلى أن يصبح أسوأ أزمة جوع في العالم، حيث يواجه ثلث سكان السودان، البالغ عددهم 18 مليون شخص، انعدام الأمن الغذائي.
وفي الوقت الذي يحذر فيه العاملون الأمميون في المجال الإنساني من ارتفاع معدلات سوء التغذية في السودان. نبهوا إلى احتمال وفاة نحو 220 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وأكثر من 7,000 أم جديدة في الأشهر المقبلة إذا لم يتلقوا مساعدة عاجلة خاصة وأنها لم تتلق سوى 5 % من احتياجاتها المالية والمقدرة بـ 2.7 مليار دولار، وأن الأمم المتحدة لا تملك سوى 130 مليون دولار لن تمكنها من الوفاء بالتزاماتها تجاه السودانيين.
معارك السودان تمنع النسور من العودة لأوروبا
كشف المركز الأوروبي لرقابة الحياة الفطرية والبرية، أن النسور والطيور المعروفة بطيور القمامة لم تعد لأوروبا خلال فصل الشتاء هذا العام كما هو معتاد. وأنه بعد تتبع الشرائح المثبّتة في بعض النسور تأكد وجودها جميعاً في دولة السودان، خاصة العاصمة الخرطوم ومنطقة الفاشر بدارفور ومنطقة بابنوسة في كردفان. حيث وفرت الحرب بين الجيش والدعم السريع كميات كبيرة من اللحم الآدمي، لعدم دفن الكثير من الجثث.
وأعرب المركز عن قلقه من تغير نمطها الغذائي بحيث يصبح خروج الأطفال والتخييم في المناطق الخارجية بدول الاتحاد الأوروبي عملاً غير آمن مستقبلاً.
ولم يقف الأمر عن ذلك الحد فقد حذر علماء البيولوجيا من كلاب الخرطوم التي تناسلت بعد الحرب ووصل عددها لأكثر من 300 ألف كلب وأصبحت تمثل خطورة على المواطنين في حال عودتهم، لأنها تحولت لمتوحشة لاقتيادها على جثث البشر المنتشرة في الطرقات والمنازل الخاوية مما يجعل ابادتها بشكل علمي امر مهم عقب توقف الحرب.