وقف العمليات الإغاثية بعد مقتل الفريق
المطبخ المركزي العالمي.. مجزرة جديدة في سجل جرائم الاحتلال الإسرائيلي
فى جريمة جديدة أضيفت لسجل جرائم دولة الاحتلال الإسرائيلى، قصف الطيران الإسرائيلى سيارة تابعة لمنظمة الإغاثة الدولية " المطبخ المركزي العالمي " في شارع الرشيد جنوب دير البلح بقطاع غزة.
وأعلنت منظمة "ورلد سنترال كيتشن" المطبخ المركزي العالمي، وقف عملياتها مؤقتا وبشكل فوري في قطاع غزة، بعد مقتل 7 من أعضاء فريقها فى الغارة الإسرائيلية.
وكانت منظمة المطبخ المركزي العالمي قد نظمت بالتعاون مع جمعية "أوبن آرمز" الإسبانية شحنات من المساعدات الإنسانية إلى غزة تم إرسالها عبر سفينتين أبحرتا من قبرص يومي 12 و30 مارس الماضي.
وقالت المنظمة إن فريقها المستهدف كان يتحرك في منطقة منزوعة السلاح بسيارتين مصفحتين ومركبة أخرىال تحمل شعار المنظمة، لكنه تعرض للقصف أثناء مغادرته مستودعا بدير البلح بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية، رغم تنسيق التحرك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت منظمة المطبخ المركزي العالمي أن القتلى السبعة من أستراليا وبولندا وبريطانيا، وبعضهم لديهم جنسيات مزدوجة من أميركا وكندا وفلسطين.
وقالت الرئيسة التنفيذية للمنظمة، أن الهجوم ليس على المطبخ المركزي العالمي فحسب، بل على جميع المنظمات الإنسانية، فيما أعرب مؤسس المنظمة خوسيه أندريس، عن حزنه، ودعا في منشور على منصة إكس، الحكومة الإسرائيلية إلى الكف عن القتل العشوائي، وعن فرض قيود على المساعدات الإنسانية، كما طالبها بوقف استخدام الغذاء سلاحا.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له إنه فتح تحقيقا في هجومه الذي استهدف موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي، وأفاد أنه يجري مراجعة شاملة على أعلى المستويات للوقوف على ملابسات هذا الحادث المأساوي.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري إنه سيتم التحقيق في الحادث عبر آلية تقصي الحقائق والتقييم، التي وصفها بأنها هيئة مستقلة واحترافية وتتمتع بالخبرة.
احترام القانون الدولي
وفي أول تعليق له على الحادث، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: قواتنا أصابت بشكل غير متعمد أشخاصا أبرياء في غزة.
وأقرّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي قصف أبرياء، واصفاً القصف بأنه حادث مأساوي وغير مقصود.
وقال نتنياهو في رسالة مسجلة مصورة: "يحدث ذلك في الحرب، ونحن نتحقق من ذلك حتى النهاية، ومازلنا على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يحدث هذا الشيء مرة أخرى.
قدم الرئيس الإسرائيلى، إسحاق هرتسوج، التعازى لضحايا القصف الإسيرائيلى الذى استهدف أجانب فى قطاع غزة من مؤسسة المطبخ المركزى العالمي خلال مهمة إنسانية فى القطاع.
ونقلت الإذاعة العبرية، عن هرتسوج، قوله: نعتذر عن وفاتهم المأساوية
وقالت الخارجية البريطانية إنها على علم بمقتل بريطاني بغزة، داعية لاحترام القانون الدولي وحماية المدنيين في قطاع غزة.
من جانبها، عبرت وزارة الخارجية البولندية عن تعازيها لعائلة متطوع بولندي قُتل في الغارة الإسرائيلية، وعبرت عن اعتراضها على تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين بغزة بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني.
وأعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أنه طلب توضيحات من إسرائيل حول مقتل الموظفين السبعة وبينهم بولندي.
وكتب على منصة إكس "طلبت شخصيا من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني توضيحات عاجلة، أكد لي أن بولندا ستتلقى قريبا نتائج تحقيق حول هذه المأساة، مضيفا أن وارسو تعتزم إجراء تحقيقها الخاص.
وقالت وزارة العدل البولندية إنها ستفتح تحقيقا في مقتل عامل الإغاثة البولندي في غزة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن بلاده على اتصال بالحكومة الإسرائيلية سعيا إلى المساءلة الكاملة بشأن مقتل عاملة إغاثة أسترالية في غزة، مضيفا أن عمال الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني، وجميع المدنيين الأبرياء، بحاجة إلى توفير الحماية لهم.
فيما استدعى رئيس الوزراء الأسترالي، السفير الإسرائيلي بعد مقتل العاملة الأسترالية في غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أنه على الحكومة الإسرائيلية توضيح ملابسات الهجوم على عمال الإغاثة بغزة في أقرب وقت.
حماية المنظمات الإنسانية
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون على منصة إكس، نشعر بالحزن والانزعاج الشديد بسبب الضربة التي أدت إلى مقتل عمال إغاثة في ورلد سنترال كيتشن في غزة.
وأضافت أنه يجب حماية عمال الإغاثة الإنسانية أثناء قيامهم بتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، وحثت إسرائيل على التحقيق سريعا فيما حدث.
ومن جانبه، أدان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث قتل عمال الإغاثة في غزة، كما أدان مفوض الشؤون الإنسانية في الاتحاد الأوروبي الهجوم على العاملين في المجال الإنساني بغزة.
وقال رئيس المجلس الأوروبي تعليقا على ما حدث إنه يجب أن يكون هناك تحقيق ومحاسبة للجناة.
وفي سياق متصل، وزعت فرنسا مشروع قرار جديدا على أعضاء مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ويضمن حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وإيصال المساعدات إلى مستحقيها.
وقال المندوب الفرنسي الدائم لدى مجلس الأمن نيكولا دي ريفير إن مشروع القرار تناول إعادة الإعمار والإنعاش والحكم في قطاع غزة ويعالج الأسباب الجذرية لهذه الأزمة.
وكتب الرئيس البولندي، أندريه دودا، على موقع إكس إنه اطلع بـ"ألم عميق" على خبر وفاة متطوعي منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الخيرية، بما في ذلك مواطن بولندي.
وقال: "هؤلاء الأشخاص الشجعان غيروا العالم إلى الأفضل بخدمتهم وتفانيهم من أجل الآخرين، هذه المأساة لم يكن ينبغي أن تحدث أبدا ويجب تفسيرها".
واكتفى وزير الخارجية البريطاني دافيد كاميرون، بالقول إن وزارة الخارجية تعمل على التحقق من التقارير التي تفيد بمقتل مواطنين بريطانيين في الغارة، مضيفًا أنه سيتم تقديم الدعم الكامل لأسرهم، فيما قال رئيس الوزراء ريشي سوناك، إنه شعر بالصدمة والحزن بسبب الحادث، وأرسل تعازيه إلى أصدقاء وعائلات الضحايا.
وتشير التقارير الأممية إلى أن أكثر من 196 عاملاً من عمال الإغاثة قتلوا في غزة منذ أكتوبر الماضى، وفقاً لمؤسسة قاعدة بيانات عمال الإغاثة التي تمولها الولايات المتحدة، وهي مؤسسة معنية بتسجيل حوادث العنف الكبرى ضد موظفي الإغاثة.
وكان معظم الذين قتلوا منذ اندلاع الحرب في غزة قبل ستة أشهر، يعملون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، التي تدير أكبر عملية مساعدات في غزة.