و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

7 أفلام تروي «خيبة» الصهاينة

هزائم جيش الاحتلال الإسرائيلي عرض مستمر في السينما العبرية

موقع الصفحة الأولى

مثلت حرب السادس من أكتوبر وهزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي، صدمة كبرى للمجتمع الإسرائيلي، ألقت بظلالها علي السينما الإسرائيلية وبدلت قناعات المؤلفين والمخرجين الذين اعترفوا بتفوق الجيش المصري وحق الشعب العربي الفلسطيني في العيش علي أرضه.


ركزت السينما الإسرائيلية منذ تأسيس الكيان في عام 1948 علي نوعين فقط هما؛ أفلام الدعاية الإسرائيلية المباشرة التى تبشر بالحلم الإسرائيلي والدعاية للتفوق العسكري، وأفلام التسلية التى تسعي لتحقيق الهروب من مواجهة الواقع المليء بالمتناقضات، واقع ثقافة الاستيلاء والاستيطان وقمع الآخر العربي والفلسطيني.


وظل الإنتاج السينمائي في إسرائيل علي هذا النحو المنوال، حتى وقعت الهزيمة المدوية في السادس من أكتوبر عام 1973، عندما تمكن الجيش المصري من تدمير نظرية الأمن الإسرائيلية وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وكسر الذراع الطويلة لجيش الاحتلال بالتخطيط الاستراتيجي عالي المستوي والاداء.
لقد كان تأثير حرب أكتوبر 1973 كاشفا على السينما الإسرائيلية، من خلال رصد ظهور موجة جديدة من الأفلام بعد الحرب، وجهت للمرة الأولى نقدا لاذعا للمؤسسة الحاكمة في إسرائيل، وإلى جيش الاحتلال نفسه الذي كان بالطبع مقدسا وضد النقد منذ تأسيس الكيان.
وكان وراء هذه الموجة عددا من الشباب الذين خدموا في الجيش، وواجهوا ما وقع من هزيمة، تلتها صدمة غزو لبنان عام 1982، حيث تبدلت القناعات إلى حد التشكيك في فكرة الحلم الإسرائيلي نفسه، وهو ما تبدى في موجة من الأفلام السياسية التي ظهرت في أواخر السبعينيات وخلال الثمانينيات، والتى تتناقضت تماما مع أفلام الدعاية.


خزعة وأفلام أخري


كان الفيلم الأول الذي يواجه الحقيقة في المجتمع الاسرائيلي هو فيلم "خربة خزعة" للمخرج رام لوفي عام 1978، وهو مأخوذ عن قصة شهيرة للكاتب الإسرائيلي سميلانسكي يزهار، التى كتبها عام 1949، وفيها يروي ما حدث لقرية فلسطينية مسالمة تعرضت للدمار الكامل على أيدي الإسرائيليين في حرب 1948، وأُجبر ما بقي من سكانها على الفرار.
تقوم القصة على الوصف التفصيلي لما حدث خلال يوم واحد للقرية المنكوبة من وجهة نظر جندي إسرائيلي شارك في العملية يقوم بدور الراوي، لكن هناك دائما تدخلات من جانب قائد العملية الذي يرد على النزعة الإنسانية للراوي، وعندما يلاحظ قائد العملية في النهاية تحفظ الراوي وصمته، ويدرك أنه لا يوافق على الفظائع التي شارك في ارتكابها، يبشره بمهاجرين جدد يصلحون ما أفسده السابقون.
فيلم كيبور، الذي أنتج عام 2000 من إخراج أموس جيتاي، يتناول أحداث الصراع المصري الإسرائيلي في فترة السبعينات خلال حرب أكتوبر، حول مهمة قام بها رجال الإسعاف الإسرائيلين، تتمثل في محاولتهم لإنقاذ الجنود المصابين بعد الهجوم المصري على إسرائيل يوم 6 أكتوبر خوفًا من اعتقالهم من قبل الجيش المصري، المهمة التي انتهت خلال أحداث الفيلم بالنجاح، كشفت عن كفاءة الجندي المصري، ودقة التخطيط الاستراتيجي للحرب.
أما فيلم الشتاء الأخير، للمخرج ريكي شيلاتش الذي عرض عام 1984 من إنتاج أمريكي إسرائيلي مشترك، ويتناول الفيلم قصة إنسانية، حيث تدور أحداثه عن رحلة بحث سيدتين عن أزواجهن المفقودين خلال أحداث حرب السادس من أكتوبر، ولا يمتلكان لهما إلا صورة واحدة تجمعهما سوياً فيدخلا في رحلة بحث طويلة عنهما، وتنشأ بينهن علاقة صداقة خلال رحلة البحث عن الزوجان المفقودين.
الفيلم أشار في عجالة إلي الخسائر الإسرائيلية الفادحة لجيش الاحتلال الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر، من الجنود والضباط والعتاد. 
أما فيلم يوم هادين، الذى أنتج عام 1974 يتناول الفيلم قصة أحد الاسرائيليين  المشاركين في حرب أكتوبر، وهو مدير فندق قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة ، لكنه عاد لإسرائيل بعد قراره للمشاركة في حرب أكتوبر تاركًا زوجته وابنته في أمريكا، ليصاب في المعركة على يد الجنود المصريين، فتعود ابنته وزوجته بعد الهزيمة حزناً على دولتهم، وتنقذه ابنته التي تبرعت له بالدم.
الفيلم كان صرخة إسرائيلية موجهة للولايات المتحدة الامريكية، بضرورة إنقاذ إسرائيل من الهزيمة التى قد تفضي إلي نهايتها وفنائها.


شتيكات حتسوفاريم وجولدا


فيلم "شتيكات حتسوفاريم" أو صمت الأبواق، ألقت من خلاله السينما الإسرائيلية، الضوء على التغيرات التي شهدتها الأجيال الجديدة في إسرائيل على إثر الهزيمة في الحرب، حيث تدور قصة الفيلم في إطار درامي عن تغيرات في شخصية رجل يعمل كمرشد سياحي، أصيب بالصدمة بسبب هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب، وتظهر تلك التغيرات من خلال علاقته بسيدة من مجتمع "الهيبيز" وهي حركة شبابية مناهضة للقيم الرأسمالية.
الفيلم يتحدث عن الساعات القليلة قبل نشوب حرب أكتوبر وكيف خدعهم المصريون، ويقدم في رسالة ناعمة الدعوة للمجتمع الاسرائيلي بضرورة التخلي عن اليمين الاسرائيلي المتطرف، والركون لليسار الذي يبشر بالسلام مع العرب. 
أما فيلم الرصيف فيروي تفاصيل هزيمة اسرائيل الساحقة في حرب أكتوبر عام 1973، وتم اقتباس اسم الفيلم "الرصيف" من موقع عسكري بنفس الاسم، كان على جبهة القتال المطلة على قناة السويس.
فيلم الرصيف يعكس حالة الصدمة التي تلقتها إسرائيل في الساعات الأولى للمعركة، حيث يتم سماع صرخات الجنود الإسرائليين الذين قتلوا على يد الجنود المصريين الذين تسللوا إلى الموقع ودمروه.
وينتقل الفيلم بين معارك ضارية ضد جنود مصريين يصلون في قوارب ودبابات وعلى الأقدام، ومشاهد هدوء متوترة بين عدد من الهجمات.
كما يكشف الفيلم الذي يضم عددا من الصور ومقاطع الفيديو الأرشيفية، عن تزايد عدد القتلي والجرحى الإسرائيليين وتناقص مخزون الأدوية.
بينما يحكي فيلم جولدا الذي يحمل اسم جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر، عن شخصية المرأة الوحيدة التي شغلت منصب رئيس وزراء إسرائيل، موضحا إدمان غير محدود من قبل رئيسة الوزراء الإسرائيلية إبان حرب أكتوبر للسجائر، حتى عندما كانت مريضة بالسرطان، ويشير الفيلم الي أن الجنرالات الذين خدموا تحت قيادتها كانوا مسئولين عن هزيمة جيش الاحتلال في حرب أكتوبر، وأبرزهم وزير الدفاع في ذلك الوقت موشيه ديان، واللواء إيلي زيرا.

تم نسخ الرابط