اليهود الارثوذكس يهددون بقلب الطاولة
فتنة تجنيد «الحريديم» بالجيش الاسرائيلي «قنبلة» جديدة في وجه نتنياهو
الخدمة العسكرية في إسرائيل، هي تجنيد إجباري للمواطنين فوق سن الثامنة عشر، وتمتد لفترة 24 شهرا للنساء و36 شهرا للرجال باستثناء طلبة "اليشيفات" أو المدارس الدينية اليهودية من طائفة "الحريديم" الذين يمثلون 13% من المجتمع.
وفي مقابل حالة التمييز في قانون التجنيد، ومع ارتفاع تكلفة الحرب في غزة ومقتل واصابة الألاف تحركت جموع غقيرة من الشباب الاسرائيلي للتعبير عن رفضهم للتجنيد الاجباري والمطالبة بالمساواة مع الحريديم أو اليهود الأرثوذكس.
ومنذ سنوات تتسع مطالب تعديل قانون التجنيد في تل أبيب، ليشمل اليهود الأرثوذكس المتشددين المعروفين بـ"الحريديم" بدعوي أن جميع شرائح المجتمع يجب أن تخدم البلاد، ولكن المثير للدهشة أن ينضم وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، الذي أكد أنه لتحقيق أهداف الحرب، وللتعامل مع التهديدات القادمة من غزة ولبنان والضفة الغربية، تحتاج إسرائيل إلى الوحدة والشراكة في القرارات المتعلقة بالمستقبل.
كذلك الوزيران بيني جانتس وجادي آيزنكوت، ربطا بين دعمهما قرار تمديد فترة الخدمة العسكرية، وقبول خطتهما لتوسيع التجنيد، بهدف زيادة عدد المجندين تدريجياً على مدار 10 سنوات، من خلال سن قانون خدمة عسكرية يوسع نطاق التجنيد الإجباري فورا.
دراسة التوراة تكفى
الارقام التى أعلنتها الصحافة الاسرائيلية بالتزامن مع الحرب علي غزة، كانت صادمة للمجتمع الاسرائيلي لاسيما لأسر القتلي والمصابين في صفوف الجيش، حيث تشير الارقام إلي أن 66 ألف شاب من مجتمع "الحريديم" حصلوا على إعفاء من الخدمة العسكرية خلال العام الماضي، وهو رقم قياسي، تحديدا وسط حالة الحرب التي تعيشها إسرائيل، وتعدد الجبهات التي تتعامل معها.
وبحسب تعاليمهم، يعد اليهود المتشددين دراسة التوراة هي الضمان للحفاظ على بقاء إسرائيل، وسلاح روحاني لحماية شعب إسرائيل.
ويتمسك يهود الحريديم بالنصوص التي وردت في التوراة والتلمود وبتعاليم الحاخامات، ويجمعون على أن دولة إسرائيل وحياة اليهود فيها يجب أن تحكمها الشريعة اليهودية والتعاليم التوراتية، وليس مبادئ الديمقراطية وقيم الصهيونية والقوانين التي شرعها الإنسان، وعليه، يوظفون نفوذهم السياسي من أجل فرض هذه التعاليم على الحياة اليومية للإسرائيليين.
واكتسب الجدل بشأن إعفاء الحريديم من الخدمة زخما إضافيا في الأيام الأخيرة بعد خروج تظاهرات عدة، في قضية تهدد بزعزعة الائتلاف الهش لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث دعا المحتجون نتنياهو الذي تضم حكومته ممثلين لليمين المتطرف الذين يتم إعفائهم من الخدمة، للتحرك باسم العدالة الاجتماعية ووضع حد لهذا الإعفاء، وهو ما قابلته الشرطة الاسرائيلية بعنف مفرط.
تهديد بسقوط الحكومة
ورفع الإسرائيليون، في مظاهرة وسط القدس المحتلة لافتات تصف الحريدم بـ "مجموعة من الكسالى"، "الطفيليون"، أمام مجموعة من نحو عشرين يهودياً متشدداً بلحاهم الطويلة يرتدون الزي التقليدي الأسود، حضروا للتشويش على تظاهراتهم وهم يؤدون الصلاة ويرقصون ويرددون بأعلى صوت "الموت أفضل من الالتحاق بالجيش".
بينما تلقت الأحزاب الحريدية مطالب تعديل القانون بغضب شديد، وتوعدت ببقلب الطاولة وإسقاط ائتلاف نتنياهو، حيث يعتبر مشروع قانون التجنيد جزءا من الاتفاقيات الائتلافية بين مكونات الحكومة، حيث وعدت به الأحزاب الدينية، من أجل منع المحكمة العليا من إلغاء قانون الإعفاء من التجنيد بحق المتدينين.
ومن المعروف أن الاحزاب الحريدية تمتك 18 مقعدا بالكنيست من أصل 64 صوتا داعما للحكومة الحالية، ويلزم الحصول على ثقة 61 عضو كنيست على الأقل من أجل ضمان بقاء الحكومة، ما يشير إلى التأثير المحتمل لمغادرة الأحزاب الدينية للحكومة.
ومع تفجير قضية تجنيد الحريدم وتوابعها، قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان، إن الحكومة الإسرائيلية وصلت إلى نهايتها، معتبرا أن التخلص من رئيسها بنيامين نتنياهو يمثل مكافأة للإسرائيليين، مؤكدا إن الحكومة استنفدت نفسها وانتهت، مشيرا إلى الخلافات بين أعضاء مجلس الحرب التى تتسع يوميا.