الأولى و الأخيرة

قالها السيسي: المجتمع الدولي لا يرغب في إنهاء الاحتلال

أمريكا ترد على القمة العربية: إرسال قوات دولية لغزة يعرقل هزيمة حماس

موقع الصفحة الأولى

لم تحظ ما يعرف إعلاميا بـ القمة العربية الثالثة والثلاثين بالعاصمة البحرينية المنامة باهتمام إعلامي نظرا لانشغال وسائل الإعلام بوقائع سماع محكمة العدل الدولية لمرافعة جنوب إفريقيا التي تطالب بضرورة صدور قرار بالوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وانسحاب جيش المحتل من قطاع غزة، ومتابعة العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية التي كبدت الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وقيام حزب الله بخمس عمليات من الساعة الثامنة و35 دقيقة وحتى العاشرة صباحا، مستهدفة في الضربة الأولى بـ 60 صاروخ كاتيوشا على قيادة فرقة الجولان ‌‏210 في نفح وثكنة الدفاع الجوي في كيلع وثكنة المدفعية لدعم المنطقة الشمالية في يوآف.‏. ثم استهداف التجهيزات التجسسية المستحدثة في مواقع " ‏زرعيت وجلّ العلام وراميا وعداثر".. فضلا عن أن المواقف العربية المتفاوتة معروفة مسبقاً، والدول التي لم تتحرك منذ السابع من أكتوبر 2023 هل ستتحرك خلال ساعات؟!  

ورغم توجيه وزير الخارجية المصري الأسبق وأمين عام الجامعة العربية الأسبق عمرو موسى نداءً طالب فيه القادة العرب بالمكوث في المنامة يوماً وبعض يوم، وليس ساعة أو بعض ساعة.. لأن الأمر جَلَل، واللحظة حاسمة… والله يساعد مَن يساعدون أنفسهم، إلا أن القمة العربية لملمت أوراقها سريعا.

القمة العربية التي وصفها مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد مرسي بأنها نُزعت خلالها آخر أوراق التوت التي كانت تغطي سوءاتنا!

السيسي كان أكثر مصارحة

القمة العربية التي حضرها ملوك وأمراء ورؤوسا 14 دولة وتغيب عنها رؤوسا الجزائر وتونس ومجلس السيادة السودانية وملك المغرب وأمير الكويت وسلطان عُمان.. لم تخل من كلمات إنشائية مكررة ومعتادة وتم تردديها كثيراً. ولم تستوقف التحليل على شاشات البرامج التحليلية.. فيما استوقفت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عددا من القنوات مثل قناة الجزيرة التي نقلت الكلمة كاملةً دون نقل الكلمات الأخرى لانشغالها بمحكمة العدل الدولية والمقاومة.          

كان أهم ما في كلمة السيسي أمام القمة العربية ولفت انتباه وسائل الإعلام حديثه بكل صراحة أن المجتمع الدولي غير عازم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين، وإسرائيل مستمرة في التهرب من مسئولياتها والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، بل والمضي قدماً في عمليتها العسكرية المرفوضة في رفح، فضلاً عن محاولات استخدام معبر رفح من جانبه الفلسطيني لإحكام الحصار على القطاع.

وقال الرئيس السيسي "واهمٌ من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح، أو تحقيق الأمن. ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تُجدي نفعاً.. أو تحقق مكاسبًا".. وجدد رفض القاهرة لتهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسريًا أو من خلال خلق الظروف التي تجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها.

 

واشنطن ترفض إرسال قوات لغزة  

ويبدو أن الرئيس السيسي كان محقا في أن المجتمع الدولي غير عازم على إنهاء الاحتلال ولقد جاء التأكيد لكلامه سريعا من قبل واشنطن مع الساعة الأولى ليوم الجمعة (17 مايو 2024) أي بعد ساعات من انتهاء القمة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة فيدانت باتيل، الذي قال “إن الولايات المتحدة تعتبر مقترح الجامعة العربيّة نشر قوّات دوليّة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة يمكن أن يضرّ بجهود إسرائيل لهزيمة حركة حماس، لأن إسرائيل تركز على هزيمة حماس، وإضافة مزيد من القوات الأمنية قد يعرّض هذه المهمة للخطر".. وأكد باتيل في تصريحات صحفية أن إرسال قوّة قد يكون مقبولا أكثر بمجرّد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قائلا "نحن نركّز أولا وقبل كلّ شيء على إنهاء هذا الصراع".  

وكان القادة العرب قد دعوا خلال قمتهم بالبحرين إلى نشر قوّات دوليّة تابعة للأمم المتحدة بالأراضي الفلسطينيّة المحتلّة لحين تنفيذ حلّ الدولتين، وعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية بهدف إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى حل الدولتين، وتوفير الضمانات اللازمة لاستدامته وبما يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وفقا لقرارات الشرعية الدولية سبيلا لتحقيق السلام العادل والشامل. 

تم نسخ الرابط