مشهد الجنائز يخيم على صلاة العيد
عيد بطعم الدم.. استمرار قصف غزة ومقترح مصري للتهدئه يترقب رد إسرائيل

يعيش الفلسطينيون اليوم في غزة عيدا قاسيا ومؤلمأ بسبب العدوان المتواصل على القطاع حتى فجراليوم عيد الفطر المبارك.
وفي الوقت الذي يُحيي فيه الفلسطينيون اليوم ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، تتزايد المخاطر على قطاع غزة، حيث يواجه سكانه مخططًا ممنهجًا للتهجير القسري، مع استمرار المجازر والتدمير الممنهج.
فالقصف المكثّف، والتضييق الاقتصادي، وإجبار السكان على النزوح نحو الجنوب، كلها أدوات يستخدمها الاحتلال لفرض واقع جديد على القطاع.
وفي فجر يوم اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك في فلسطين ارتقى 20 شهيداً بينهم أطفال ونساء بنيران قوات الاحتلال في قطاع حيث شن الاحتلال غارات عدة كثف منها غارات على وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع.
سبق واستشهد 24 شخصا إثر غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ السبت ليلة العيد ، بينما بثت كتائب القسام الجناح العسكري لـ (حماس) تسجيلا جديدا لأسير إسرائيلي تحت عنوان "الوقت ينفد".
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها الجوي والمدفعي المكثف على مختلف مناطق قطاع غزة، كما تحاصر دبابات الاحتلال عشرات الآلاف من المدنيين في مناطق توغلها في رفح وخان يونس جنوبي القطاع.
وكان المئات من الفلسطينين في قطاع غزة تجمعوا فجر اليوم وتوافدوا على الساحات وأنقاض المساجد لأداء صلاة العيد بين الركام والمنازل المدمرة أوأدووا صلاة العيد في عدد من المناطق مثل خان يونس وبيت لاهيا ورفح ، كما أدوا صلاة الجنازة على الشهداء وتوجه العديد من المصليين بعدها لتشييع جثامين الشهداء الذين ارتقوا فجر اليوم.
مقترح جديد للتهدئة
وعلى الصعيد السياسي، يواصل الوسطاء في مصر وقطر الجهود لتهدئة الاوضاع في غزة ولجم الاحتلال عن مواصلة العدوان، وقد قدم الوسطاء في صر مقترحا لتهدئة الأوضاع ووافقت عليه حماس لكنها مازالت تترقب الرد من اسرائيل على هذا المقترح .
وأكد رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية، أن الحركة وافقت على مقترح تسلمته من الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، معربا عن أمله بعدم تعطيله من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الحية في كلمة مصورة له ، "تسلمنا قبل يومين مقترحًا من الإخوة الوسطاء في مصر وقطر وتعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه".

وأضاف "نأمل ألا يعطل الاحتلال المقترح الذي تلقيناه من الوسطاء ووافقنا عليه".
وأردف "على مدار عام ونصف، خُضنا ومعنا الإخوةُ في فصائل المقاومة، مفاوضاتٍ مع الاحتلال ومن خلال الوسطاء، وقد وضعنا أهدافاً لذلك، وفي مقدمتها وقف العدوان على شعبنا في غزة والتركيز على حقوق شعبنا المشروعة في أرضه ووطنه، والإفراج عن أسرانا من سجون الاحتلال".
وبيّن الحية أن "الاحتلال لم يقبل لا بالجلوس على طاولة المفاوضات لبدء المرحلة الثانية، كما هو متفق عليه، ولا هو انسحبَ من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، بل وعاد للحرب بشكل أكثر وحشية وعنفاً بالقتل والقصف والاجتياح في بعض مناطق القطاع، وأغلق المعابر ومنع دخول المساعدات".
وزاد قائلًا: "مع ذلك تمسكنا بموقفٍ واضحٍ هو الالتزام بالاتفاق، وخاطبنا العالمَ أجمع بموقفنا، أننا لا نريد أي شيء جديد، نريد احترام ما تم التوقيع عليه وما ضمنه الضامنون، وأقرّه المجتمعُ الدولي".
ولفت الحية إلى أن "رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو راوغ على مدار عام كامل وأجهض كل محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق".
وأوضح أن "الاحتلال ظل يماطل ويتهرب من استحقاقات الاتفاق لإنقاذ حكومة المجرم نتنياهو".
وأشار الحية إلى أن "الحركة التزمت بكل بنود الاتفاق رغم انتهاكه مرارا من جانب قوات الاحتلال".
في سياق متصل قال الحية: "وصلنا إلى مراحل متقدمة في نقاشات تتعلق بشخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعي في غزة".
وشدد على أن "لا تهجير ولا ترحيل" مؤكدا أن "سلاح المقاومة خط أحمر وهو مرتبط بوجود الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فإذا ما زال الاحتلال يبقى سلاحاً للشعب والدولة، يحمي مقدّراته وحقوقه".