و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

بعد 17 عاما من الاحتكار:

قطر تفتح أبوابها لرحيل حماس.. الجزائر واليمن وسلطنة عمان الأقرب للإقامة

موقع الصفحة الأولى

تتسارع الأحداث والتطورات فيما يخص القضية الفلسطينية.. في الوقت الذي يناقش فيه وفد حركة حماس والمخابرات المصرية برئاسة اللواء عباس كامل ومدير المخابرات المركزية الأمريكية والوفد القطري برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالقاهرة لمناقشة رد الحركة على المقترح المصري الذي وصفه الجميع بأنه أفضل مقترح قدم حتى الآن، وفرصة حقيقية لتحقيق مطالب المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، فهو مقترح توافقي يمنح النصر والهزيمة لكلا الطرفين.. وكما قال القيادي في حركة حماس حسام بدران إن ما عرض في القاهرة خلال هذه الجولة أفضل مما عرض في الجولات السابقة.
في ذلك الوقت الذي يترقب فيه الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والمتظاهرون في شوارع تل أبيب نتيجة المباحثات وطلبات المقاومة الفلسطينية ممثلة في شخص يحيى السنوار، خرجت وكالة رويترز بخبر منسوب لما وصفته الوكالة بمسؤول مطلع على سياسات الحكومة القطرية، إن الدوحة قد تغلق المكتب السياسي لحماس، في إطار مراجعة قطرية أوسع لدورها كوسيط في الحرب بين إسرائيل والحركة، وأن قطر تدرس ما إذا كانت ستسمح لحماس بمواصلة تشغيل المكتب السياسي في الدوحة..
وقد سبق تصريح المسؤول القطري أمس السبت (4مايو 2024) تصريح لمسؤول أمريكي لم يتم تسميته نقلته صحيفة "واشنطن بوست" أول أمس الجمعة (3 مايو 2024) أن واشنطن طلبت من الدوحة طرد حماس إذا استمرت الحركة في رفض اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وأغلاق مكتب حماس في الدوحة حديث ليس بالجديد بالنسبة للكواليس والأخبار المسربة لكنها المرة الأولى التي يخرج فيها الخبر للعلن ومنسوب لمسؤول قطري وتنقله قناة الجزيرة القطرية.. 
 

 مأزق قادة حماس إلى أي بلد يتجهون؟ 
 

عقب زيارة وزير الخارجية التركي لقطر في السابع عشر من إبريل 2024، بنحو 48 أو 72 ساعة قام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بزيارة تركيا ومقابلة الرئيس رجب طيب أردوغان وفسرها البعض بأنها لبحث عودة أعضاء المكتب للإقامة في أنقرة ،لم تكن كذلك بل كانت محاولة من أردوغان لتقديم نفسه كوسيط فهو مشتاق لدور في الملف الفلسطيني ومقابل ذلك قدم أردوغان قرباناً لكسب ود حماس بإعلانه قطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل ،فضلا عن تصريح وزير خارجيته بالدوحة بقبول حماس نزع السلاح والتحول لحزب سياسي في حال قيام دولة فلسطين في محاولة لإثبات قدرة أنقرة على تطويع حماس .. لكن مسؤولين بالحركة استبعدوا العودة لتركيا التي طلبت من بعض قادتها في وقت سابق (عام 2022) المغادرة أو البقاء بدون أي نشاط بناءً على طلب إسرائيلي. 
ثم أعلن عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق خلال حوار مع قناة العالم الإيرانية أن الأردن ستكون الوجهة المقبلة، وهو تصريح قوبل بالمعارضة داخل الحركة حيث أوضح عضو المكتب السياسي لحماس غازي حمد أن هذا الموضوع لم يطرح ولا يدري على أي أساس قال مرزوق ذلك.. ولكن الرد الأردني جاء سريعا على لسان وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة بان الأردن ليست فندقا ولن يسمح لأي تنظيم غير أردني بالعمل على أرضه.  
وتردد أن الحركة أجرت اتصالا مع سلطنة عُمان لمعرفة موقفها من انتقال قادة الحركة إليها، والجزائر والتي سبق لها استضافة منظمة التحرير الفلسطينية.. 
يعيش قادة حركة حماس في مأزق بحثا عن البلد التي يمكن أن تقبلهم، خاصة وأنهم في حاجة لدولة تحميهم من إسرائيل ولا يمكن لتل أبيب إغضابها وخسارة مصالحها معها.. فضلا عن أن الحركة تحتاج لدولة مؤثرة، ومن ذلك المنطلق يتم استبعاد العراق ولبنان وإيران واليمن التي أعلنت عن ترحيبها باستضافتهم لأن ذلك سيجعلها رهينة محور بعينه، وسوريا لن تغفر لهم انقلابهم عليها في أعقاب 2011.. فإلى أين يتجهون؟، هذا ما تجيب عنه الأيام القادمة خاصة وأن قادة الحركة أنفسهم ليس لديهم إجابة، وبالتالي هم منفتحون على الورقة المصرية لوضع نتنياهو في مأزق أمام الرأي العام العالمي والإسرائيلي وكذلك الإدارة الأمريكية التي تسعى لوقف الحرب وإعادة الرهائن وتمارس ضغوطا على الحكومة الإسرائيلية لإتمام الصفقة. 
وترجح كثير من المصادر أن قادة حماس سيكون لديهم ثلاثة دول فقط يمكنهم التوجه إليهم في الأول سلطنة عُمان بما تملكه من علاقات دولية مؤثرة ثم الجزائر التي لا تتمتع بأي علاقات مع إسرائيل ويمكنها توفير الحماية وأخيرا اليمن صاحبة الدعوة إذا استدعت الضرورة .   

 

حماس في الدوحة بطلب إسرائيلي أمريكي 
 

ومنذ أحداث طوفان الأقصى تتعرض قطر للانتقاد والوعيد من الجانب الإسرائيلي واللوم والعتاب من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لعدم الإبلاغ عن عملية طوفان الأقصى، ثم زادت الضغوط والاتهامات لعدم قدرتها على إقناع المكتب السياسي بقبول شروط التفاوض الصهيوأمريكية. 
[والجديد ما أعلنته قناة 14العبرية، نقلا عن وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريجيف (ليلة السبت 4 مايو 2024) أن الحكومة الإسرائيلية ستصوت اليوم (الأحد 5 مايو 2024) على إغلاق قناة الجزيرة لأنها قناة أجنبية تحرض ضد إسرائيل وتعمل بمثابة بوق لحماس لا مكان لها في بلادنا. ووفقا لتصريحات وزراء بالحكومة الإسرائيلية فإن قرار إغلاق الجزيرة تم أرجاؤه أكثر مرة انتظاراً لخضوع حماس لرغبات مجلس الحرب الإسرائيلي بضغوط قطرية.   
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أرجعت في أواخر شهر إبريل الماضي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وصفتهم بالكبار سبب الهجوم الإسرائيلي على قطر إلى أن تل أبيب هي التي طلبت من الدوحة عبر الولايات المتحدة الأمريكية استضافة حركة حماس وزودتها بأسماء العائلات المحتاجة في غزة، وهذا ما نفذته قطر، وما أغضب القادة في تل أبيب وواشنطن عدم إنجازها مهمة الضغط على قادة الحركة لانتزاع تنازلات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وجاءت هذه التصريحات عقب نشر تسريب لقاء نتنياهو بهيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة والتي هاجم فيها قطر بقوله "إن قطر لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة والصليب الأحمر.. وإنها أكثر إشكالية، وأعرب عن غضبه من تمديد الوجود العسكري الأمريكي بقاعدة العيديد لمدة 10 سنوات أخرى دون الاستفادة من الصفقة بالضغط على قطر لتمرير صفقة الإفراج عن الرهائن في قطاع غزة ".
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال في تصريحات لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نهاية الشهر الماضي (إبريل 2024) إن بلاده دخلت في علاقة مع حماس بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006، وقمنا بذلك الدور رغم خطورته لمنح فرصة أكبر للسلام والحد من التصعيد في الأراضي الفلسطينية.
وفي سياق متصل يقدر حجم الدعم القطري للشعب الفلسطيني بقطاع غزة من خلال مكتب الإغاثة بالقطاع وتمويل المؤسسات الحكومية وإعادة الإعمار منذ سيطرت حماس على القطاع في عام 2007 بأكثر من مليار و800 مليون دولار. 
وقد أدى التذمر الصهيوأمريكي مما وصفوه بتقاعس قطر عن أداء دورها بالضغط على حركة حماس لانتزاع تنازلات حيال اتفاق وقف إطلاق النار لإطلاق سراح الرهائن في غزة إعلان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي بالدوحة (الخميس 18 إبريل 2024) رفض بلاده إساءة استخدام وساطتها لخدمة أهداف سياسية ضيقة من قبل البعض، وأن قطر تعمل على إعادة تقييم هذه الوساطة بشكل كامل ودقيق..   

 
والذي لا يعلمه الكثيرون أن المكتب السياسي بقيادة إسماعيل هنية والمتواجدون في قطر هم ليسوا أصحاب قرار، ولا يملكون أكثر من الكلام والتصريحات ولا يمكنهم فرض تنازلات على قيادة حماس في قطاع غزة بقيادة السنوار، والذي يقود حاليا ليس حركة حماس، ولكنه يقود كافة الفصائل والكتائب المسلحة الفلسطينية من خلال قيادة مشتركة وبالتالي فإن السنوار هو صاحب الفعل والقرار.. والدولة الوحيدة المتواصلة مع قادة غزة والتي من خلالها يتم تمرير التفاهمات وأوراق الصفقات هي مصر التي تبعد عنهم مسافة لا تتجاوز أكثر من عدة أمتار..
وللعلم أيضا، أن قادة حماس في قطر وتركيا ولبنان وفي كل مكان يخطر على بالكم لم يعلموا بعملية طوفان الأقصى ولا موعدها إلا وقت اندلاعها مع بث أولى لقطات عبور المقاتلين بالطائرات الشراعية والدراجات البخارية وسيارات الدفع الرباعي للحاجز الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.. فالعملية تم الترتيب لها وتنفيذها في سرية تامة.
وهنا ذكرت مصادر قريبة من الأحداث في قطر للصفحة الأولى، أن الدوحة عندما عاتبت قادة حماس لديها عما حدث في السابع من أكتوبر 2023، أقسم القادة بالأيمانات والطلاقات بأنهم لم يكن لديهم علم بالأمر، إلا عند مشاهدة التليفزيون وخاصة الجزيرة التي انفردت ببث المشاهد الأولى للحدث.
 

تم نسخ الرابط