قبل تحريم صوت المرأة
الشيخة منيرة عبده أول مقرئة للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية

الإسم: منيرة عبده البقري
تاريخ الميلاد: 1902
المهنة: مقرئه للقرآن الكريم
تاريخ الوفاة: 16 مارس 1972
لم تكن تلاوة القرآن الكريم فى المناسبات الاجتماعية وسرادقات العزاء تقتصر على الرجال فقط فى حقبة تاريخية سابقة، وإنما احترفت عدد من النساء أمثال الشيخة منيرة عبده والشيخة كريمة العدلية، هذه المهنة قبل تحريم صوت المرأة بوصفه عورة.
وكان من أبرز المقرئات وأشهرهن صيتا فى فى مصر وبعض الدول الإسلامية، الشيخة منيرة عبده التى أتقنت التلاوة بصوت خاشع بتميز بالعذوبة.
لم يكن من الغريب فى أوائل القرن الماضى أن تجد قارئة تقرأ القرآن الكريم على جمهور من الناس، وقد ظهرت بعض القارئات فى مصر وبلغت شهرتهن الآفاق وتخطت حدود مصر إلى غيرها من الدول العربية، وكان يسعى كبار الأعيان فى مصر وخارجها إلى طلب هؤلاء القارئات لإحياء الليالى الرمضانية والمناسبات الدينية وكذلك العزاءات بآيات الذكر الحكيم لنساء الدار.
ولدت منيرة عبده البقري بحي السيدة زينب بالقاهرة في عام 1902، وأصبحت أشهر مقرآت القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي خلال حقبة العشرينيات من القرن العشرين، بعد أن قرأت القرآن لأول مرة أمام الجمهور عام 1920، حيث كانت فتاة صغيرة في الثامنة عشرة من عُمرها، وكانت نحيفة وضعيفة وكفيفة، عاشت بحارة منيرة بمنطقة السيدة زينب والتي حملت أسمها تخليدا لها بعد ذلك بسنوات.
نصف أجر الشيخ محمد رفعت
بدأت الشيخة منيرة عبده مقرئه للقرآن في المآتم وهي بعمر الثامنة عشرة، ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت ندًا للمشايخ الكبار، وذاع صيتها خارج مصر، وتهافتت عليها جميع إذاعات مصر الأهلية التى انتشرت فى مصر فى ذلك الوقت، قبل إنشاء الإذاعة المصرية عام 1932.
وبحسب بعض المصادر التاريخية، تلقت سنة 1925عرضًا من أحد أثرياء تونس، لإحياء ليالي شهر رمضان في قصره بصفاقس بأجر بلغ ألف جنيه، ولكن الظروف حالت دون سفرها، فحضر الثرى التونسي إلى القاهرة ليستمع إليها.
وتعتبر أول سيدة يتم اعتمادها لتلاوة القرآن الكريم بالإذاعة المصرية عند افتتاحها عام 1934، وزادت شهرتها وكانت تُدعى للقراءة في المناسبات والعزاءات للنساء، عندما كانت تقام سرادقات عزاء خاصة للنساء في ساحات البيوت.
سجلت الشيخة منيرة عبده بصوتها لإذاعتي باريس ولندن، وأذيعت التلاوة الأولى عند افتتاح البث الإذاعي في العاشرة من صباح الأحد 5 إبريل عام 1936، وتم التعاقد معها بنصف أجر الشيخ محمد رفعت، خمسة جنيهات شهريًا.
ظلت منيرة عبده تقدم التلاوات المتميزة في الإذاعة، بالإضافة إلى الابتهالات والتواشيح الدينية ما بين 1920 إلى 1936، حيث تم منع تسجيلاتها في الاذاعة بعد فتوى الأزهر بتحريم تلاوة المرأة للقرآن، بدعوى أن صوت المرأة عورة، ومنعت الإذاعة بث تلاوات الشيخة منيرة عبده، وظلت في بيتها حتى وفتها فى مارس من عام 1972.