في يوم هاعتسماؤت الـ 76
عائلات الأسرى تطفئ شعلة الغطرسة بالظلام.. ومستوطنات الشمال تعلن دولة الجليل
اختفت هذا العام مظاهر احتفال الإسرائيليين بيوم الاستقلال ليس بسبب حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .. وإحراج المقاومة للكيان المتغطرس وإذلاله عسكريا وسياسيا.. وفشل إدعاءات حكومته بإعادة الأسرى والقضاء على المقاومة الفلسطينية ، ولكن إندلاع مظاهرات واحتجاجات عارمة بشوارع إسرائيل تطالب الحكومة بإبرام صفقة مع المقاومة لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب .. ودخول النازحين من المستوطنات على خط مواجهة الحكومة وتهدديهم بإعلان الاستقلال عن الدولة التي تأسست عام 1948 على دماء الشعب الفلسطيني.
مستوطنات الشمال تعلن الاستقلال
اليوم الثلاثاء ( 14 مايو 2024) يوم إعلان المنظمة الصهيونية قيام دولة إسرئيل ، قام سكان المستوطنات في شمال إسرائيل بإغلاق الطرق احتجاجا على ماوصفوه بإهمال الحكومة لحمايتهم ، وعدم إنصاتها لهم، وإعادتهم لمنازلهم.. وكانت مواقع وقنوات إعلامية إسرائيلية نقلت عن مسؤولين بالشمال الإسرائيلي الأسبوع الماضي أن سكان المستوطنات سينظنمون خلال الاحتفال بعيد الاستقلال مظاهرات احتجاجية كبيرة تنديدا بتجاهل الحكومة لهم وعدم تحديد موعدا لعودتهم.
ومن جانبه اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد في منشور عبر منصة "أكس" : أن يوم الاستقلال لن يكتمل إذا لم تعلن الحكومة الإسرائيلية أن سكان الشمال سيعودون إلى ديارهم في الأول من سبتمبر"، وهو بداية العام الدراسي في إسرائيل.
وتواجه إسرائيل في الذكرى الـ 76 إعلان زعماء مستوطنات الشمال الواقعة على الحدود اللبنانية، خلال اجتماعهم الأربعاء الماضي ( 9 مايو 2024) الإنفصال وإعلان دولة الجليل المستقلة بشكل كامل عن دولة إسرائيل،خلال الاحتفال بذكرى الاستقلال، وذلك وفقا لموقع "والا" ، الذي أوضح أن القرار جاء ردا على عدم رد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على استفسار بيني غانتس بشأن عودة السكان إلى منازلهم للعام الدراسي، قائلا: "ماذا سيحدث إذا عادوا بعد أشهر قليلة من الأول من سبتمبر".
وكان رئيس المجلس الإقليمي في الشمال الإسرائيلي موشيه دافيدوفيتش قد هدد بالانفصال عن إسرائيل على خلفية التوترات المتصاعدة في الشمال، بعد الهجمات والمواجهات مع "حزب الله" اللبناني..وخلال لقاء له على القناة الـ 13 عقب اجتماع زعماء المستوطنات قال دافيدوفيتش: إننا سننفصل لأننا لا نريد أن نكون جزءا من دولة لا تهتم بأمن مواطنيها، وتتركنا لنواجه مصيرنا بأنفسنا.. إذا لم تتمكن الحكومة من حمايتنا، فسنحمي أنفسنا".
ويذكر أن إسرائيل قامت منذ السابع من أكتوبر 2023 بإخلاء 43 مستوطنة قرب الحدود اللبنانية، مما أدى لنزوح قرابة 62 ألف إسرائيليا من منازلهم ،وفقا لتقديرات معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب .. فيما قدرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عدد المستوطنين النازحين في شمال إسرائيل نتيجة ضربات حزب الله بأكثر من 230 ألف مستوطن.
طوفان الأقصى هز الأرض تحت أقدامهم
وفي الذكرى الـ 76 لقيام دولة إسرائيل ألغيت الكثير من الفعاليات،واختفت معظم مظاهر الاحتفال نظرا للحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2024 ،والحدود اللبنانية ،والتي تعد أطول حرب يخوضها الجيش الإسرائيلي منذ إنشاؤه، فقد ألغي حفل الأوسمة واقتصر على دعوة عائلات 120 جندي فقط ممن قتلوا في غزة..
وخلال الحفل الذي عقد بدون جمهور مساء الإثنين الثالث عشر من مايو الجاري، قال رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ في كلمته "نحن نعيش أياما ثقيلة، مثقلة بالمصابين والمخطوفين، لقد اتسم العام السادس والسبعين لتأسيس إسرائيل بألم وخسارة هائلة. ليس فقط لإسرائيل، بل للجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم". وأضاف أن "كل هذا هز الأرض تحت أقدامنا.
وفي سياق متصل نظم "منتدى أسر الرهائن والمفقودين" بمشاركة الألاف من المتعاطفين معهم والرافضين للحرب حفلات في الظلام موازية للحفل الرسمي ، وأطلقوا عليها "إطفاء شعلات الغطرسة والخذلان والإهمال والتخلي عن أولادنا". وذكرت القناة 12 الإسرائيلية (وهي قناة خاصة) أن العائلات أصدرت بيانا خلال تجمعهم بمنتزه جابوتينسكي شمال إسرائيل للمطالبة بإعادة ذويهم، مؤكدين أنه لا يمكن لتل أبيب أن تقيم عرضاً جباناً منعزلا بلا جمهور ،وذويهم في قبضة حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن أهالي الأسرى والجنود والمجندات الذين قتلوا في المواجهات الدائرة بقطاع غزة أنهم سيقومون بإطفاء شعلة الغطرسة بسبب النظام السياسي والعسكري الإسرائيلي،الذي لا يعترف بفشله ويرفض النقد ويتعنت لإبرام صفقة لإعادة الأسرى مقابل وقف الحرب.. وخلصت العائلات خلال تصريحاتهم الصحفية إلى أنه لاتوجد حكومة في البلاد.. وخلال الحفلات الموازية في عدة مدن رفعت العائلات لافتات كتب عليها "لا رهائن، لا استقلال".
ويحل يوم استقلال إسرائيل هذا العام بعد الإعلان عن مقتل أكثر من 1500 إسرائيلي بينهم أكثر من 716 جنديا وشرطيا ورجل استخبارات ووجود 132 إسرائيليا أسرى في غزة..وذلك وفقا للأرقام الرسمية الإسرائيلية.
يوم هاعتسماؤت الحزين
يحتفل الكيان الصهيوني في الخامس من آيار حسب التقويم اليهودي والذي يوافق هذا العام الرابع عشر من مايو، ما يعرف بالعبرية بــ «يوم هاعتسماؤت» وهو عيد الاستقلال الذي يحتفل الإسرائيليون فيه بإنشاء دولة إسرائيل.
ومن عاداتهم إذا كان 5 آيار يوم جمعة أو سبت؛ فإن الاحتفال بالعيد يكون يوم الخميس الذي يسبقه، ويكون عطلة رسمية. وتبدأ احتفالات العيد على جبل هرتزل في القدس بجوار مقبرته، ويبدأ المتحدث باسم الكنيست الاحتفال بإيقاد شعلة، ثم اثنتي عشرة شعلة أخرى؛ رمزاً للقبائل العبرية الاثنتى عشرة، ثم يسير حملة المشاعل في استعراض، ويتضمن الاحتفال عرضا عسكريا تعرض فيه أحدث الأسلحة التي حصلت عليها الدولة الإسرائيلية، وقد توقف العرض بعد عام 1968، وحل محله استعراض عسكري لفصائل الجدناع، إلى جانب احتفالات رياضية وراقصة، كما ينظم في مقر إقامة رئيس الدولة في القدس حفل لتكريم جنود متميزين، اذ يتم منح وسام التميز لـ 120 جنديا وجندية، وينتهي الاحتفال بإطلاق المدافع على أن يكون عدد الطلقات مساوياً لعدد سنوات الاستقلال.