بلينكن يأمل قبل نفاد الفرصة
قطر تتهم حماس وإسرائيل بعرقلة الوصول لحل
أخبار من هنا وهناك.. وتصريحات متداولة..
الحرب في غزة لم تعد مواجهات بالصواريخ والرصاص والتفجيرات والمسيرات القاتلة فقط، وإنما باتت رشقات إعلامية وكمائن صحفية تقع فيها وسائل الإعلام على اختلاف مذاهبها وتوجهاتها.
في الوقت الذي تناقلت فيه إحدى وسائل الإعلام العربية خبرا مفاده أن حركة حماس ستسلم القاهرة يوم الإثنين (29 إبريل 2024) ردها على الرد الإسرائيلي، نفى عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق صدور أي تصريح من الحركة بخصوص موضوع الرد المنتظر من الحركة.. وأكد الرشق أن ما تصدره بعض وسائل الإعلام هي تسريبات إسرائيلية تهدف للتشويش والبلبلة.
ويبدو كلام الرشق منطقي خاصة وأن نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية الدكتور خليل الحية أعلن يوم السبت (27 إبريل المنصرم) أن الحركة تسلمت اليوم (أي السبت)، رد الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة الذي تم تسليمه للوسطاء المصري والقطري في الثالث عشر من أبريل، موضحا أن الحركة ستقوم بدراسة المقترح وتسليم ردها للوسطاء حال الانتهاء من دراسته. (أي أن إسرائيل درست الرد الحمساوي على مدى 14 يوماً فلماذا تستعجل حماس وترد بعد يومين؟)
وتتبادل حماس من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى الاتهامات بشأن تعطيل إبرام صفقة لوقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين بسجون الاحتلال والذي يقدر عددهم منذ السابع من أكتوبر بأكثر من 14 ألف فلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية.
** تعنت إسرائيلي بدعم أمريكي
رئيس الحركة إسماعيل هنية يتهم إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بعرقلة التوصل لاتفاق موضحاً أن العدو الصهيوني لديه قرار مسبق باستباحة كل نقطة وكل مكان في قطاع غزة، خاصةً أنه يتحدث عن ذلك منذ شهور، والموقف الأمريكي موقف مخادع، فهي تتحدث عن احتياجها لرؤية خطط اجتياح رفح، بما يضمن عدم تعرض المدنيين للخطر، أليس هذا خداع (؟!)
وأضاف هنية في تصريحات لوكالة الأناضول التركية (حيث يتواجد حاليا بأنقرة) أن إسرائيل بمساندة أمريكية تتعنت في الوصول لصفقة برفضها وقف دائم للعدوان وانسحاب شامل لقواتها من القطاع وعودة النازحين من شمال غزة وصولاً إلى صفقة تبادل مشروعة، كما أن الاحتلال بدعم أمريكي يرفض وجود تركيا وروسيا كضامنين للاتفاق إلى جانب مصر وقطر والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
فضلا عن أن الاحتلال يطلب موافقة المقاومة على خرائط انتشار الجيش الإسرائيلي ليُشرع احتلال جزء من القطاع وهو أمر مرفوض ولابد من الانسحاب الكامل.
الفرصة الأخيرة وإما رفح
على الجانب الأخر من الرشقات الكلامية يقول الساسة بالبيت الأبيض وتل أبيب أن الكرة في ملعب حماس وعليها أن تنجز وإلا تم الاجتياح العسكري لرفح.. وقد تم إبلاغ القاهرة أن المفاوضات الحالية هي الفرصة الأخيرة قبل الهجوم على رفح الفلسطينية وأن إسرائيل جادة في الهجوم لرغبتها في تدمير حماس.
وفي هذه الأثناء يطل علينا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، قائلا "أمام حماس اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل، وعليهم أن يقرروا بسرعة، وآمل أن يتخذوا القرار الصحيح، خاصة وأن الأمر الوحيد الذي يقف بين شعب غزة ووقف إطلاق النار هو حماس. (إنسان جداً ويخاف الله ويخاف على دماء الفلسطينيين).
وقبل كلمات بلينكن بساعات أطلق موقع أكسيوس الأمريكي صاروخا إخباريا نقلا عن مسؤولين إسرائيليين يتضمن مقترح جديد يأخذ في الاعتبار المواقف التي طرحتها حماس مثل الاستعداد للعودة الكاملة للفلسطينيين النازحين إلى منازلهم في شمال غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يقسم القطاع ويمنع حرية الحركة.. الاستعداد لمناقشة إنشاء وقف مستدام لإطلاق النار كجزء من تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، والتي ستتم بعد إطلاق سراح الرهائن لأسباب إنسانية.. وعلى حماس أن تفهم – والكلام للإسرائيليين - أنه إذا تم تنفيذ المرحلة الأولى، سيكون من الممكن التقدم إلى المراحل التالية والوصول إلى نهاية الحرب.
ووفقا لموقع أكسيوس الأمريكي فإن حكومة الحرب الإسرائيلية غيرت من موقفها بالنسبة لعدد الرهائن من 40 إلى 20 ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاما، والحالات الطبية السيئة ومجندات وذلك بعدما قالت حماس أن عدد الرهائن ممن تنطبق عليهم الشروط 20 رهينة مقابل 900 أسير فلسطيني.
تصريحات صديقة
وسط كل هذه الرشقات، والقذائف الإعلامية المتبادلة بشأن الصفقات وبنودها، ومسيرات الاتهامات بتعطيل وإنجاز الأمل لوقف حرب الإبادة الجماعية لشعب فلسطين بقطاع غزة.. نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تصريحا أنفجر في وجه الجميع..
مستشار رئيس الوزراء القطري ماجد الأنصاري أعرب عن إحباط قطر من تصرفات وسلوك حماس وإسرائيل فهما لا يظهران التزاما كافيا للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن.. ويتمسك كل منهما بموقفه.
وأوضح الأنصاري الذي يتولى مسؤولية المتحدث الرسمي باسم الخارجية القطرية، أنه في كل مرة نقترب فيها من التوصل لاتفاق، نجد أفكارا جديدة تطرح على طاولة المفاوضات، وهذا يعتبر تخريب، لأن التخريب قد يكون على شكل تصريحات أو أفعال تعيق الهدف الأساسي.
وقال الأنصاري "كنا نأمل أن نرى المزيد من الالتزام والجدية من كلا الجانبين بمساعدة شركائنا الدوليين، للتوصل إلى اتفاق، لكننا نرى الكثير من النقص في الالتزام بالعملية نفسها وبالوساطة".
كل الناس إلاك
تحدثت كل الأطراف وظل الصمت المصري سيد الموقف.. القاهرة الضلع الهام في القضية الفلسطينية والدولة التي تمتلك أدوات ضغط، ولها مبادراتها الحالية والسابقة، وتمتلك خبرة التعامل مع الملف الشائك وسبق لها أن حلت ألغازه دون تدخل أطراف أخرى تلتزم الصمت، لا أحد يتحدث في القاهرة عن مبادراتها وجهودها حتى عندما نقلت إحدى وسائل الإعلام العربية خبرا عن وكالة أجنبية مفاده بأن المرحلة الثانية من صفقة الهدنة التي طرحتها مصر قد تشهد خروج بعض قادة حماس من غزة إلى القاهرة.. خرج الناطق باسم حركة حماس جهاد طه عبر حسابه على تيليغرام ينفي الخبر قائلا “لا أساس من الصحة لهذه الأخبار، وهي أخبار كاذبة ومفبركة هدفها التشويش ، وأن قادة حماس باقون في أرضهم مع شعبهم في قطاع غزة، وأن من سيرحل هو الاحتلال النازي ".