و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

القاهرة تحذر الجميع من فشل الهدنة

الاحتلال يواصل قطع شريان الحياة.. وواشنطن تواصل العمل مع إسرائيل لهزيمة المقاومة

موقع الصفحة الأولى

جددت القاهرة تحذيرها من أخطار عمليات الاحتلال العسكرية في منطقة رفح الفلسطينية، وما ستسفر عنه من تداعيات إنسانية كارثية على أكثر مليون و400 ألف فلسطيني، وعواقب أمنية ستطال استقرار وأمن المنطقة.
وجددت القاهرة أيضا التشديد على الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين خارج أرضهم.. مؤكدة ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت، ويأتي ذلك في وقت وصفه وزير الخارجية المصري سامح شكري بالمرحلة الدقيقة التي تمر بها المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى هدنة تسمح بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وخلال اتصال هاتفي لشكري مع نظيره الأمريكي تم التأكيد على أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة وبذل الجهود اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حداً للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير أحمد أبو زيد، أن مباحثات الوزيرين تركزت على مستجدات الأوضاع الأمنية والإنسانية في رفح الفلسطينية، والمرحلة الدقيقة التي تمر بها المفاوضات الجارية في القاهرة، وتداعيات العمليات العسكرية وسيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، والمخاطر المستقبلية لاستمرار هذا الوضع. وقد اتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق عن كثب لمواصلة دفع الأطراف للتوصل إلى هدنة شاملة في غزة، ووضع حد للأزمة الإنسانية في القطاع.
 

الاحتلال يواصل قطع شريان الحياة عن غزة

وفي سياق متصل قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن الاحتلال يواصل لليوم الرابع على التوالي قطع شريان الحياة الوحيد المتبقي لقطاع غزة بعدوانه على مدينة رفح، واحتلال المعبر البري، مانعاً وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من 2 مليون فلسطيني مما يزيد من معاناة سكان رفح، وكذلك حياة الجرحى والمرضى للخطر بمنع سفرهم للعلاج. مواصلا حرب الإبادة الجماعية والتجويع ضد شعبنا.. واعتبر الرشق أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط بكل المواثيق والمعاهدات الدولية.
ويأتي ذلك بعد تعليق المفاوضات بالقاهرة بشأن المقترح المصري الذي وافقت عليه الفصائل الفلسطينية وتتلكأ إسرائيل في الرد عليه في محاولة لإفشاله، خاصة مع إبداء الفصائل الفلسطينية من خلال ممثلها الشرعي حركة حماس مرونة غير مسبوقة بشأن المقترح المصري الذي يحقق رغبات الطرفين بوقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى وإعادة الإعمار وإدخال المساعدات وتهدئة لمدة خمس سنوات.
** مفاوضات تحت النار 
وتسود حالة من التشاؤم لدى الفصائل الفلسطينية والوسطاء والسياسيين من إحراز تقدم في المفاوضات بعد قطع الاحتلال الطريق بالعدوان على رفح واحتلال المعبر، والقصف المتواصل لمناطق شرق رفح والتي قد تمتد لتشمل كل مدينة رفح.. فضلا عن الشروط الإسرائيلية الجديدة والتي عرضها وفدها على طاولة القاهرة وهي: الإفراج عن 33 أسير على قيد الحياة بالمرحلة الأولى، والتحفظ على كلمة "الهدوء المستدام" والتي تنص على «وقف إطلاق نار دائم» في نهاية المراحل الثلاث من الهدنة وتبادل الأسرى.
كما طالب الوفد الإسرائيلي أيضاً بتعديلات وتغييرات عديدة أخرى، منها معرفة «هوية ومحكومية وأسماء من سيتم الإفراج عنهم من الأسرى الفلسطينيين» وفقا لكشوف واضحة، الانسحاب من مناطق معينة من القطاع وليس من كل القطاع، وأن وقف إطلاق النار سيكون محددا بتلك المناطق فقط، الخلاصة أن إسرائيل تركز على المرحلة الأولى فقط وليس كامل المقترح المصري، وهو ما يعترض عليه الجانب الفلسطيني الذي يطالب بتنفيذ المراحل الثلاثة كما هو وارد بالمقترح المصري ووافقت عليه الفصائل الفلسطينية.
وفي الأثناء، نقلت وكالة رويترز عن البيت الأبيض، اليوم الجمعة العاشر من مايو 2024، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر فريقه بمواصلة العمل مع إسرائيل «لإلحاق هزيمة دائمة» بحركة حماس.. رغم تصريحه بالأمس /الخميس 9 مايو 2024 / بمنع تصدير بعض الأسلحة لإسرائيل والذي قبول بالهجوم والتنكيل بالرئيس الأمريكي من قبل حكومة نتنياهو، وتصريحات البيت الأبيض وخارجيته بالضغط على إسرائيل للتعامل بجدية مع مفاوضات الهدنة. 
** للمرة الرابعة خلال 33 عاما 
وكانت واشنطن قد قررت وقف إمداد تل أبيب بشحنة من القنابل ضمن حزمة مساعدات إضافية أقرها الكونجرس الأمريكي في إبريل 2024، قيمتها 95 مليار دولار.
وتتضمن الشحنة 1800 قنبلة زنة الواحدة منها ألفي رطل أي حوالي 907 كيلوجرام، و1700 قنبلة زنة الواحدة 500 رطل أي حوالي 227 كيلوجرام.. وقنابل (إس. دي. بي 1) الانزلاقية دقيقة التوجيه وتحتوي على 250 رطلا من المتفجرات، حوالي 113 كيلوجرام
وكانت وسائل إعلامية قد ذكرت نقلا عن مصادر بالكونجرس والبيت الأبيض أن الشحنة المذكورة قد سبق (أي قبل إعلان الرئيس الأمريكي) تأجيل إرسالها لأسبوعين وتتضمن الشحنة ذخائر من صنع شركة بوينغ التي تحول القنابل "الغبية" إلى قنابل دقيقة التوجيه.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تمنع فيها الولايات المتحدة الأمريكية إرسال بعض أنواع الأسلحة لحليفتها وأبنتها إسرائيل فقد سبق وأن فرض الرئيس الأمريكي رونالد ريجان مد إسرائيل بمقاتلات (F 15و F16 (بعد قيام الطيران الإسرائيلي بقصف المفاعل النووي العراقي في السابع من يونيو عام 1981، انطلاقا من قاعدته في صحراء سيناء التي كانت تحت السيطرة الإسرائيلية.
ثم عاود ريجان وقرر في عام 1982 فرض حظرا لمدة ستة أعوام على الأسلحة العنقودية بعد تأكيد تقرير للكونجرس بأن الاحتلال استخدم خلال غزوه لبنان هذه القنابل في مناطق مأهولة بالسكان. 
وفي عام 2006 قرر الرئيس جورج دبليو بوش إخضاع استخدام إسرائيل للقنابل العنقودية للمراجعة خشية استخدامها أثناء خلال حربها مع حزب الله اللبناني.

تم نسخ الرابط