عودة الكندري للبرلمان
انتخابات مجلس الأمة الكويتي تعود بالمعارضة وتثير قلق الحكومة
أسفرت نتائج إنتخابات مجلس الأمة الكويتي 2024، عن احتفاظ المعارضة بمواقعها، وتعزيز حضور القبائل والشيعة والشباب في المجلس الجديد، واحتفظت المرأة بمقعدها الوحيد، بينما خسر تيار الإخوان المسلمين مقعدين من حصته التى اعتاد على حصدها، وفاز التيار السلفي بـ6 مقاعد.
ومن المتوقع أن تقدم حكومة رئيس الوزراء الشيخ محمد صباح السالم استقالتها لأمير البلاد، تمهيداً لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التى شهدت نسبة إقبال تجاوزت 62% من الناخبين البالغ عددهم عددهم 835 ألف مواطن كويتى.
وأظهرت النتائج الرسمية لـ إنتخابات مجلس الأمة الكويتي 2024، التي أعلنت صباح الجمعة، احتفاظ المعارضة بمقاعدها الـ29 من أصل 50 مقعدا هى جملة مقاعد مجلس الأمة الكويتي ، كما حافظ 39 نائباً من مجلس الأمة المنحل على مقاعدهم وغالبيتهم من الإسلاميين، بينما خسر 7 نواب سابقين تمثيلهم النيابي، وعدم ترشح 3 نواب وشطب نائب واحد.
وحقق النائب عبد الكريم الكندري فوزاً ساحقاً في الدائرة الثالثة، وحل بالمركز الأول بعدد أصوات بلغت 9428 صوتاً، رغم تسببه فى حل مجلس الأمة الكويتي السابق على إثر الاتهامات التي وجهت له بأن كلماته مثلت إهانة لأمير البلاد.
وتم حل مجلس الأمة منتصف فبراير، الماضي بسبب ما قيل أنه إساءة من الكندري خلال جلسة برلمانية، تضمنها رد النائب الكندري على خطاب للأمير اتهم فيه البرلمان والحكومة بالإضرار بالبلاد، واستند المرسوم الأميري بحل المجلس إلى ما بدر من مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة.
وأسفرت نتائج الانتخابات عن تغيير 11 معقداً، حصدها الشباب، فاز باثنين منها عضوان في حركة العمل الشعبي المعارضة التي يقودها النائب المعارض مسلم البراك.
وزاد عدد النواب الشيعة إلى ثمانية مقارنة بسبعة في برلمان 2023، حيث فاز خمسة نواب شيعة في الدائرة الأولى، وواحد في كل من الثانية والثالثة والخامسة، ومن بين النواب الشيعة الفائزين أسامة الزيد مستقل، ومحمد جوهر حيات الذي يدخل مجلس النواب الكويتي للمرة الأولى، ومن بين الفائزين باسل البحراني وهو مرشح حركة العمل الشعبي التي يتزعمها النائب السابق مسلم البراك، كما فازت النائبة جنان محسن رمضان بوشهري، لتكون ممثلة وحيدة للمرأة كما كانت في البرلمان السابق.
معركة رئاسة المجلس
وبهد إعلان نتيجة انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2024، أتجهت الانظار مباشرة إلى معركة رئاسة المجلس، ورغم أن أغلبية الأعضاء يميلون لإعادة ترشيح النائب والرئيس السابق أحمد السعدون 90 عاماً، رئيساً لمجلس الأمة، إلا انه قد يواجه منافسة من الرئيس الأسبق لمجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، في حين أعلن النائب فهد بن جامع، وهو زعيم قبلي بارز، نيته الترشح للمنصب ذاته.
ويؤى مراقبون أن الحضور الشعبي الذى تجاوز 62% خلال هذه الانتخابات رغم تكرار التجارب الانتخابية، التى جرت لأربع مرات خلال 3 سنوات فقط، ورغم تكرار حل المجلس أو إبطاله، وكذلك رغم إجراء هذه الانتخابات في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، يظهر رغبة لدى الناخبين في حماية التجربة الديمقراطية في الكويت.
وبحسب فيديو للمرشح الفائز أنور الفكر، بثه من داخل اللجان خلال عملية التصويت فإن هاجس الكويتيون بشأن تعليق الدستور أو وقف العمل بالحياة النيابية أعطى دفعاً للناخبين للتوجه لصناديق الاقتراع للتمسك بدستور 1962.
على جانب آخر يرى آخرون أن الإقبال على الصناديق ونتيجة الانتخابات التى أنصفت المعارضة، داخل مجلس الأمة الكويتي ، عكست رسالة واضحة من المواطنين للحكومة التى تماطل في تحسين مستوى المعيشة، وغياب الإصلاحات التي وعدت بها مراراً.
ودعا سياسيون الحكومة المقبلة لقراءة نتائج الانتخابات والتوجه نحو إصدار حزمة قرارات شعبية متعلقة بتحسين معيشة المواطنين، فيما يتطلع الكويتيون للمجلس الجديد ليحقق الاستقرار السياسي المنشود، بعد ما يزيد على عامين من الاضطراب الذي شهدته العملية السياسية.
وتعد هذه الانتخابات رابع انتخابات برلمانية تنظم في الكويت منذ عام 2020، وتم حل مجلس الأمة السابق 2023 في فبراير الماضي، بعد نحو 9 أشهر فقط على بدء أعماله. وشهدت الكويت منذ بَدء الحياة البرلمانية فيها قبل 61 عاماً حل مجلس الأمة 12 مرة.