صدقت توقعات الصفحة الأولى:
غزة تنفجر في شوارع وجامعات أمريكا وأوروبا وإسرائيل
يوم الثلاثاء 23 إبريل 2024 نشرت الصفحة الأولى في رأي أخر مقالا بعنوان " غزة.. قنبلة الشرق الأوسط النووية" مفاده أن جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وممارسات المستوطنين الإرهابية بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية والأراضي المحتلة هي قنبلة نووية ستنفجر ليس في محيطها الجغرافي وإنما في العالم، خاصة الدول المساندة والمشاركة في حرب الإبادة باستخدام الفيتو بالمحافل الدولية وتقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي بزعامة أمريكا وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا.. إن لم تتوقف حرب الإبادة ولم تحل القضية الأطول في تاريخ الشعوب بالحل الأمثل وهو حل الدولتين فإن القنبلة ستنفجر في وجه العالم بعد أن كشفت الأحداث زيف أغلب الساسة الرسميين في أوروبا وأمريكا وحلفائهم..
وهذا ما حدث ويحدث حاليا في أغلب شوارع أوروبا وأمريكا وجامعاتهم والعديد من البلدان، فقد تفجرت المظاهرات وتحولت لاعتصامات وتطورت الأمور لاعتقالات وصدامات بين الشرطة والمعتصمين والمتظاهرين..
اعتصام الطلاب في أرووبا وأمريكا تضامنا مع عزة
في أكثر من 200 جامعة بمختلف دول أوروبا وأمريكا يعتصم مئات الطلاب الذين اقاموا خياما للاعتصام رفضا لحرب الإبادة الجماعية في غزة، وإدانة حكوماتهم لمساندتها ودعمها للاحتلال الإسرائيلي.. صوت المظاهرات المنددة بالجرائم الإسرائيلية والدعم الأمريكي والألماني والفرنسي والبريطاني ضاقت به إدارات هذه البلدان وأصدرت تعليمات لأجهزتها الأمنية بفض الاعتصامات ومنع التظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني.
الدولة المتغطرسة بالحرية (حرية الرأي والتعبير والحرية الشخصية) ضاق صدرها من صوت الطلاب والطالبات بالجامعات فدفعت لهم ترسانة أمنية لفضهم بالقوة وتكسير العظام.. فض لم تحترم فيه قدسية محراب العلم وأساتذته.. فالجميع أمام هراوات رجال الأمن مهان ومضروب.
وفيما يطالب الطلاب بالعدالة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته وتقرير مصيره، كان الرد من قبل برلماناتهم الديمقراطية، وإداراتهم الحاكمة للبلاد وحتى الإدارات الجامعية، كان الرد باتهامهم بمعاداة السامية، هل تصدق أن المانيا التي أحرقت اليهود تستغرب إدارتها من توقيع 100 أستاذ جامعي على بيان يعارض ممارسة العنف لمنع الطلاب من التظاهر مع شعب ترتكب ضده جريمة إبادة جماعية بسلاح تلك الدول.. وتبدي استغرابها من تنامي الشعور المعادي لليهود!!
لقد كشفت جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية زيف مصطلح حقوق الإنسان وديمقراطية وحرية أمريكا وأوروبا، وأنها هذه المصطلحات مجرد أسلحة تراوغ بها حكام دول العالم المنبطح لهم أو المخالف لتعاليمهم.
هي مصطلحات زائفة مثلهم تماما.. تطالب الإدارة الأمريكية الرحيمة وأوروبا الإنسانة بإدخال المساعدات وتمد الاحتلال بالأسلحة ليمارس هوايته في القتل.
يهتمون بالأسرى الإسرائيليين لدى حماس ولا يهتمون بوقف دائم لحرب الإبادة الجماعية، ومن يخالفهم الرأي فهو معاد للسامية.
وفي إسرائيل والعالم أيضا نجحت خطة المقاومة ثلاثية الأبعاد والتي تقوم على نقاتل ونفاوض من أجل السلام ونكشف حقيقة الواقع وحجم الدماء والدمار ونثير الفزع في نفوس الإسرائيليين ونكشف دموية قادتهم الذين ينظرون للإنسان كرقم حتى ولو كان أبناؤهم، المهم تحقيق أهدافهم الشخصية والسياسية والإعلامية والتاريخية ...الخ. وهذا ما تعرضت شعوب أمريكا وأوروبا في العراق وأفغانستان وفيتنام وسوريا وليبيا بخلاف إفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من البلدان التي غزوها من أجل براميل النفط والثروات الطبيعية.. ويعيشها الشعب الإسرائيلي السامي لتحقيق حلم الصهيونية وغطرسة النتن ياهو وشركاه المتطرفين.
كشفت الحرب النفسية للمقاومة حقيقة المصطلحات الواهية والأبوية المصطنعة فخرجت عائلات الأسرى والمتعاطفين والمناهضين لفكرة الحرب والتهام حقوق الأخرين لشوارع إسرائيل مطالبةً بإتمام الصفقة من أجل ذويهم. (كان ذلك في مقال المقاومة الفلسطينية تنتصر في الحرب النفسية على إسرائيل بتاريخ الجمعة 26 إبريل 2024)
وأخيراً.. سنبقى هنا.. ونحيا هنا.. ونقيم دولتنا هنا.. فالقدس لنا.. وبيت لحم لنا.. ولكن لا تنتظروا حديث الحجر والشجر.. لأنهم لن يسعوا إليكم إذا لم تتخذوا من المقاومة سلاحاً.
سيكتب التاريخ كما كتب من قبل.. ويكشف الخائن والمتخاذل كما فعلها من قبل.. وسيحكم التاريخ كما حكم من قبل.. صفحات التاريخ كالأرض والسماء والشعوب باقية والزائل هي المقاعد ومن عليها.