و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

بعد اتهام حكومته بقتل الدولة:

إسرائيل تعلن الحرب على نتنياهو بسبب حماس

موقع الصفحة الأولى

تلاعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بكل السبل لاستمرار الحرب لإنقاذ مستقبله السياسي.. وعد بإعادة الأسرى أحياء فسقط معظمهم قتلى بالنيران الصديقة.. ومن عاد على قيد الحياة لبيته عاد من خلال صفقة وبواسطة مصرية قطرية رعتها الإدارة الأمريكية، ودون ذلك لم يعد أحد، وهذا يحدث منذ اندلاع المواجهات بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية بداية من عام 2006 وحتى تاريخه.
عرقل نتنياهو كل محاولات التهدئة، وكل مبادرة لإعادة الأسرى ووقف العدوان، حتى كانت الورقة المصرية التي راهن على رفض حماس لها حتى فاجأته الصدمة بموافقة الفصائل الفلسطينية ممثلة في حماس على الورقة المصرية، بل وسبقته المقاومة بتوجيه ضربة للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم وكرم أبو سالم قبل أن يهاجم رفح.. في رسالة من المقاومة تحمل معنى قادرون على القتال والتصالح. 
وبمجرد الإعلان عن موافقة حماس على الورقة المصرية رغم ألم الضربة العسكرية خرج الإسرائيليون بالآلاف في شوارع القدس وتل أبيب وحيفا وبئر سبع شاكرين السنوار على قبوله عقد صفقة يتم بمقتضاها إطلاق سراح الأسرى أحياءً وأمواتاً.. مطالبين رئيس الوزراء بإتمام الصفقة.. وأمام تعنته في إبرام الصفقة وتمسكه بتحقيق أي نصر سياسي أو عسكري لحمايته وجد نفسه أمام مظاهرات حاشدة تطالبه بعقد صفقة وإجراء انتخابات مبكرة للإطاحة به من سدة الحكم. لتبدأ الحرب الأهلية على نتنياهو من قبل أهالي الأسرى والإعلام الإسرائيلي وبعض الوزراء وقطعا المعارضين..

 وزراء يقاطعون حكومة نتنياهو قريباً

فقد أعلن الوزير بمجلس الحرب "بيني غانتس" أنه سيترك حكومة نتنياهو قريباً، لأننا نريد الحصول على الأمن، وكل شيء آخر مجرد كلام فارغ.. موضحا أن ترك الحكومة لا يعني حلها، ولكنها ستبقى بأغلبية متطرفة خطيرة لذلك سنتقدم في سبتمبر المقبل باقتراح لحل الكنيست. 
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وزير الدفاع "يوآف جالانت" أعلن تأييده للمقترح المصري بشأن صفقة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والرهائن في غزة، داعيا رئيس الوزراء نتنياهو للمصادقة عليه وذلك خلال اجتماع مجلس الحرب مساء الأحد (5 مايو 2024) وقال جالانت أنها فرصة لتل أبيب لإعادة المحتجزين.
وكانت القناة الرسمية الاسرائيلية قد كشفت عن تأييد جميع أعضاء مجلس الوزراء الحربي، بما في ذلك رؤساء الأجهزة العسكرية على المقترح المصري، بينما أبدى نتنياهو تحفظات، ولكن في النهاية تمت الموافقة على الخطوط العريضة.. وكشفت القناة أن نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية قرروا عدم عرض التفاصيل على أعضاء الحكومة موسعة، خشية حدوث تسريبات من شأنها الإضرار بالمفاوضات.
وفي سياق متصل كشفت عدة وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية وحكومية أن مجلس الحرب أجمع قبل أسبوعين على إبداء ليونة في مفاوضات صفقة التبادل لكن نتنياهو تراجع عن ذلك منفرداً.
أما زعيم المعارضة "يائير لابيد"، فقال الحكومة التي تريد إعادة المختطفين تعقد الآن نقاشا عاجلا وترسل الفرق إلى القاهرة، ولا تصدر بشكل هستيري 3 إحاطات مختلفة من أطراف مختلفة وتسحق قلوب الأهالي.. هذا عار وطني.. مع الآسف لا يوجد حد".. وقال لابيد أيضا "هذه الحكومة قتلت الدولة".

 ثورة الأهالي 

لقد أحدثت موافقة حماس على الورقة المصرية وقرار نتنياهو باقتحام رفح ردود فعل قوية لدى عائلات الأسرى..
ففور إعلان حماس موافقتها على المقترح المصري خرجت عائلات الأسرى بالآلف مغلقة بعض الشوارع في تل أبيب والقدس وبئر سبع لمطالبة الحكومة بالموافقة على صفقة التبادل وأصدرت عائلات الأسرى بيانا قالت فيه نبارك إعلان حركة حماس التقدّم في وقف إطلاق النار ما سيسرّع عودة 132 مختطفاً..
ووفقا لما نقلته القناة الــ 12، فإن العائلات دعت الحكومة في البيان لعدم حرق الوقت، وأن الوقت قد حان لكي تثبت الحكومة الإسرائيلية بالأفعال التزامها تجاه الإسرائيليين، وأنه يجب على "الكابينت" أن يأخذ موافقة حماس ويحولها إلى صفقة لإعادة الجميع.
ومن جانبها قالت عائلة الأسير تسينجوكر الذي بثت له كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس فيديو منذ فترة في بيان لها نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية "حماس وافقت على الصفقة، والآن حان الوقت لإعادة أبنائنا إلى الوطن وإلا سنحرق البلاد.
ووصفت إحدى العائلات دخول رفح بأنه حكم بالإعدام على الأسرى، ولايمكن السماح للحكومة الدموية بأن تضحي بأولادنا.. ولا يمكن أن نسمح لها بدفن هذه الصفقة.. واتهمته عائلات الأسرى بإفشال أي صفقة للإفراج عن أبنائهم لتفضيله بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير على استعادة أبنائهم، لتخوفه من فرط عقد الحكومة..
وكانت عائلات الأسرى قد أرسلت رسالة لوزير الدفاع تقول فيها "أنتم تتحملون دماء أبنائنا إن بدأتم عملية عسكرية في رفح".

الإعلام وصفه بدمية من القماش

أما على المستوى الإعلامي فقد وصفت "القناة 13" نتنياهو بأنه يتصرف كفيل في متجر خزف صيني، فيما قالت صحيفة معاريف "إذا كان إطلاق سراح المختطفين مشروطاً بوقف إطلاق النار، فيجب على إسرائيل أن تفعل ذلك. لأنه إذا كان هناك شيء واحد يمكنك الاعتماد عليه، فهو أن حماس سوف تنتهك الاتفاق وبعد ذلك يمكننا أن نحاسبها.
في حين طالبه موقع "والا" بالرحيل، قائلا: "لا نستطيع أن نتحمل نتنياهو في رئاسة البلاد في هذا الوقت.. لأنه ببساطة غير مؤهل. ووصفته بأنه صورة ظل أو رسم توضيحي أو فزاعة محشوة بالخرق تلعب دور رئيس الوزراء.. هذه الحقيقة تكشفت لنا مؤخراً "..
وأضاف الموقع أن نتنياهو لا يتمتع باللياقة البدنية، وليس مؤهلا من الناحية العقلية، وهو فاقد للأهلية الأخلاقية.. وعليه إخلاء مقعده قبل مضي ولو دقيقة واحدة.

انقلاب إعلامي على الشخصية الوهمية 

يوم السبت الرابع من مايو 2024، أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية الانقلاب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفضها استكمال لعبة التسريبات.
وكشفت وسائل الاعلام مجتمعة أن رئيس الوزراء لجأ إلى تسريب مواقف سياسية حول مفاوضات وقف النار في غزة وتبادل الأسرى مع حماس، تحت ستار "شخصية وهمية" وهي مصدر مسؤول، ومسؤول إسرائيلي كبير، ومصدر سياسي.
وفي مفاجئة من العيار الثقيل تماما مثل موافقة حركة حماس على الورقة المصرية وتوجيه المقاومة ضربة عسكرية مؤلمة للجيش الإسرائيلي في معبر كرم أبو سالم ومحور نتساريم، فوجئ المجتمع الإسرائيلي بمراسل القناة 12 الإسرائيلية، يارون أبراهام، يعلن رفضه المشاركة في لعبة مكتب رئيس الوزراء بنشر تسريبات منسوبة لمسؤول سياسي، ويكشف خلال رسالة تليفزيونية مباشرة أن مكتبه السياسي هو من يسرب الأخبار، وأنه هو بنفسه يتستر تحت اسم "المسؤول الكبير" لتمرير مواقفه إلى الإعلام. وكشف يارون أن "المسؤول السياسي الذي نشر التسريبات بشأن المفاوضات مع حماس هو رئيس الوزراء نتنياهو".
وما كاد النتن ياهو يستفيق من قذيفة القناة الثانية عشر حتى أطلقت عليه صحيفة "جيروزاليم بوست" قذيفة أخرى وهي أن المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه وهدد بدخول رفح، حتى في حال التوصل لاتفاق هو نتنياهو، موضحة أن التصريح لا يمثل وجهة نظر المجلس الوزاري.
ومن جانبه وصف الوزير بمجلس الحرب ورئيس حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس لجوء نتنياهو لتسريب مواقف تحت غطاء شخصية مجهولة بأنه "هستيريا".

 ولازال التسريب مستمر  
 

ورغم ذلك نقلت القناة الثانية عشر التي فضحت التسريبات خبرا نقلا عن وكالة رويترز مساء الأربعاء (8 مايو 2024) لمسؤول إسرائيلي كبير بأن الاعتقاد السائد في إسرائيل بأنه لا يوجد إشارات على تحقيق انفراجه في محادثات وقف إطلاق النار في غزة.. 
وفي ذات المساء خرج مئات المتظاهرين في احتجاجات أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية، خلال عقد مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعا، مطالبين بتنفيذ صفقة تحرير الأسرى ورافضين العملية العسكرية في رفح. وأغلق المتظاهرون وأهالي الأسرى الطريق أمام الوزارة.. 
وفي سياق متصل نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحا لإحدى زوجات وزراء الحرب قولها "لو كنت في مكان عائلات الأسرى الإسرائيليين، سأفعل مثلما فعلوا".
وبالتزامن مع المظاهرة بثت القناة الثالثة عشر تقرير بعنوان" "مجلس وزراء الحرب لا لزوم له هكذا تم تفويت الصفقة مرة أخرى"، موضحة أن المجلس أجمع قبل أسبوعين على إبداء ليونة في مفاوضات صفقة التبادل لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عن ذلك بشكل منفرد.
لتستمر تسريبات نتنياهو والمظاهرات وانقلاب الإعلام على رئيس الوزراء الذي قتل أبنائهم قبل أن يقتل دولتهم.

تم نسخ الرابط