مدعمة بالذكاء الاصطناعي وصور جوجل
التكنولوجيا في خدمة الاحتلال.. أسرار تقنية التعرف على الوجوه لاستهداف الفلسطينيين بغزة
يحاول الاحتلال الإسرائيلي بكل الطرق ملاحقة أفراد المقاومة الفلسطينية خلال عدوانه على غزة، ومن بين تلك الطرق اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة ومحاولة تطويعها لخدمة أهداف الحرب، ويستخدم الاحتلال خلال حربه على قطاع غزة والضفة الغربية، تقنية التعرف على الوجوه، والتي تم دعمها بالذكاء الاصطناعي، لرصد المشتبه بانتمائهم إلى حركات المقاومة الفلسطينية.
وبدأ الاحتلال في استخدام تقنية التعرف على الوجوه، المدعومة بالذكاء الاصطناعي في قطاع غزة للبحث عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر، لكن تم الاعتماد عليها باضطراد مع الاجتياح البري، ويزود جنود الاحتلال الذين يشاركون في العدوان على غزة بكاميرات مجهزة بالتقنية الجديدة، مع إقامة نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية التي يستخدمها الفلسطينيون في الهرب من مناطق القصف، وتزويدها أيضا بكاميرات لمسح الوجوه والتعرف عليها.
عيوب تقنية التعرف على الوجوه
ومع زيادة استخدام تلك التكنولوجيا بدأت تظهر عيوبها، حيث شكا ضابط بقوات الاحتلال من أخطاء تقنية التعرف على الوجوه والتي تصنف المدنيين على أنهم من مقاتلي المقاومة المطلوبين، كما بدأ الحديث يتصاعد عن مخاوف من إهدار التقنية لوقت وموارد الاحتلال.
ويقول ضباط بمخابرات جيش الاحتلال، إن برنامج التعرف على الوجوه، تديره وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ووحدة قسم الاستخبارات الإلكترونية والمسماة بالوحدة 8200، اعتمادا على تكنولوجيا تقدمها شركة "كورسايت" الإسرائيلية الخاصة، كما يتم استغلال الأسرى الفلسطينيين، والذين يتم إجبارهم على تسمية أشخاص من مجتمعاتهم يعتقدون أنهم ينتمون غلى حركات المقاومة، للبحث عنهم بعد ذلك باستخدام هذه التقنية.
صور جوجل في خدمة الاحتلال
كما يتم دعم برنامج "كورسايت"، من خلال صور محرك البحث جوجل، والتي يتم مشاركتها وتخزينها مجانا، إضافة إلى تحميل قاعدة بيانات للأشخاص المعروفين ورفعها إلى محرك جوجل، حتى يتسنى لأفراد جيش الاحتلال استخدام وظيفة البحث عن الصور في الخدمة تحديد هوية الأشخاص الذين يبحثون عنهم، وأكد ضابط أن قدرة جوجل على مطابقة الوجوه والتعرف على الأشخاص حتى ولو كان يظهر جزء صغير منها، تفوقت على التكنولوجيا الأخرى، ليتم الاعتماد أكثر على تكنولوجيا "كورسايت"، خاصة بعدما أكدت الشركة الخاصة إن برامجها تحتاج إلى أقل من 50% من الوجه حتى يتسنى التعرف عليه بدقة.
ويقول رئيس شركة "كورسايت" الإسرائيلية الخاصة، روبرت واتس، إن برنامج التعرف على الوجوه يمكن أن يعمل حتى مع زوايا متطرفة أو مظلمة، ومن خلال الطائرات بدون طيار وكذلك مع الصورة رديئة الجودة، أما شركة جوجل فتؤكد أن الصور المحملة على محرك البحث تعد منتج استهلاكي مجاني، ولكنه لا يوفر معلومات عن أشخاص غير معروفين في الصور.
نظام محلي للتعرف على الوجوه
وبدأ الاحتلال في استخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه من قبل في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة، حسبما أعلنت منظمة العفو الدولية العام الماضي، من خلال نظام محلي للتعرف على الوجوه سمي بـ Blue Wolf، وتم استخدامه عند نقاط التفتيش، كما يعتمد جنود وضباط الاحتلال على تطبيقات الهواتف الذكية في مسح وجوه الفلسطينيين، ودعم قاعدة البيانات بها.
أما في غزة، فلم تستخدم تقنية التعرف على الوجوه من قبل، وكان يتم مراقبة اعضاء حركات المقاومة من خلال التنصت على المكالمات الهاتفية، واستجواب الأسرى الفلسطينيين وانتزاع الاعترافات منهم، إضافة إلى استخدام الطائرات بدون طيار في التصوير، ومراقبة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمقاومين، ولكن بعد هجمات 7 أكتوبر، استخدم جيش الاحتلال ومخابراته التقنية الجديدة في الحصول على معلومات عن المقاومين، من خلال فحص فيديوهات وصور الهجمات المحملة على وسائل التواصل الاجتماعي، مع إعداد قائمة اغتيالات لأعضاء المقاومة الذين شاركوا في هجمات 7 أكتوبر.