كواليس إطاحة النائب بالرئيس
انقلاب أبيض على هشام حطب بقيادة ياسر إدريس
شهدت الفترة الماضية تطورات متلاحقة داخل اللجنة الأولمبية المصرية، انتهت بالإطاحة برئيسها هشام حطب، وتولي ياسر إدريس قائما بأعمال رئيس اللجنة خلفا له، ولكن الأمر لم يتم بهذه البساطة، فقد سبقته العديد من الأحداث والقرارات والمؤامرات، والتي انتهت بقرار وزارة الشباب والرياضة بإيقاف هشام حطب، بصفته رئيسا للاتحاد المصرية للفروسية، مع مجلس إدارته بالكامل، بسبب وجود مخالفات مالية وإدارية في الاتحاد، الأمر الذي يعني زوال عضوية حطب في اللجنة الأوليمبية، وبالتالي الإطاحة به من رئاستها.
وقبل الإطاحة به من رئاسة اللجنة الأوليمبية، وقبل صدور قرار وزارة الشباب والرياضة بإيقافه من اتحاد الفروسية، كان هشام حطب دعا لاجتماع في مقر اللجنة الأولمبية، ولكن كانت المفاجأة في غياب جميع أعضاء اللجنة باستثناء الباسل عبد الله رئيس اتحاد الشراع، وتسبب ذلك بالطبع في غضب رئيس اللجنة الأولمبية، ودخل بعدها في مشادات كلامية مع بعض أعضاء اللجنة عن طريق الهاتف.
المفاجأة الأكثر إثارة، تمثلت في أن مجموعة من أعضاء اللجنة كانوا في اجتماع مع الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، في نفس موعد اجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، ليتأكد بعدها هشام حطب، بأن الهدف هو الإطاحة به شخصيا.
ياسر إدريس العقل المدبر
أما العقل المدبر للانقلاب على "حطب"، فكان المهندس ياسر إدريس نائب رئيس اللجنة الأولمبية، رئيس اتحاد السباحة، والذي أقنع أعضاء "الأوليمبية" بالغياب عن اجتماع مجلس الإدارة، الذي دعا إليه "حطب" لمناقشة تطورات الأزمة مع وزارة الشباب والرياضة.
وكأن التاريخ يعيد نفسه، بعدما تكرر موقف أعضاء اللجنة الأوليمبية من "حطب" بقيادة "إدريس"، مع ما حدث مع المستشار خالد زين رئيس اللجنة الأولمبية السابق، والذي قاد "حطب" نفسه انقلابا ضده، انتهى بعزله من اللجنة، ليتولى بعدها "حطب" رئاسة اللجنة خلفا له، ثم يعود "حطب" ليشرب من نفس الكأس الذي سقاه لـ"زين".
وكان شريف العريان، أمين عام اللجنة الأولمبية، قد وضع هو الآخر مخططا للإطاحة بهشام حطب، من خلال الدعوة لجمعية عمومية غير عادية بناء على رغبة رؤساء الاتحادات، يتم فيها التصويت على عزل "حطب" من منصبه،
وأكد مصدر في اللجنة الأوليمبية، أن خطة "العريان" وافق عليها وزير الشباب والرياضة، كما تحمس لها الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد.
اجتماع اللجنة الأوليمبية المصرية
وكان اجتماع مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية المصرية، قرر في جلسته الطارئة إيقاف هشام حطب رئيس اللجنة، حتى انتهاء النيابة العامة من تحقيقاتها أو انتهاء الدورة الأوليمبية، مع تكليف نائب الرئيس ياسر إدريس بأعمال رئيس اللجنة، وذلك بعد قرار وزارة الشباب والرياضة، بإيقاف مجلس إدارة الاتحاد المصري للفروسية برئاسة هشام حطب، كما جاء القرار عملا بلائحة اللجنة الأوليمبية، وقانون الرياضة المصري رقم 71 لسنة 2017.
واجتمعت اللجنة الأوليمبية بحضور أغلبية الأعضاء، وكان من بينهم هشام حطب والذي حضر في بداية الاجتماع، ثم بدأت الجلسة بعد خروجه، لمناقشة قرار إيقافه.
وكشف مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، أن جميع قراراته، تم اتخاذها بحضور تسع أعضاء "حضوريا"، وثلاثة أعضاء آخرين، شاركوا في الاجتماع "أون لاين"، وذلك بمجموع ١٢ عضوا من أصل ١٤ عضوا، هم أعضاء اللجنة، كما اتخذت القرارات بموافقة جميع الأعضاء الحاضرين.
إيقاف مجلس اتحاد الفروسية
وكانت وزارة الشباب والرياضة، أصدرت قرارا بإيقاف مجلس إدارة الاتحاد المصري للفروسية، ومديره التنفيذي، ومديره المالي، وذلك حتى انتهاء التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الوقائع والمخالفات المالية بالاتحاد.
ورصدت مخالفات اتحاد الفروسية، من خلال لجان التفتيش في وزارة الشباب والرياضة والجهات الرقابية، وذلك بناء على أعمال التفتيش المالي والإداري والقانوني التي أجريت في ضوء العديد من الشكاوى والبلاغات التي تلقتها وزارة الرياضة.
اتحاد الفروسية يرفض قرار وزارة الرياضة
أما اتحاد الفروسية، فأصدر بيانًا رسميًا أعلن من خلاله رفضه لقرار وزارة الشباب والرياضة، بإيقاف مجلس إدارة الاتحاد وقال إن اللجنة المالية لم تنتهي عملها بعد، كما لم يتم إخطارهم بصورة من التقرير المالي للجنة مع إعطاء مهلة لا تقل عن ثلاثين يومًا.
وشدد بيان اتحاد الفروسية على عدم أحقية وزير الشباب والرياضة في اتخاذ ذلك القرار، وأشار إلى خلو اللائحة المالية الصادرة منه بتقرير ذلك الاختصاص له، وهو ما يجعل ذلك القرار مشوبا بالبطلان.
وقال اتحاد الفروسية، إنه يواجه وضعا غير دستوري وغير قانوني، والذي يمثل خرقا للميثاق الأولمبي، لذلك فإن مجلس إدارة الاتحاد المصري للفروسية، سيتخذ كافة الاجراءات القانونية تجاه ذلك القرار على كافة الأصعدة.
كما اتهم اتحاد الفروسية، في بيانه، وزارة الشباب والرياضة، بأنها سبقت وأحالت الاتحاد إلى النيابة العامة لأسباب واهية، وتم حفظ البلاغات، ولذلك فإن قرارها مشوبا بالبطلان.