و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

يحى جيد

حكاية "سائق البابا" الذى قضى 30 سنة فى خدمته ورفض العمل بعده

موقع الصفحة الأولى

امتلأت الكاتدرائية المرقسية القديمة بحى كلوت بك بالمعزين من محبى وأقارب سائق البابا يحى جيد أو " عم يحى" كما كان يطلق عليه والذى عمل سائقا للبابا شنودة الثالث طيلة مدة خدمته ولمدة ٣٠ سنة وكان شاهدا على مواقف وأسرار كثيرة إتمنه عليها البابا شنوده وحضر الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى صلاة الجنازة التى أقيمت على روح الفقيد وأقرب المقربين للبابا الراحل.

وظن الكثيرين فى بداية عمل جيد مع البابا شنوده بوجود صلة قرابه بينهما نظرا لتشابه الأسم العائلى والإسم العلماني الأصلى للبابا شنودة كان نظير جيد وبالرغم من عدم صحه الأمر إلا أنه ينتمى لنفس المحافظة مسقط رأس البابا شنودة فى أقصى صعيد مصر وهى أسيوط .

مشاده بسبب تأخر يحى عن ميعاده

ولعل عمل عم يحى سائق البابا مع البابا شنوده جاء عن طريق المصادفة ؛ حيث كان يقوم بعمل توريدات للكنيسة خلال عهد البابا ثم تم تزكيته ليكون سائقه الخاص وكان صديقا مقربا أيضا من عم عزيز كيرلس طباخ البابا وقتها وفى أحدى المرات خلال رحلة البابا لدير الأنبا بيشوى حدثت مشاده بينهما بسبب تأخر يحى عن ميعاده فى الوقت الذى كان البابا حريص تمام الحرص على المواعيد ويقدسها وانتهره البابا وقال له " خلاص من نهاردة متشتغلش معايا تانى لانك متنفعش" وقد صرح بذلك عم يحى خلال إحدى لقاءاته على قناة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ME SAT ولكن سرعان ما تدخل الوسطاء لإقناع البابا بأعادته مرة أخرى للعمل وتحت ضغط وافق البابا وقبل إعتذاره .

وتكررت المشادات فى واقعة أخرى أخطا فيها عم يحى الطريق مما جعل البابا يعنفه بغضب وما لبث أن مرت بضعة دقائق حتى طلب منه البابا إيقاف السيارة وشراء أيس كريم لهما كنوعا من المصالحة المقنعة .

ويصف المقربين عم يحى سائق البابا بالتواضع والبشاشه والبساطه فى تعاملاته مع الجميع وكان البابا يجد راحه خاصة فى سيارته خلال قيادة عم يحى لأنه كان سائقا محترفا يختصر الطرق ويحافظ على الإتزان حتى أن البابا خصمم مكتب صغير فى الكنبة الخلفية للسيارة يستغل وقت الرحلة لإستكمال أعماله ومهامه بل وأيضا لكتابة الشعر الذى كان يجرى فى دمائه .

وعندما رحل البابا شنوده رفض عم يحى سائق البابا العودة للعمل في الكاتدرائية مرة أخرى إمتنانا وولائا له وقطع رخصة سيارته حتى لا يفكر فى العودة مرة أخرى وتذكر ذكريات البابا شنوده التى يمكنها  أن تتسبب فى آلام نفسيه له و عانى يحى جيدد خلال السنوات الأخيرة من أمراض الشيخوخة بخلاف القلب .

 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط