تضامن مع الازهري ضد تكوين
"الحفاظ علي الثوابت" كلمة السر في الهجوم علي الانبا ارميا
لا يمكن لشخص أن يظل تحت المجهر طيلة سنوات عمره دون أن تطوله نيران النقد المحرقه مهما كانت درجة عقلانيته أو نضجه الفكرى ومها كان دقيقا وبارعا فى رسالته ؛ فالتاريخ خير شاهد على شهادات تجاوزت شهود العيان وحتى الأنبياء لم يسلموا من السنة الظالمين بل نالت منهم سهام التشكيك و التخوين ولم تحميهم قداستهم ولم تشفع لهم حصانتهم الدينية.
وطالت الإتهامات الأنبا إرميا " الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى" و " الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية "بالخروج عن صحيح الدين و مجاملة الأزهر على حساب الأقباط وهو الأمر الذى لم يدعم بأى براهين أو حجج منطقية من قبل الحملات الإلكترونية المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي بمختلف أنواعها بعد بيان نشره الأنبا إرميا عبر صفحته الشخصية بموقع الفيس بوك جاء نصها كالتالى: " بسم الإله الواحد الذى نعبده جميعا ؛ بعد أن تواصل معى هاتفيا فضيلة الدكتور أسامة الأزهرى بخصوص مركز تكوين نعلن أننا نسعى جميعا للحفاظ على الثوابت الدينية كما تسلمناها دون أى تغيير ونرفض بشدة ولا نقبل إنمار السنة المشرفة والتقاليد الكنسى السابق للكتاب بعهديه القديم والجديد الذى نقل لنا كل ما يحدث فى المسيحية من شعائر وصلوات .
وأكمل البيان: وترفض أن تيارات غريبة أو أفكار هدامه تهدد السلام المجتمعى أو تضرب الشعب "مسلميه ومسيحييه" وتتعهد بمواجهتها بكل قوة وأعلن تعاون مع فضيلة الدكتور إسامة الأزهرى على نشر الوعى والحفاظ على الثوابت الدينية وإعداد جيل واع قادر على فهم التحديات الحالية .
وسبق ذلك بيان من الشيخ أسامة الأزهرى " مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية" جاء نص كالتالى" المسلمون والمسيحيون يد واحدة والأشقاء المسيحيون معى فى المناظرة الكبرى وطلبت من نيافه الأنبا إرميا أن ينضم إلى فى بعض فقرات المناظرة فرحب بأن أنشر كل هذا الكلام وأنه فى المناظرة ومعه تلامذه الأنبا بيشوى .
ثم عاد الأزهرى وخرج بتصريح أخر بعد إشتعال الحملة الموجهة ضد الأنبا إرميا معلنا فيه أنه سوف يناظر كل أعضاء مركز تكوين مجتمعين بمفرده وفسر التصريح بعد ذلك بمحاولة تخفيف الضغط على الأسقف بشكل أو أخر .
عش الدبابير
لم يكن دخول أسقف بحجم الأنبا إرميا إلى عش الدبابير بمثابة أمرا يسيرا يمكن أن يمر مرور الكرام دون إستغلاله من قبل الجبهات المعارضه للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو تكتلات الملحدين والعلمانيين من مؤيدى "تكوين " وما يعرف بالمسيحية الصهيونية التى تتخذ لنفسها غطاء غربى معتمده على مناخ الحريات بالخارج من أجل تكسير الأصول والثوابت وتنفيذ أهداف مشبوهه للنيل من الأديان وهو ما تجلى فى تدوينات تحمل عبارات سوداء مثل" لازم يرجع الدير" و " مجاملة الأصولية والسلفية وخوض معارك ضد التحديث والتنوير" كما قال عضو البرلمان السابق عماد جاد والذى يميل بشكل كبير لتنظيمات قبطية مشبوهه فى المهجر ولازال يبحث عن دور بعد إستبعاده من قوائم الترشيحات النيابيه الأخيرة لعدم جدوى أفعاله على أرض الواقع و الإبقاء على صورة متمثلة فى ظاهرة صوتيه.
الحملة الموجهه ضده أكسبته تعاطف الغير مسيسين
وعلى النقيض فأن الحملة الموجهة للأنبا إرميا بهذه القسوة حصدت نتائج إيجابية لصالحه وزادت من رصيده وأكسبته تعاطف لدى قطاعات عديدة من الغير مسيسين والذين علموا أنه ظلم ظلما بينا فى هذه الواقعة وعلقوا له المشانق لمحاكمته لمجرد دعمه للأزهر الشريف ضد تكوين حتى أن الأنبا أغاثون " أسقف مغاغة والعدوة" تضامن معه وأعلن عن تسجيل حلقة للرد على كل شبهات تكوين وإظهار خطورتها على العقيدة .
سوابق مؤسسي تكوين ضد الكنيسة
ولعل أهم الأعضاء المؤسسين فى مركز تكوين كان لهم سوابق مع الكنيسة وعلى رأسهم الدكتور يوسف زيدان الذى الف رواية عزازيل والتى نسب فيها القتل للرهبان وحملت إنتقادات واسعه لتاريخ الكنيسة فى محاولات للى الحقائق ورد عليه وقتها الراحل الأنبا بيشوى " مطران دمياط وكفر الشيخ" فى مجلد متكامل وتليه الكاتبه المتوجه فاطمة ناعوت التى سرعان ما تبرأت من كونها أحد الأعضاء المؤسسين لتكوين بعد مهاجمتها من قبل البعض والذين إتهموها بمحاولة إستغلال الكنيسة من خلال خطب دغدغه العواطف التى تنتهجها لحصد أصوات فى البرلمان وهى التى طعنت وبشكل مباشر فى العقيدة المسيحية ونسبتها إلى الأصول الفرعونية وبعض العبادات الوثنية ويليها القس رفعت فكرى الذى لم يحن موعد ظهوره بعد ولكن يتم إعداد رسالته بشكل منظم من أجل ضرب طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو الذى يعتنق المذهب البروتستانتى أى المحتج على الثوابت والعقائد الأصلية وكان له مواقف عديدة ينتقد فيها الكهنوت و الطقوس المتوارثه عبر الأجيال.
ولا يعلم المهاجمين أن الأنبا إرميا له دور كبير فى تطوير المجال الإعلامى بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويكمل أدوارا ناقصه بحكم المسئولية التى إعتاد عليها خلال خدمته مع الراحل البابا شنوده الثالث والذى كان يعتمد عليه فى العديد من الأشياء والمناسبات لدقته و دبلوماسيته وقدرته على تجميع الفرقاء بشكل غير معهود ؛ كل هذه الصفات بالضرورة أن تثير حفيظة المتربصين و المتصيدين ممن يفسرون كل تصريحات الرجل بصورا غير حقيقية و مبالغات و تحميل المعانى أكثر مما تتحمل .
ووسط كل هذه الزوابع ؛ إمتنع الأنبا إرميا عن الرد أو الظهور فى وسائل الإعلام المختلفة للدخول فى سجالات لا طائل لها ولا نفع مع المعارضين حتى لا يمنحهم أسلحة جديدة تطيل من عمر المعركة وهو الذى لا يخشى المواجهات لكنه يختار المناسبات والعبارات ويعلم متى يظهر ومتى يمتنع.