شركة مدنية مسلحة
ردود مصرية حاسمة تنسف مزاعم إسرائيل المنتشرة فى وسائل الاعلام
تعقدت الأزمة في قطاع غزة، مع احتلال القوات الإسرائيلية لـ معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ورفع علم الاحتلال عليه، استمرارا لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على القطاع، وغموض مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى وعودتها إلى المربع الأول مع رفض حكومة الاحتلال المقترحات المصرية، رغم موافقة حركة حماس عليها.
إغلاق معبر رفح
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، بعد احتلاله من الجانب الفلسطيني، الأمر الذي أدى إلى توقف حركة المسافرين، وبشكل خاص المرضى والجرحى، كما توقف دخول المساعدات الإنسانية المتكدسة إلى أهالي القطاع، كما أغلقت قوات الاحتلال أيضا معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد لقطاع غزة.
وخرجت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي مدعية وجود تنسيق بين تل أبيب والقاهرة حول معبر رفح، وهو ما نفاه مصدر مصري رفيع المستوى بشكل قاطع، ومؤكدا تحذير مصر للاحتلال الإسرائيلي من خطورة استمرار التصعيد وآثاره على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وزير الخارجية سامح شكري
وكان سامح شكري وزير الخارجية، قال إنه توجد آليات تنظمها اتفاقية السلام مع "إسرائيل" لمراجعة أي مخالفة تحدث، وذلك في إطار فني، عبر اللجنة العسكرية المشتركة بين الجانبين.
وأكد وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع تانيا فايون نائبة رئيس الوزراء، وزيرة الشئون الخارجية والأوروبية بسلوفينيا، أن اتفاقية السلام تمثل خيار مصر الاستراتيجي منذ أربعين عاما، كما تعد تلك الاتفاقية ركيزة السلام في المنطقة، وعلى تل أبيب تحمل مسئوليتها في توفير المساعدات للفلسطينيين بعد أن سيطرت على معبر رفح الحدودي، كما أن القاهرة مستمرة في جهودها للوساطة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكانت صحيفة هآرتس العبرية، نشرت ما وصفته بوجود اتفاق بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن حول إدارة معبر رفح، بعد نهاية العملية العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة.
شركة مدنية مسلحة تدير معبر رفح
وادعت الصحيفة إن الاتفاق يقضي بإسناد إدارة الحركة في معبر رفح إلى شركة مدنية مسلحة، على الأغلب ستكون أميركية، وحسب الصحيفة فإن تلك الفكرة ليست جديدة، مشيرة إلى وجود شركات حراسة خاصة حاليا في قطاع غزة، لحماية المنظمات الإغاثية، وان الثمن يكون باهظا احيانا مقابل ذلك.
وقالت الصحيفة إنه في شهر أبريل الماضي قتل ثلاثة من العاملين في شركة حماية بريطانية اسمها سوليس جلوبل في الهجوم الجوي لقوات الاحتلال على قافلة مساعدات تابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، وهو الهجوم الذي أثار غضبا عالميا واسعا، كما تعمل شركات الحماية في العديد من الدول، ولجأ إليها الجيش الأمريكي في أفغانستان والعراق.
رفض التنسيق حول معبر رفح
ولكن المصادر المصرية أكدت أن القاهرة رفضت التنسيق مع تل أبيب حول معبر رفح، بسبب التصعيد غير المقبول من قوات الاحتلال، كما حملت مصر الكيان الإسرائيلي مسؤولية تدهور الأوضاع في قطاع غزة أمام الأطراف كلها.
وعادت هآرتس لتقول إنه مع التكلفة الكبيرة لإسناد تشغيل معبر رفح إلى شركة حماية خاصة للمعبر، يبقى الغموض محيطا بالطرف الذي سيشرف على الشركة المزعومة، هل سيكون الاحتلال أم الولايات المتحدة؟ ولكن حتى التوصل إلى اتفاق حول معبر رفح وقضية تشغيله، فإن تل أبيب مستمرة في توسيع عملياتها في قطاع غزة وفرض وجودها كقوة احتلال، حسب القانون الدولي، مثلما زعمت الصحيفة.
محور فيلادلفيا في قطاع غزة
وكانت مصادر مصرية قالت إن محور فيلادلفيا هو طريق يقع في أراضي قطاع غزة، وإن سبب إطلاق ذلك الاسم عليه، جاء بعد اتفاق أوسلو، وقبل دخول الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى قطاع غزة، حيث تم عمل خرائط للقطاع بين الارتباط العسكري DCO وجانبي فلسطين والاحتلال، كما تم الاتفاق على زيادة أعداد العناصر الأمنية المصرية في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة لتأمينها.
ارتفاع شهداء العدوان على غزة
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد شهداء العدوان على قطاع غزة إلى 35034 شهيدا وإصابة 78755 آخرين منذ يوم 7 أكتوبر الماضي، كما ارتكبت قوات الاحتلال 8 مجازر ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة خلال 24 ساعة، راح ضحيتها 63 شهيدا و114 مصابا.
وتستمر مصر في جهودها للتوصل إلى هدنة شاملة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، لإنهاء عدوان قوات الاحتلال الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023.
ويعيش الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مجاعة قاتلة وتدهورا في الأوضاع الإنسانية، مع استمرار حرب الإبادة الجماعية، وإغلاق قوات الاحتلال لكل المعابر الفلسطينية، مع نزوح أكثر من 90% من سكان القطاع.