استمرار القصف الإسرائيلي
رغم تهديد رفح.. العالم يترقب الهدنة ووفدا حماس وإسرائيل بالقاهرة خلال ساعات
بالتزامن مع تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح الفلسطينية، أعلنت حركة حماس قبولها مقترح الهدنة في غزة، وهو ما يبشر بوقف لإطلاق النار وتوقيع اتفاق خلال ساعات وفق المبادرة المصرية.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي فى تدوينة على موقع إكس إنه يتابع عن كثب التطورات الإيجابية التي تمر بها المفاوضات الحالية للتوصل إلى هدنة شاملة في قطاع غزة.
وأضاف الرئيس أدعو كل الأطراف لبذل المزيد من الجهد للوصول إلى اتفاق يؤدي إلى إنهاء المأساة الانسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وإتمام استبدال الرهائن والسجناء.
وقالت حركة حماس، في بيان اليوم إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، أجرى اتصالاً هاتفياً رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل ورئيس الوزراء القطري أبلغهم خلاله موافقة الحركة على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن المقرر بحسب مصدر دبلوماسي أن يصل وفدا حماس وإسرائيل إلى القاهرة، الثلاثاء، لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار وتوقيع الهدنة.
وأكد المصدر أنه بتلقي الموافقة من حركة حماس علي المبادرة المصرية، فمن المرجح توقيع اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل خلال الفأيام القليلة القادمة، لافتا إلي نجاح مصر في عقد هذه الصفقة.
بينما أعلن البيت الأبيض إنه يراجع رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لكنه امتنع عن ذكر أي تفاصيل عما تم الاتفاق عليه.
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين، إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز كان في المنطقة لإجراء مناقشات بخصوص المقترح.
ضغوط علي الفلسطينيين
وفي محاولة للضغط علي المفاوض الفلسطيني، أبلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان الأحياء الشرقية لمنطقة رفح الفلسطينية بالإخلاء والتوجه إلى المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي تمهيدا لشن عملية عسكرية في رفح.
جاء ذلك بعد ليلة دامية، قضاها النازحون شرق مدينة رفح تحت القصف الإسرائيلي الذى أدي إلي استشهاد 28 فلسطينيا إثر غارات مكثفة استهدفت 11 منزلا.
وبينما استمر القصف الإسرائيلي علي رفح، بدأ آلاف الفلسطينيين موجة نزوح جديدة من شرق مدينة رفح إلى وسط قطاع غزة، بعدما أمرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء الفوري، تمهيدًا لتنفيذ عملية عسكرية برية.
ومن بين المناطق التي أمر الاحتلال بإخلاء السكان منها معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، الحدوديان، اللذان تدخل عبرهما شاحنات المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى مستشفى أبو يوسف النجار، الذي يعد المستشفى المركزي بمدينة رفح.
وتجمع الألاف من السكان والنازحين على طريق صلاح الدين، وسط هالة من الفوضي والارتباك بحثًا عن وسيلة مواصلات تقلهم إلى خان يونس ودير البلح، حيث المناطق التي حددها جيش الاحتلال كمنطقة آمنة للنازحين.
وأمر جيش الاحتلال ، اليوم، السكان والنازحين المتواجدين شرق مدينة رفح إلى الإخلاء الفوري للمنطقة الإنسانية الموسعة بالمواصي، تمهيدًا لبدء عملية عسكرية برية، مستهدفًا إجلاء نحو 100 ألف شخص، في وقت كشفت صور أقمار صناعية حشودًا عسكرية إسرائيلية على مشارف المدينة.
لن تكون نزهة للاحتلال
من جانبها حذرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم، من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة بمنطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة.
وطالبت مصر إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقناً لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
أكدت مصر على أنها تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.
فيما أكدت حركة حماس في بيان لها اليوم، إن تحضير جيش الاحتلال للهجوم على مدينة رفح جريمة تؤكّد إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على المضي في حرب الإبادة.
وشددت علي أن أي عملية عسكرية في رفح لن تكون "نزهة" لجيش الاحتلال، مشيرة إلى أن المقاومة على أتَم الاستعداد للدفاع عن الشعب الفلسطيني.
ودعت المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين العزل في مدينة رفح.
من جانبه وصف نبيل أبوردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية أمر الإخلاء الإسرائيلي بالتطور الخطير والذي سيكون له تداعياته محملًا الإدارة الأمريكية المسؤولية إلى جانب الاحتلال .
وأضاف أن اجتياح رفح يعني أن مليون ونصف مواطن فلسطيني سيتعرضون لمذبحة إبادة جماعية، ومحاولات تهجير حذرنا منها سابقًا.
يأتي ذلك فيما يترقب العالم نتائج المفاوضات الجارية في القاهرة، والتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين مع إسرائيل.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن هناك تقدمًا إيجابيًا في مفاوضات الهدنة الإنسانية بغزة، وأن الوفد الأمني المصري الذي يتولى التفاوض وصل إلى صيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخلاف.
ووفق تقارير إعلامية، فإن حماس حصلت على ضمانات من الولايات المتحدة بانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وأن القوات الإسرائيلية لن تواصل القتال بمجرد إطلاق سراح المحتجزين، وهو العرض الذى تدرسه حركة حماس وفصائل المقاومة حاليا.
تواصل الاحتجاجات الطلابية
علي جانب آخر، تواصلت احتجاجات دعم غزة في عدد من الجامعات الأمريكية والأوروبية، وعطل محتجون حفل تخرج بجامعة ميشيجان، بينما اشتبك متظاهرون مع الشرطة في جامعة فرجينيا، واتهم مجلس طلاب جامعة كولومبيا الإدارة بتعريض سلامتهم للخطر، بعد استدعاء الشرطة لهم مرتين.
ويطالب الطلاب المحتجون جامعاتهم بسحب استثماراتها من الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية، ومن بينها شركات توريد الأسلحة، وأظهرت فيديوهات على إكس عشرات الطلاب يرتدون الكوفية الفلسطينية وقبعات التخرج ويلوحون بالأعلام الفلسطينية أثناء سيرهم في الممر الأوسط لاستاد ميشيجان في آن أربور.
وفي جامعة فرجينيا قيدت شرطة مكافحة الشغب طلابًا قرب مخيم للمتظاهرين بقيود بلاستيكية، واعتقلت نحو 2000 متظاهر من جامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وامتدت التظاهرات خارج حرم الجامعة، إذ تجمع عشرات الطلاب، قبل يومين، أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، وهتفوا "عار عليكِ"، بعد استدعاء الشرطة لهم.
وفي اوروبا نظم طلاب في جامعة ترينيتي كوليدج دبلن في أيرلندا، وجامعة لوزان بسويسرا، اعتصامين، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي.