و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

في فلسطين.. على أرضها طبع المسيح قدمه، تتردد أغنية المسيح للثلاثي عبد الحليم حافظ وعبد الرحمن الأبنودي وبليغ حمدي، عند مشاهدة المذابح وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في فلسطين، مستهدفا البشر والحجر، الحضارة والتاريخ، ومنتهكا كل القيم الإنسانية والأخلاقية، كما تصدح الأغنية ويعلو صوتها، ونحن نعيش أسبوع الآلام، والذي يجمع هذا العام ولأعوام طويلة مضت، بين آلام السيد المسيح عليه السلام، وآلام الإنسان الفلسطيني.

وتكمن عبقرية أغنية المسيح، في الربط بين الآلام التي تعرض لها السيد المسيح عليه السلام، وبين آلام متجددة يعيشها الإنسان الفلسطيني مسيحيا كان أم مسلما، في كل يوم يعيشه على هذه الأرض المقدسة.

 

على أرضها نزف المسيح ألم

في فلسطين وعلى أرضها نزف المسيح ألم.. وعلى أرضها تحاصر وتنتهك حرمات ويذبح شعب بأكمله، ويستشهد كل يوم في الضفة وغزة أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم تمسكوا بأرضهم وهويتهم وتاريخهم وحضارتهم، يبحثون عن العيش في سلام على أرضهم التي ورثوها على مر أجيال، وكانوا من قبل يعيش أباءهم وأجدادهم على نفس الأرض، حتى جاء الاحتلال البريطاني وفرض ما يعرف بالانتداب على تلك الأرض المقدسة، ثم سلمها إلى حلفائه أو أتباعه أو أسياده من اليهود.

في فلسطين وعلى أرضها خانوه نفس اليهود.. هم نفس الطائفة التي خانت السيد المسيح عليه السلام، وهم أنفسهم من خانوا الإنسانية جمعاء، لخدمة خرافاتهم وأساطيرهم، وخدمة مصالح الدول التي تدعمهم وعلى رأسهم الحليف الأمريكي وبريطانيا وألمانيا وغيرهم.

انتفاضة من أجل فلسطين

على أرضها، وبسببها، ومن أجلها، انتفضت جامعات الولايات المتحدة وأوروبا دفاعا عنها، في موجة جديدة ضد الصهيونية العالمية وضد السياسات الرأسمالية التي أفسدت العالم بأكمله، وليس ضد العدوان على غزة فقط، في حركة اجتماعية جديدة ربما تتخطى تأثيراتها ما هو أعمق من المطالبة بوقف العدوان الهمجي على قطاع غزة.

على أرضها.. ليست القدس فقط.. بل كل ما حولها باركه الله عز وجل، «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»، فالآية واضحة، فتلك الأرض المحيطة بالمسجد الأقصى والقدس الشريف، والتي تشمل فلسطين كلها والشام أيضا، مباركة من رب العالمين، وهي حقنا وأرضنا، لا تفريط فيها ولا بيع ولا تنازل، وسيعود شعبها إليها يوما مع النصر القريب.

على أرضها.. ابنك يا قدس.. يا غزة.. يا فلسطين لازم يعود.. وسيعود.

وكل عام ونحن بخير.. صامدون.. آملون في النصر.. حتى ولو خذلنا بعض منا.. حتى ولو طعننا أو باعنا البعض، فهي أرضنا.

[email protected] 

تم نسخ الرابط