تل أبيب طالبت واشنطن برفض المقترح المصري..
الفصائل الفلسطينية تعلن الحرب على أي أجنبي يتولى إدارة معبر رفح الفلسطيني
تستأنف اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 بالقاهرة مفاوضات الهدنة في قطاع غزة بحضور وفود قطرية وأمريكية وحركة حماس، إلى جانب إسرائيل لاستكمال المباحثات بهدف التوصل إلى هدنة شاملة في القطاع وفقا للمقترح المصري الذي وصفته المقاومة الفلسطينية بأنه أفضل عرض تم تقديمه خلال الأشهر الماضية، كونه يتضمن تنازل العدو عن فكرة البقاء في القطاع، وعودة النازحين لشمال القطاع عدم عودة النازحين، بلا قيد أو شرط، دون حواجز تفتيش ولا غيره، وبذلك تسقط فكرة وجود قوة عربية أو أجنبية لتفتيش وفحص العائدين إلى الشمال.. ودخول المساعدات بوفرة.
كما أن الورقة المصرية تنص على العودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار ورفع الحصار.
وكانت حركة حماس التي باتت الممثل الشرعي للمقاومة الفلسطينية قد أعلنت موافقتها على المقترح المصري الذي يتم استكمال مناقشته اليوم، لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعم أن الورقة المصرية لا تلبي متطلبات حكومته، وأعلن تمسكه باستمرار العملية العسكرية في رفح.. واقترح يوم الخميس الماضي وفقا لما ذكرته صحيفة "هآرتس" اجتياح رفح بأسرع وقت ممكن، بعد أن وصلته تقديرات بأن حماس ستوافق على مقترح الصفقة الذي قدمه الوسطاء، لكن عدد من وزراء وأعضاء كابنيت الحرب عارضوا ذلك المقترح بدعوى أنه قد يعطّل محادثات صفقة التبادل.
إعلام إسرائيلي: خلافات داخل مجلس الوزراء
هذا، وقد كشفت وسائل إعلامية إسرائيلية عن وجود خلافات داخل مجلس الوزراء وكابنيت الحرب حيث يسود توترا كبيرا بين رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هيرتسي هليفي، وبين رئيس الموساد دافيد برنياع، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن رئيس الموساد الذي تلقى رد حماس وموافقتها على مقترح صفقة لم يبلغ رئيس الأركان وكابينيت الحرب بالتفاصيل وأنهم علموا برد حماس من وسائل الإعلام.. فضلا عن تهديد وزير المالية سمو ريتش، ووزير الأمن الداخلي بن غفير بالانسحاب من الحكومة إذا تمت الموافقة على المقترح المصري لأنه يعد استسلاما لحماس.
فيما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن محادثات متوترة جدا جرت بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين في أعقاب إعلان حماس موافقتها على مقترح الصفقة، وأن الإدارة الأميركية نقلت رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي مفادها أنه لا ينبغي النظر إلى المقترح الذي وافقت عليه حماس على أنه مقترح مضاد، ورفضت الإدارة الأميركية طلب الاحتلال الإسرائيلي بألا توافق الإدارة علنا على الصفقة التي تقترحها حماس بادعاء أنها خدعة.
وجاءت موافقة الحركة على المقترح المصري بعد توجيه ضربة عسكرية وصفت بالمؤلمة لقوات الاحتلال بمحور نتساريم وتجمع لقوات الاحتلال بجوار معبر كرم أبو سالم
ويأتي استئناف المفاوضات فيما تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية بمدينة رفح وفرض سيطرتها على المعبر البري من الجانب الفلسطيني. ومن جانبها تواصل المقاومة الفلسطينية أعمالها بالتصدي للعدوان الإسرائيلي.
مصر حذرت من تفاقم الوضع الإنساني
وكانت مصر ودول العالم قد حذرت من تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالقطاع نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية داعيةً إلى ضرورة احتواء الوضع في قطاع غزة بالتوصل إلى هدنة شاملة.
وفي الأثناء اعلنت الفصائل الفلسطينية، اليوم الأربعاء (8 مايو 2024)، رفضها فرض أي جهة خارجية وصايتها على معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني. وشددت الفصائل في بيان لها على أنها ستعتبر ذلك شكلا من أشكال الاحتلال، وستتعامل معه كما تتعامل مع الاحتلال.
ويأتي ذلك ردا ما نقلته وسائل الإعلام حول تولي شركة أمنية أمريكية إدارة ومراقبة معبر رفح البري، لحين تسليمه للسلطة الفلسطينية في حين ترى الفصائل أن ذلك شأن داخلي.
ودعت الفصائل الجامعة العربية والدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها مصر، إلى رفض أي مخططات ومحاولات تمس بالسيادة الفلسطينية المصرية على معبر رفح.. لأن إدارة الوضع الداخلي هو شأن فلسطيني خالص يتم التوافق عليه وطنيا عبر الآليات المتبعة والمتوافق عليها.
وحذرت الفصائل في بيانها من سيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح لأنه سيؤدي لتفاقم الأوضاع الكارثية، لا سيما أن مخزونات الغذاء وفقا للأمم المتحدة في غزة تغطي فقط من يوم إلى 4 أيام.
ومن جانبه أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ رفض المنظمة لأي شكل من الوصاية على معبر رفح ومحاولات المس بالسيادة الفلسطينية عليه بالشراكة مع مصر.