أحرجوا الامة العربية
طلبة جامعات القمة بامريكا يحملون لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية والتنديد باسرائيل
من داخل جامعة كولومبيا ، كانت الشرارة الأولي لانتفاضة الجامعات الأمريكية التي اجتاحت عدة جامعات ومعاهد عليا في عدة مدن من الولايات المتحدة الأمريكية، احتجاجًا على استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.
ووسط صمت عربي، وتراجع الاهتمام بالعدوان المستمر للشهر السابع علي التوالي، اكتسبت المظاهرات والاعتصامات المستمرة فى عدد من الجامعات الأمريكية زخمًا جديدًا وتوسعت رقعتها لتصل إلى وسط البلاد وحتى الساحل الغربى فى كاليفورنيا، وأصدر الطلاب فى الجامعات التى اندلعت بها الاحتجاجات دعوات لوقف دائم لإطلاق النار فى غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة، وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.
فيما تصاعد التوتر مع الشرطة، بعد أن انتشرت مخيمات التضامن مع غزة فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، منذ اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين فى جامعة كولومبيا بنيويورك، الأسبوع الماضى، وهددت جامعة براون، إحدى أعرق الجامعات فى ولاية رود آيلاند، الطلاب بالعقاب إذا لم يغادروا المخيم المؤيد للفلسطينيين، الذى أقيم بالحرم الجامعى.
وفى جامعة كولومبيا، انقضت المهلة التى حددتها رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، للتوصل إلى اتفاق مع الطلاب لإخلاء المخيم، أو استدعاء قوات الحرس الوطنى وعناصر الشرطة، لإخلائهم وفض الاعتصام إذا لم يرحلوا طوعًا عند انقضاء المهلة.
وفى الجامعة نفسها، استقبل الطلاب رئيس مجلس النواب الأمريكى، مايك جونسون، أمس الأول، بصيحات الاستهجان خلال زيارته المكان الذى أجج شرارة المظاهرات الطلابية على مستوى البلاد، رفضًا للحرب الإسرائيلية على غزة.
وهدد جونسون خلال زيارته جامعة كولومبيا، الطلاب قائلًا: إذا لم يتم احتواء المظاهرات بسرعة، وإذا لم يتم وقف هذه التهديدات والتخويف، هناك وقت ملائم للحرس الوطنى، مشيرا إلي أن هدف زيارته هو دعم الطلاب اليهود الذين يتعرضون للترهيب من قبل بعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل.
فى السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن جو بايدن يؤمن بأن حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز أمور مهمة فى الحرم الجامعى.
تمدد مظاهرات الطلبة
وفى جامعة تكساس، فرقت قوات دورية الطرق السريعة المزودة بمعدات مكافحة الشغب، بدعم من أفراد الشرطة، احتجاجًا للطلاب، واعتقلت 20 شخصًا، أمس الأول.
وفى جامعة تافتس، بولاية ماساتشوستس، تم بناء12 خيمة فى الساحة الأكاديمية بالجامعة، وعلى عكس بعض الجامعات، لم يكن مخيم تافتس محاطًا بضباط الشرطة أو أفراد الأمن، وعلى الساحل الشرقى أقامت جامعة كارولينا الشمالية فى تشابل هيل مخيمًا لفترة وجيزة بالحرم الجامعى، قبل أن يتم إخبار الطلاب بأن خيامهم تتعارض مع اللوائح الجامعية.
وفى الغرب الأوسط، وصل حجم الاعتصام وسط حرم جامعة ميشيجان إلى نحو 40 خيمة، كما اعتقل 9 متظاهرين مناهضين للعدوان الإسرائيلي فى جامعة مينيسوتا بعد أن أزالت الشرطة مخيمًا أمام المكتبة، وعلى الساحل الغربى للبلاد اتخذ الطلاب فى جامعة كاليفورنيا من الحركة الاحتجاجية فى كولومبيا قدوة لهم، ونصبوا مخيمًا للاعتصام مكونًا من 30 خيمة، وأعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق حرمها الجامعى وطلبت من قسم شرطة لوس أنجلوس فض المظاهرة، كما ألقت الشرطة القبض على الطلاب.
وحاولت جامعة هارفارد فى ماساتشوستس أن تتفادى الاحتجاجات عن طريق إغلاق معظم بوابات ساحة هارفارد واقتصار الدخول إليها على من يحملون بطاقة هوية الجامعة، ونشرت لافتات تحذر من نصب الخيام فى الحرم الجامعى دون إذن.
وفى بروكلين بنيويورك، تجمع آلاف المتظاهرين حول لافتة كُتب عليها «أوقفوا تسليح إسرائيل» لينضموا إلى جماعتين مدافعتين عن السلام بقيادة يهود بنيويورك للمشاركة فى الاحتجاج، تزامنًا مع عيد الفصح.
مظاهرات الطلبة في معظم الجامعات الأمريكية أزعجت دولة الاحتلال الإسرائيلي ما دعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للتعليق عليها واصفا إياها بالمخزية.
وبينما اعتبر عدد من السياسيين الأمريكيين تصريحات نتنياهو تدخلا في الشأن الداخلي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا ترى في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول المظاهرات الداعمة لفلسطين في الجامعات الأمريكية تدخلا أجنبيا في السياسة الداخلية.
ورغم استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، سياسيا وعسكريا، إلا أن مظاهرات الطلبة فى الجامعات الأمريكية المناهضة للعدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، تؤكد تبدل المزاج العام للشباب الأمريكي، والنظر إلي إسرائيل كدولة استعمارية عنصرية، وهو ما يشير إلي إمكانية إحداث تغيير على المدى البعيد فى الرأى العام الأمريكى ثم فى السياسة الأمريكية تجاه دولة الاحتلال، وبخاصة مع تبدل الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل علي المستوى الشعبي.