و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

دفن الرهبان في دير الأنبا صموئيل المعترف بالمنيا

البابا تواضروس في صلاته على جثامين الرهبان الثلاثة: الحادث مؤلم ومفجع

موقع الصفحة الأولى

أقيمت اليوم الثلاثاء صلوات قداس تجنيز الرهبان الثلاثة الذين لقوا مصرعهم بفعل جريمة مدبرة في دير القديسين مرقس الرسول والأنبا صموئيل بجنوب إفريقيا وذلك فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ حيث صلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على الجثامين الصلوات الطقسية بحضور كل من الأنبا دانيال، سكرتير المجمع المقدس، والأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة، والأنبا بطرس سكرتير البابا والمعلم إبراهيم عياد، كبير مرنمى الكنيسة القبطية، والذى أحيا الصلوات الجنائزية مع فريق الكورال والشمامسة، وأسر الرهبان الثلاثة  الراهب تكلا الصموئيلى والراهب يسطس أفاماركوس والراهب مينا أفاماركوس.

 

وصول جثامين الرهبان الثلاثة

واستلم وفد ممثل عن البابا تواضروس صباح اليوم الجثامين بمطار القاهرة الجوي، عقب وصولها من جنوب إفريقيا برئاسة الأنبا سيداروس، الأسقف العام المكلف بالمهمة، تلتها صلاة قداس التجنيز بالكاتدرائية المرقسية بمعرفة البابا تواضروس الثاني، ثم انتقلوا بالجثامين لدفنهم بمثواهم الأخير بدير الأنبا صموئيل المعترف بجبل النقلون بمحافظة المنيا فى موكب مهيب.
وافتتح الأنبا دانيال، سكرتير المجمع المقدس، كلمة القداس، والتى جاء فيها أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني يودعون على رجاء القيامة الآباء الرهبان الشهداء، الراهب تكلا الصموئيلى والراهب يسطس أفاماركوس والراهب مينا أفاماركوس، وتقدم  المجمع المقدس لقداسة البابا بجزيل الشكر والمحبة لمتابعته و تواصله الدائم للأحداث  منذ بدايتها وحتى وصول الشهداء وترأسه الصلاة، كما تقدم بالعزاء للأنبا أنطونيوس، مرقس مطران جنوب إفريقيا، وكهنة وشعب الإيبارشية والأنبا باسيليوس، أسف ورئيس دير الأنبا صموئيل، كما تتقدم الكنيسة بالعزاء لكل الشعب القبطي والتي تخص أسر وعائلات الرهبان الشهداء.

 

كلمة البابا تواضروس

وتوجه البابا تواضروس بالشكر فى كلمته إلى كل الجهات الحكومية الوطنية التي ساهمت فى عودة الجثامين وكانت تتابع الحادث منذ بدايته، وعلى رأسهم، السفيرة سهى الجندى، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية الأسبق، الذى حرص على حضور العزاء، والجهات الأمنية بجنوب إفريقيا والخارجية المصرية، وعلى رأسها السفير سامح شكرى، وزير الخارجية، والسفير حاتم الألفى، والسفير أحمد الفاضلى، سفير مصر بجنوب إفريقيا، وجهاز المخابرات العامة، والأمن الوطنى،  ووزارة الطيران والصحة، ومدير أمن القاهرة، لمجهوداتهم.


وقال البابا تواضروس الثانى خلال كلمته: "نودع الآباء الرهبان الأحباء الثلاثه على رجاء القيامة فى هذه الأيام المقدسة من الصوم الكبير، أبونا تكلا وأبونا يسطس وأبونا مينا، وفى اليوم الذى نحتفل فيه بعيد الصليب المجيد، وعندما نقف أمام الموت هو الحقيقة الصادقة وكل ما فى الأرض هو زائل وكل ما نراه بعيوننا هو التراب، والموت فهو الحقيقة الوحيدة التى تنقل الإنسان من الأرض إلى السماء؛ نؤمن بالله ونحيا ونتحرك ونعلم أنه معطى الحياة وصاحبها وبادئها وناهيها ؛ فلا شىء يتم على الأرض دونه والسماح له ونحن أيضا نرضى بكل ما يصنعه الله لأنه ضابط الكل؛ يدير حياة الإنسان كلها وصاحب النعمه الإولى والأخيرة فى وجودنا على الأرض  لذلك صانع للخيرات وان كنا أحيانا لا نعرفه لكنه الله صانع الخيرات .


وأضاف البابا تواضروس: نحن نشكره على كل حال؛ عالمين أنه محب لكل البشر وأننا فى يمينه القوية وهو الذى يدير حياتنا بكل تفاصيلها ولكنه يسمح بهذا الانتقال والاستشهاد لكى يرسل لنا رسالة الإستعداد، فاستعد ايها الانسان لانك سوف تترك الأرض فى وقت ما؛ أما متى يأتى الوقت فالعلم عند الله ؛ فالموت هو انتقال من حياة الأرض للسماء لذلك هو إرتقاء ولكننا كثيرا نقف أمام احداث الموت ونتسائل عن السبب؟! فيرد الله ويقول: لست تفهم ما انا فاعله ولكنك يتفهم فيما بعد ؛ الموت انتهاء لكل أتعاب الأرض وارتفاع إلى السماء ويعطى للإنسان راحة ولذلك نقول" تنيح" معناها راحة سماوية ليست مثل راحة الأرض .

 

البابا تواضروس في وداع الرهبان

وتابع: عندما نودع الآباء الرهبان يكون وداع خاص ؛ فالراهب طالما دخل الدير إنما لسان حاله يقول" لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا" والراهب الذى إختار هذا الطريق مثل بولس الرسول لذلك فى رسامة الراهب تصلى عليه الكنيسة صلاة الراقدين لانه يترك العمل والعالم والأصحاب ويعيش فى الدير حياة سماوية لانه حسب من أهل السماء وليس الأرض ؛ فصاروا إلى السماء يحملون اكليل الرهبنة والشهادة لذلك نطوبهم ونتألم لأنهم قرايبنا وابائنا وأخواتنا لكننا نسعد بذهابهم للسماء بهذه الأكاليل لذلك لا يليق أن نصرخ لأنهم صعدوا إلى السماء ودخلوا إلى العرس والحوادث مؤلم ومفجع ولكننا نراهم مكللين فى السماء باكاليل نورانيه واستراحوا من اتعابهم .


وفى نهاية كلمته أكد البابا تواضروس: نثق أنهم سيرفعون صلوات من أجلنا هؤلاء الأحباء الذين استشهدوا بدير جنوب إفريقيا والذى تأسس عام ٢٠٠٧ على يد الأنبا أنطونيوس مرقس وتم تدشينه فى ٢٠١٤ بمشاركة لفيف من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والدير كان يقوم بخدمات عديدة لسكان المنطقة لكن الله اراد أن يشهر الدير بهذا الانتقال السريع الرهبان المباركين .
 

تم نسخ الرابط