التوقعات المرئية لأسئلة المصريين قبل الصيام
أشهر فتاوى رمضان.. أحكام «شطافة الحمام» وتقبيل الزوجة والسجائر وأحمر الشفايف
مع بداية شهر رمضان، يحرص المسلمون على تحرى الدقة فى أحكام العبادات الشرعية لاسيما أحكام الصيام ومبطلاته.
لكن تتكرر الأسئلة كل عام ويتكرر معها الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى المصحوب بالسخرية، فعادة ما تدور الأسئلة حول طلب الحكم الشرعى للصيام، مع استعمال "شطافة الحمام" واستخدام العطور والاستحمام فى نهار رمضان أواستخدام السواك وأحمر الشفايف وكحل العين، فضلا عن طلب الحكم الشرعى في مسائل تقبيل الزوجة فى نهار رمضان، والتدخين واستنشاق دخان السجائر
قبل بداية شهر رمضان نستعرض لكم أكثر الأسئلة تكرارا على دار الإفتاء والمشايخ، والإجابة عليها وفق الأحكام الشرعية.
أبرز الأسئلة المكرة يدور حول ما هى محظورات الصيام ومبطلاته؟
والإجابة عادة توصى الصائم بأن يمسك أعضاءه وجوارحه عن كل ما يغضب الله تعالى ويضيع الصوم كالغيبة والنميمة، والقيل والقال، والنظر إلى ما حرمه الله ، والخصام والشقاق، وقطع صلة الرحم، وغير ذلك من الأمور التى من شأنها ضياع ثواب الصوم؛ عملًا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» أخرجه النسائى وابن ماجه وأحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم. أو بعبارة أخرى أن يجتنب كل ما من شأنه أن يُذهب التقوى أو يضعفها؛ لأن الصيام شُرع لتحصيلها.
القطرة والبخاخ والكحل
أما مبطلات الصيام، فكل من أكل أو شرب متعمدًا فى نهار رمضان أفطر بإجماع العلماء، وعليه قضاء يوم فقط فى بعض المذاهب، وهو المفتى به، وقضاء يوم مع الكفارة فى بعض المذاهب، والكفارة صوم ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا أن لم يستطع الصوم، والجميع متفق على أن من أكل أو شرب عامدًا فى نهار رمضان مذنب وآثم لانتهاك حرمة الصوم.
أما من أكل أو شرب ناسيًا فإن صومه يبطل فى مذهب الإمام مالك، ويجب عليه إمساكُ بقية يومه وعليه القضاء فقط، أما عند غير مالك فإن الأكل أو الشرب ناسيًا لا يبطل الصوم وليس فيه قضاء وصيامه صحيح.
ومن مبطلات الصوم كذلك الحيض والنفاس والجماع عمدًا فى نهار رمضان، ومن يفعل ذلك فعليه القضاء والكفارة فى جميع المذاهب، ولكن هل الكفارة على الزوج والزوجة معًا؟ بعض المذاهب ترى ذلك، وبعضها ترى الكفارة على الزوج، أما الزوجة فعليها القضاء فقط، وإن كان الاثنان شريكين فى الإثم والمعصية.
ومن مبطلات الصوم: تعمد القيء، وكل ما يصل إلى الجوف من السوائل أو المواد الصلبة فهو مبطل للصوم وإن اشترط الحنفية والمالكية فى المواد الصلبة الاستقرار فى الجوف. والكحل إذا وُضِع نهارًا ووُجِد أثرُه أو طعمُه فى الحلق أبطل الصوم عند بعض الأئمة، وعند أبى حنيفة والشافعى رضى الله عنهما أن الكحل لا يفطر حتى لو وُضِع فى نهار رمضان، ويستدلان لمذهبهما بما رُوِى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان يكتحل فى رمضان.
كما يتكرر السؤال عن حكم استخدام قطرة العين والأذن والأنف فى أثناء الصيام، وتتلخص الإجابة بأن وَضْعُ النُّقَطِ فى الأنف أو الأذن أو استخدام بخاخ الأنف (ويُسمَّى عندهم الِاستِعَاط أو الإسعاط أو السعُوط) مُفسِدٌ للصوم إذا وَصَلَ شيءٌ من ذلك إلى الدماغ أو إلى الحلق، فإذا لَم يُجَاوِز شيءٌ من ذلك الخَيْشُومَ إلى الحلق فلا يفسد الصيام.
مدفع الإفطار أم الأذان
سؤال آخر حول الإفطار فى رمضان هل يكون على مدفع الإفطار أم بالأذان؟، مدفع الإفطار وأذان المغرب علامتان على غروب الشمس، والفطر للصائم يكون بغروب الشمس، فإذا غربت الشمس فقد أفطر الصائم، فلا يجوز الفطر قبل غروب الشمس حتى ولو أذن المؤذن خطأً للمغرب أو أطلق مدفع الإفطار خطأً قبل غروب الشمس، فالعبرة بغروب الشمس الذي يضبط المؤذن أو مطلق المدفع نفسه عليها.
يدور الجدل كل رمضان حول التدخين ويتكرر سؤال هل التدخين يبطل الصيام؟
والاجابة الأكثر تداولا تتلخص فى ان التدخين مع كونه عادةً سيئةً محرمةً شرعًا، وتضر بصحة الإنسان، فهو أيضًا مُفْسِدٌ للصوم، موجِبٌ للقضاء؛ لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف داخل الأنف وينزل إلى الصدر، فيكون جِرْمًا دخل جوفًا، فيحصل به الفطر.
أما السؤال عن حكم الشرع فى الحقنة الشرجية للصائم المريض
فيذهب معظم العلماء إلى أنها مفسدة للصوم إذا استُعمِلت مع العمد والاختيار ويمكن تقليد قول عند المالكية لمن ابتُلِى بالحقنة الشرجية فى الصوم ولم يكن له مجال فى تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار، ويكون صيامه حينئذٍ صحيحًا، ولا يجب القضاء عليه، وإن كان يستحب القضاء خروجًا من خلاف جمهور العلماء.
وهل حَقْن مريض السكر بحقنة أنسولين تحت الجلد أثناء الصيام يضُرُّ بالصيام؟، والاجابة لا، فصيام المَحْقُون بهذه الحقنة تحت الجلد أثناء الصيام صحيح؛ لأن المُضرَّ بالصيام إنما هو ما وصل عمدًا إلى الجوف المنفتح أصالةً انفتاحًا ظاهرًا محسوسًا، وانفتاح المسام والشعيرات الدموية والأوردة والشرايين بالحقن لا يُحَسُّ.
حكم صيام المرأة الحامل، أيضا أحد أكثر الأسئلة المطروحة فى رمضان، والإجابة دائما تتمحور حول، إذا خافت المرأة على نفسها، فعليها القضاء فقط، ولا فدية عليها، أما إذا كان خوفها على الجنين فقط، بحيث حذرها المختصون من ضرر الصوم على الجنين، فعليها القضاء والفدية: وهى إطعام مسكينٍ عن كل يومٍ مُدًّا مِن طعام، والمُدُّ ربع صاع، أى ربع ما يخرج فى زكاة الفطر من الحبوب أو التمر أو ما شابه مما يجزئ فى زكاة الفطر.
غير المحجبات فى رمضان
سؤال آخر يتكرر سنويا حول الحجاب والسفور فى رمضان، وهل يقبل الله صيام غير المحجبة؟، والإجابة المختصرة تتلخص فى ان، الزى الشرعى للمرأة المسلمة هو أمر فرضه الله تعالى عليها، وحرم عليها أن تُظهِر ما أمرها بستره عن الرجال الأجانب، والزى الشرعى هو ما كان ساترًا لكل جسمها ما عدا وجهها وكفيها؛ بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف.
والواجبات الشرعية المختلفة لا تنوب عن بعضها فى الأداء؛ فمن صلَّى مثلًا فإن ذلك ليس مسوِّغًا له أن يترك الصوم، ومن صَلَّتْ وصَامَتْ فإن ذلك لا يبرِّر لها ترك ارتداء الزى الشرعي.
والمسلمة التى تصلى وتصوم ولا تلتزم بالزِّى الذى أمرها الله تعالى به شرعًا هى محسنةٌ بصلاتها وصيامها، ولكنها مُسيئةٌ بتركها لحجابها الواجب عليها.
وهل يجوز للمرأة تناول العقاقير لمنع نزول الدورة الشهرية ليتسنَّى لها الصيام فى رمضان؟.. لا مانع شرعًا من استعمال العقاقير الطبية التى تمنع نزول الحيض إذا كان ذلك بمعرفة الطبيب ولا يترتب عليه ضررٌ بصحة المرأة، ومع ذلك فالخضوع لمراد الله بترك الأمر يجرى على ما قدَّره من حيضٍ ووجوبِ الإفطار بسببه أثوبُ لها وأعظمُ أجرًا.
أحمر الشفاه وزبدة الكاكاو
وما حكم استعمال الحقن والمحاليل وزبدة الكاكاو وأحمر الشفايف والكريمات والزيوت المرطبة ومحلول العدسات اللاصقة فى الصيام؟ والإجابة عادة بأن حكم الحقن والمحلول الملحى والجلوكوز والمانيتول أنها جميعًا لا تفسد الصوم؛ لعدم دخولها فى منفذٍ مفتوح؛ لأنها تدخل عن طريق الجلد، فهى كأنها تَشَرَّبَها الجِلدُ، ولا فرق بين أن يتشربها الجلد وبين حقنها
وأما حكم أحمر الشفايف زبدة الكاكاو فهى أيضًا فى حكم الادِّهان؛ لا تفسد الصوم ما لم تبتلع بل تشربتها الشفاه، وهو ما يسري على استعمال الكريمات والزيوت المرطبة والمغذية للجلد والشعر فى أثناء الصيام لا يفطر؛ لأنها لا تصل إلى الجسم من منفذٍ مفتوح.
وكذلك التقطير فى العين بدواءٍ أو محلولٍ لا يفسد الصوم وإن وجد الصائمُ طعمَ القطرة فى حلقه؛ لأن العين ليست منفذًا مفتوحًا على المختار فى الفتوى.
سؤال آخر يتردد سنويا ومع كل رمضان حول إفطار الصائم فى الجو، أثناء السفر بالطيارة، والاجابة بديهية لأن الصائم يفطر فى الجو عندما تغيب الشمس عنده وفى النقطة التى هو فيها، ولا يفطر بتوقيت بلده أو البلد التى يمر عليها، بل عند غروب الشمس بكامل قرصها فى عينه هو، فإذا شق عليه ذلك فليفطر؛ للمشقة الزائدة المركبة فى السفر، وليس لانتهاء اليوم.
فلو أفطر حينئذٍ فإنه يكون عليه أن يقضى يومًا مكان ما أفطر، وما يقوله قادة الطائرات من الإفطار على ميقات البلد الأصلى أو البلد الحالى دون مراعاة غياب الشمس أمامهم غير صحيح شرعًا.
وهناك حالة تغيب فيها الشمس، ثم تخرج مرة أخرى من جهة المغرب لسرعة الطائرة، وهنا يُفطِر الصائم ولا يلتفت لردِّها وعودتها.
شطاف الحمام فى رمضان
ومن اكثر الأسئلة تداولا ومثارا للسخرية، ياتى سؤال حول استعمال شطاف الحمام فى نهار رمضان والإجابة علية جاءت من دار الإفتاء، لتؤكد مرارا إن استعمال الإنسان شطاف الحمام وهو صائم، ودخول الماء إلى فتحة الشرج؛ لا يؤثر على صيامه وصيامه صحيح.
ما الحكم فيمن صام رمضان ولكنه لا يصلي؟، الإجابة من صام وهو لا يصلى صومه صحيح يسقط عنه الفرض؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة ومرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، وعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّى أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلي.
سؤال حول نوم الصائم أكثر اليوم فى نهار رمضان؛ وهل يبطل صومه؟
الإجابة تتلخص فى أن النوم أكثر النهار فى رمضان لا يبطل الصوم، بل لو نام الصائم النهار كله فصومه صحيح، إلا أنه يكون قد فوت على نفسه فضل الصلاة فى مواقيتها وكذلك فضل الذكر والتسبيح وذلك فى كل المذاهب حتى المذهب المالكى الذى يعتبر الإكثار من النوم فى نهار رمضان من المكروهات؛ لأن ثواب الصائم على قدر مشقته فى الصوم؛ لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم للسيدة عائشة رضى الله عنها: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» رواه الحاكم فى "المستدرك".
كما يتكرر سؤال حول حكم الجلوس فى العمل بجوار الزملاء وهم يدخنون، فى نهار رمضان، ويجيب عادة المشايخ بأن شم الرائحة المنتشرة فى الهواء لا يفطر الصائم؛ لعدم وصولها إلى الحلق عمدًا، ولمشقة الاحتراز..
حكم الحجامة ونقل الدم أثناء الصوم، سؤال يتكرر كل رمضان أيضا، والإجابة تتلخص فى ان جمهور الفقهاء أجمعوا على أن الحجامة لا تُفسِد الصوم؛ لأن الفطر مما دخل لا مما خرج، وهذا ضابط أغلبي، ومثلُ الحجامة فى الحكم نقل الدم؛ فإنه لا يؤثِّر على صحة الصوم، لكن بشرط أن يأمن الصائم على نفسه الضعف.
وحول الصوم فى شدة الحر وثوابه يتكرر السؤال بصيغ مختلفة وتكون الاجابة، أن أجر الصيام عظيم، وهو فى شدة الحر يكون أعظم.
تقبيل الزوج لزوجته
هل البلغم يفطر الصائم؟، وهل بلعه يبطل الصلاة؟ والاجابة، بلع البلغم أثناء الصيام لا يفطر إلا إذا أخرجه الصائم ثم ابتلعه فإنه يكون مفطرًا.
سؤال آخر يتكرر سنويا حول حكم تقبيل الزوج لزوجته فى نهار رمضان؟
والاجابة هى أن تقبيل الزوجة بقصد اللذة مكروهٌ للصائم عند جمهور الفقهاء؛ لِمَا قد يجر إليه من فساد الصوم، وتكون القبلة حرامًا أن غلب على ظنه أنه يُنْزِل بها، ولا يُكرَه التقبيل أن كان بغير قصد اللذة؛ كقصد الرحمة أو الوداع إلا أن كان الصائم لا يملك نفسه، فإن ملك نفسه فلا حرج عليه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِى اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ" أخرجه مسلم فى "صحيحه".
وعن حكم استعمال معجون الأسنان والسواك للصائم؟ فالإجابة دائما تكون، بانه لا مانع شرعًا من ذلك، مع استحباب أن يمسك عنه من وقت الظهر حتى يفطر.