وباء الشذوذ
الكنيسة القبطية تحبط قنبلة الفاتيكان بمباركة زواج المثليين
لازالت اثار تداعيات تصريحات البابا فرانسيس " بابا الفاتيكان" أو بابا روما كما يطلقون عليه فى ذاكرة الرأى العام الجمعى ومحل إهتمام ودراسة الطوائف المسيحية الثلاثه الرسمية الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والتى كانت بمثابة صدمة وقنبلة موقوته خلفت وراءها إنفجارات فكرية متعدده لدى العوام قبل العلماء وتتنافى مع قيم ومبادىء المجتمع الشرقى وتخالف الفطرة الإنسانيه.
وأضحت تصريحاته مؤخرا بمباركة زواج " المثليين جنسياً" والمنتشرين فى دول أوروبا وأمريكا تشكل لغماً يهدد عرش إمبراطورية بابا الفاتيكان الذى يعتبر رئيس دولة ويمثل منصبا سياسياً بجانب مكانته الدينية على حد سواء والتى فسرها بعد ذلك عندما أنتفض الغاضبين رفضا لها بكونها وسيلة لإحتواء تلك الفئة وعدم منعهم من دخول الكنيسة أو إغلاق الأبواب فى وجوههم ،الا أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كان لها موقفا حاسما وأصدرت بيان شامل بأجماع آراء المجمع المقدس والبابا تواضروس الثاني " بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" .
وجاء نص البيان الذى حصلت " الصفحة الأولى " على نسخة منه كالتالى :
خلق الله الإنسان متميزا فريدًا، إذ يقول الكتاب المقدس عن خلقة الإنسان "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" ( تك ١ (٢٦)، أي أن الله أراد من البدء أن يكون الإنسان على صورته في القداسة والبر والحرية "فَخَلَقَ اللهُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ، عَلَى صُورَةِ اللَّهِ خَلَقَهُ ذكرًا وَانْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ أَحْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامَلأوا الأرض" (تك ۱: ۲۷، ۲۸).
هذا هو إيمان الكنيسة أن الله خلق الإنسان في القداسة ذكراً وأنثى وربطهما برباط الزواج المقدس لأنه إله قدوس، لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (تك ٢: ٢٤).
واستمرت دعوة الله للإنسان أن يحيا في القداسة (١ تس ٣:٤ - ٥) و(عب ١٤:١٢) واتس ٧:٤) أعطى الله الإنسان حرية الإرادة بهدف أن يحيا وفق مشيئته المقدسة وأن يحيا حسب التصميم الإلهي الذي وضعه الله للزواج: ذكرا يرتبط بانثي.
عقوبة المثليين فى الكنيسة
وأضاف البيان إن من يعاني من ميول مثلية ويضبط نفسه عن السلوكيات الجنسية يُحسب له جهاده، وتتبقى له حروب الفكر والنظر والانجذابات شأنه شأن الغيريين، أما من يسقط بالفعل في سلوكيات جنسية مثلية، فشأنه شأن الغيري الذي يسقط في خطية الزنا، يحتاج إلى توبة حقيقية. وكلاهما يحتاج إلى المتابعة الروحية والنفسية التي أثبتت فاعليتها مع الميول المثلية غير المرغوبة، أما من اختار أن يتصالح مع ميوله المثلية تاركا نفسه للممارسات الجنسية المثلية، رافضًا العلاج الروحي والنفسي، واختار بإرادته الحرة كسر وصية الله، يصبح حاله أردأ ممن يحيا في الزنا، لذا يجب أن يُنذَر ويُمنع من الشركة لحين تقديم توبة.
وحيث أن الكنيسة تؤمن بأن الكتاب المقدس بعهديه هو كلمة الحق الصالحة في كل العصور، وهو يدين ويحذر وينهي عن الممارسات الجنسية بين اثنين من نفس الجنس، فمثلاً يقول القديس بولس: لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيُّ بِالَّذِي عَلَى خِلَافِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذَلِكَ النُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الْأُنْثَى الطَّبِيعِيُّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضِ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورِ،وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلَالِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ أَسْلَمَهُمُ اللَّهُ إِلَى ذِهْنِ مَرْقُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لَا يليق" (رو ۱ (۲۶ (۲۸) ، وكذلك تتحدث شواهد أخرى مثل:
(1كو (٦: (۹ - (۱۰)، (لا) ۱۸ : ۲۲)، (لا ۱۳:۲۰).
وعلى هذا ترفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما يسمى بالانحراف الجنسي في مفهومه العام الشامل كل أنواع ممارسة الجنس خارج الإطار المقدس في الزواج. وترفض بشكل قاطع التذرع بفكرة اختلاف الثقافات لتبرير العلاقات المثلية تحت مسميات الحرية المطلقة للإنسان التي تسبب تدميراً للإنسانية، فالكنيسة إذ تؤكد على إيمانها الكامل بحقوق الإنسان وحريته، تؤكد أيضًا أن حرية المخلوق ليست مطلقة إلى حد التعدي وكسر شرائع الخالق.
وأكدت الكنيسة فى البيان على تمسكها بدورها الرعوي في مساعدة أبنائها ممن يعانون من الميول المثلية، وكذلك على عدم رفضها لهم أو لتقديم دعمها ومساندتها لهم وصولاً إلى الشفاء النفسي والروحي، واضعة
ثقتها في مسيحها القدوس القادر أن يشفي ويغير وينمي باكثر جدا مما نطلب أو نفتكر.
موقف الكتاب المقدس من المثلية
و من جانبه قال الدكتور عادل فوزى" أستاذ العهد القديم بمعهد الأرشيدياكون حبيب جرجس" أن الإعتراف بزواج المثليين هو أمرا محرما فى الكتاب المقدس منذ أن إستلم موسى النبى الوصايا العشر ة والشريعة اليهودية فى العهد القديم ؛ ويذكر فى سفر اللاويين أصحاح ١٨ عدد٢٢ " ولا تضاجع ذكرا مضاجعة إمرآة أنه رجس ولا تجعل من بهيمة مضجعك فتتنجس بها ولا تقف إمرأة أمام بهيمة ذلك لأنه فاحشه" وفى سفر تث إصحاح ٢٢عدد٥ وتمنع الايه حتى التشبه بالنساء فى الملابس والأزياء وفى العهد الجديد رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح الثانى ركز على تلك النقطه لإنها كانت منتشرة بين الشعوب الوثنيه وهو يريدها الا تنتقل إلى المسيحية ففى " الأصحاح الأول عدد٢٢" تحمل تحذير واضح من العلاقات المثلية .
وأضاف أنه فى رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس إصحاح ٦ عدد٩ يؤكد رفض المثليه وغير ذلك إجماع آباء الكنيسة الأولين مثل القديسين ترتليانوس و كبريانوس واندروسيوس ويوحنا ذهبى الفن وتوما الأفقينى وأيضا المصلح الحديث مارتن لوثر ونذكر أباطرة كان لهم مواقف قوية ضد هذه النوعية من العلاقات مثل الأمبرأطور ثيؤدسيوس الأول الملقب بالكبير والذى كان أرثوذكسى الأصل .
وأكد فوزى أن من وافقوا على إباحة المثلية الجنسية يمثلون التيار الليبرالى الذى ليس له علاقة بالثوابت ولا الكتاب المقدس ممن يؤمنون بالحرية المطلقة الكاملة بينما أن الإنسان فى القيامة لن يحاسب على حريته الليبرالية أو العلمانية وإنما مدى تطبيقه لوصايا الكتاب المقدس .
أسباب المثلية
وعن أسباب المثلية الجنسية أكد الدكتور القمص بيشوى نبيل " أستاذ علم النفس بالكلية الإكليركية" أن المثليه الجنسية ليست لها سببا واحدا لكنها تحدث نتيجة تكامل بعض الأسباب والميول التى تولد نتيجة إنخراف نفسي ناتج عن إحتياج إلى المشاعر والحنان وبالأخص مع الشخصيات الأكثر حساسية ؛ حيث يتمتع الطفل بحب والده " حب مثلى" أى من نفس نوعه كما يتمتع بحب والدته " حب غيرى" أى حب دون جنسه ولكن حينما يحدث قسوة شديدة من الاب أو غياب ناتج عن سفر أو وفاة ينتج جوع عاطفى للحب المثلى ؛ فهناك إحتياج فطرى للحب الأبوى والحنان الذكورة ؛ فيلجأ للإتحاد بالحب الغيرة " والدته" وهناك قاعدة مهم تقول إن الإنتماء عكس الإنجذاب بمعنى إن الولد ينتمى إلى عالم الإناث فيلاحظ تغيير فى إسلوب كلامه وملابسه والعابه وإصحابه ويلاحظ التساقه بالمجتمع الانثوى وغير مرتاح للمجتمع الذكورى لكنه فى نفس الوقت ينجذب اليهحسب القاعدة بأن الإنتماء عكس الإنجذاب.
وأضاف القمص بيشوى أن الطفل يتولد لديه الميل للمثلية الذى يصاحبه حتى سن متأخرة ويأتى بشخص آخر يعوضه عن الحب الذكورى ولكن فى صورة جنس ويمكن تلخيص كل ذلك فى الإحتياج الى الحب المثلى " نفس الجنس" + شخصية حساسة يؤدى إلى ظهور ميل للمثلية ويعتبر مرض وليس طبيعة ويؤدى بدوره إلى سلوك منحرف كنوع من التعويض الخاطىء والكنيسة تعتبره" خطيئة" .
وعن العلاج أستاذ علم النفس بالكلية الإكليركية أنه كلما كان مبكرا كان أفضل سواء من قبل الشاب أو الفتاة مع التصالح مع النفس والقدرة على التنفيس عن المشاعر السلبية المكبوته وعلاقة الشخص الإيمانية مع الله التى تساعد فى التوبه حال حدوث تلك الخطيئة .
وإستطرد قائلا: نحن نحب المثليين ونرفض المثلية ويجب إحتوائهم بالحب وليس رفضهم ؛ فالله لا يشاء موت الخاطىء مثلما يرجع ويحيا والكنيسة تعتبر ممارسة المثلية خطيئة مثل اى خطيئة أخرى ويوجد دور للأسرة والاب فى تعويض ذلك التقصير بالإحتواء من جديد مع قطع العلاقات مع الأشخاص الذين كان يمارس معهم تلك العلاقات المحرمة وتحسين العلاقة مع دوائر نفس جنسه لحين الشعور بالإنتماء من جديد حتى يشعر بالتعامل الطبيعى دون الميل الخاطىء والإستعانة بفريق دعم نفسى لحين عبور تلك الأزمة فكثير من الذين سقطوا عادوا وتابوا وأصبحوا أسوياء.
السبب فى العادات والتقاليد
وحول علاقة الجينات الوراثية بالمثلية الجنسية؛ نفت نيفين عفت " أخصائى علم النفس الأكلينيكى" الأمر تماما وأرجعت الأسباب الأساسية إلى الجهل وعدم توعية الأطفال بما يعرف ب" الثقافة الجنسية" خلال فترة نشأتهم أو تعرض الطفل للتحرش الجنسى نتيجة لعدم وعيهم أو ضعف الشخصية .
وأضافت أن بعض العادات والتقاليد القديمة تساهم فى إيقاذ وتعزيز هذه الرغبات مثل جعل الطفل يرتدى ملابس نسائية خوفا من الحسد عندما يكون ولدا وحيدا أو ولدا بين بنات مما يؤدى إلى الميوعة ويفقده الهوية الأصلية له.