جدل في الصحافة الإسرائيلية حول التوقيت
سر إعلان مصر وثائق جديدة لحرب اكتوبر وهزيمة الاسرائيلين
لأول مرة وبعد مرور أكثر من 50 عاما على حرب السادس من أكتوبر، نشرت مصر وثائق جديدة وبخط يد قادة الجيش المصري عن الحرب.
ونشرت وزارة الدفاع، على موقعها الرسمي وثائق نادرة عن حرب أكتوبر 1973، بخط يد قادة الجيش، تضمنت خطط الاستعداد للحرب وإدارتها، والعبور وتصفية الثغرة وتحطيم الساتر الترابي، والتخطيط الاستراتيجي العسكري للحرب بمراحلها المختلفة حتى وقف إطلاق النار.
وشدد الموقع الرسمي لوزارة الدفاع على أن الإعلام المصري خرج إلى نطاق التأثير الإقليمي والدولي وتوجه نشاطه لكشف النوايا الإسرائيلية، والتحم بالأحداث العربية والعالمية، واكتسب الإعلام ثقة المواطن والشعب المصري بمصداقيته خاصهة أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 رغم أنه لم يتمكن من تغطيتها مباشرة بسبب حرص القيادة المصرية على تحقيق السرية وعدم كشف نية الهجوم يوم السادس من أكتوبر.
عبقرية التخطيط المصري
وتضمنت الوثائق كيفية تصفية ثغرة الدفروسوار ممثلة في الخطة شامل، وشامل المعدلة، بالإضافة لفض الاشتباك، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وكذلك بعض مذكرات القادة.
وأكدت وزارة الدفاع أن التخطيط الاستراتيجي العسكري المصري لحرب أكتوبر يرقى إلى أعلى درجات الفكر العسكري العالمي، حيث شمل التوجيه السياسي العسكري للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وإعداد فكر الاستخدام للقوات المسلحة، وقرار القائد العام وإعداد خطط العمليات والخطط التكميلية وتنظيم التعاون الاستراتيجي والإشراف والمراجعة واختبار التخطيط، بما يؤكد قدرة القوات المسلحة على تنفيذ المهام المخططة.
ورصدت الوثائق دور الإعلام المصري خاصة العسكري في مجال الإعداد والتخطيط للحرب ودوره في إحداث التأثير الإقليمي والدولي وتوجيه نشاطه لكشف النوايا الإسرائيلية.
وذكر الموقع مقولة الرئيس الراحل أنور السادات، “إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر 1973، حيث تمكنت قواتنا من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع واقتحام الضفة الشرقية للقناة وصد وتدمير ضربات العدو وهجماته المضادة وتدميرها والتطوير شرقاً وهدم نظرية الأمن الإسرائيلى وبتر ذراعه الطولى وإدارة أعمال القتال شرق وغرب القناة وحتى إيقاف إطلاق النيران وإجراء مباحثات فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الشرق”.
جدل في تل أبيب
ويعتبر الإفراج عن وثائق حرب أكتوبر وبعد مرور أكثر من 50 عاما عليها، وفي توقيت العدوان الاسرائيلي علي قطاع غزة الفلسطيني والتهديد باجتياح رفح، بمثابة رسالة تذكير بالتاريخ المصري وقدرة الجيش على هزيمة اسرائيل مرة أخري.
توقيت الإفراج عن الوثائق، كذلك يؤكد لليمين الاسرائيلي المتطرف أن مصر دولة قوية ولديها جيش رشيد ومقاتلون أكفاء وقادة عظام، وتتعامل مع الأحداث والمواقف حولها بقوة وثبات وثقل يتناسب مع كونها دولة ذات تأثير إقليمي ودولي، كما أنها تؤكد أن مصر قادرة وفي كل وقت على حماية أمنها القومي وسيادتها وحدودها.
وأثار نشر الوثائق جدلا واسعا داخل تل أبيب، حيث قالت هيئة البث العبرية تحت عنوان "مستندات نادرة وسرية في توقيت حساس" أن النشر جاء في سياق التوتر بين مصر وإسرائيل حول رفح، حيث قررت القاهرة نشر سلسلة نادرة وسرية من وثائق حرب أكتوبر، وثائق تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي للحرب، والخداع، والعمليات المختلفة وغيرها.
أما صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، فتقول: في الأيام الحالية، أثناء حرب السيوف الحديدية في قطاع غزة، تنشر وزارة الدفاع المصرية وثائق نادرة من حرب أكتوبر 1973 تتعلق بأسرار الحرب.
وتطرقت الصحيفة العبرية في تغطيتها إلى تقسيم هذه الوثائق إلى عدة فئات، بينها التخطيط الاستراتيجي العسكري لحرب أكتوبر، وخطط إدارة الحرب في مراحلها حتى وقف إطلاق النار، ووثائق تتعلق بالاتصالات المصرية في الحرب، والهيئات الدولية ودورها، ووثائق تحتوي على تعليقات مختلفة من القادة المصريين، معلقة على عبارة “سري جدًا وشخصي” التي عنونت العديد من الوثائق التي تم الكشف عنها، والتي أصبحت متاحة للعامة الآن.
موقع حريديم العبري، تناول أيضا، تفاصيل الوثائق السرية التي كشفت عنها وزارة الدفاع المصرية للمرة الأولى، مشيرًا إلى توقيت نشر هذه الوثائق في الصراع في غزة والتوتر في العلاقات بين إسرائيل ومصر.
كما تناول الموقع العبري أيضًا تصريحات كبار الخبراء الاستراتيجيين حول نشر وثائق حرب أكتوبر، وهو ما أشارت إليه أيضًا القناة السابعة العبرية في تغطيتها لنشر الوثائق.