أغرب الطقوس الرمضانية
ليالى رمضان بين حرب البيض المسلوق في باكستان وتوديع الطعام بلبنان
مع ثبوت رؤية هلال رمضان والإعلان عنه رسميا في بث مباشر من دار الإفتاء المصرية، يتحول الشارع المصري إلى احتفالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تختلط فيها الروحانيات مع الطقوس الرمضانية المتعارف عليها في رمضان، فتنشط حركة الناس في الأسواق ليستكملوا شراء المستلزمات الأخيرة من أجل مائدة السحور والفطور.
ويتحرك المصريون في الشوارع المزينة بالفوانيس الملونة وأوراق الزينة، ويبدأ الأطفال حمل الفوانيس والتجول في الشوارع مرددين الأغانى الفلكولورية والمصرية القديمة المرحبة بقدوم الشهر، وأشهرها "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو، ووحوي يا وحوي"، مع انطلاق الألعاب النارية .
ابتهالات فى فلسطين
لا تختلف فلسطين في أجوائها كثيرا عن مصر التي يحتفل أهلها بإشعال الفوانيس، فبعد الإعلان عن دخول شهر رمضان، يبدأ الفلسطينيون في الاحتفال، حيث تصدح المساجد بالدعاء والابتهالات معلنة الصيام، ويتجه المسلمون إلى المساجد ليؤدوا صلاة التراويح، ويخرج الأطفال حاملين الفوانيس التي تعد من التقاليد القديمة التي ما زالت حتى اللحظة، حيث يحرص الأهالي على إدخال البهجة على نفوس أطفالهم من خلال شراء الفوانيس لهم، ومن لم يستطع شراءها إما يقوم بعمل فانوس بسيط له أو يكتفي الأطفال بالخروج للإعلان عن رمضان بصيحاتهم وفرحهم وضحكهم العالي بقدوم الشهر الفضيل
الغلمان في السعودية
الامر لا يختلف كثيرا في كل الدول الإسلامية، فعقب أذان مغرب اليوم الأخير من شعبان، يجتمع أهل المملكة العربية السعودية منتظرين إعلان مجلس القضاء الأعلى يثوت الرؤية وبداية الصوم ودخول شهر الخير والبركة والغفران والعتق من النيران، وما إن يسمع الغلمان الخبر، حتى يخرجوا جماعات وبيدهم الدفوف وهم يغردون بعبارات فلكلورية معروفة لديهم مثل: "جاكم رمضان بالفرحة، جاكم رمضان بالبهجة، جاكم رمضان يا مرحى لهذا الشهر اللي جاي"، وسط فرحة الجميع بالشوارع والمنازل.
ودع الأكل في لبنان
تعتبر لبنان أشهر بلاد الشام التي تحتفظ بطقوس خاصة ليلة الرؤية، فقد اعتاد اللبنانيون على تسمية ليلة رؤية هلال رمضان بـ "سيبانة رمضان"، وفيها يتفق الأقارب والجيران على القيام بنزهة على شواطئ لبنان المختلفة بعد صلاة العشاء، ويخصصون هذه الليلة لتناول الأطايب والمآكل في هذا اليوم الأخير من شهر شعبان، ويمضون سهرة طويلة، يرددون خلالها عبارة ودّع الاكل، ما توفر شي، بكرا بتندم"، وسط حالة احتفالية وسباق في تناول المأكولات.
وكانت تسمّى استبانة بمعنى تبيان حقيقة حلول شهر الصوم، إلا أن أهالي بيروت حرّفوا الكلمة مع مرور الزمن إلى "سيبانة" تسهيلاً للفظها.
زغاريد في تركيا
لهذه الليلة فرحة خاصة لدى الأتراك، فبعد إعلان ثبوت الرؤية تنطلق الزغاريد من البيوت خاصة العريقة منها أو التي مازالت تضم الأجيال الكبيرة كالجد والجدة ليعبّروا عن هذه الفرحة، وتفوح من البيوت روائح المسك والعنبر وماء الورد، فقد جرت العادة على نثْر هذه العطور الطبيعية على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل.
في هذه الليلة أيضا يمكنك أن تلاحظ بوضوح ظاهرة إنارة مآذن الجوامع المنتشرة في تركيا، منذ إعلان ميلاد هلال رمضان عند صلاة المغرب وحتى الصباح الباكر، وتستمر حتى نهاية الشهر.
ومظهر إنارة المآذن يسمى عند الأتراك بـ "محيا" وهو المظهر المعبر عن الفرحة والبهجة بحلول الشهر المبارك، حيث يتم إنارة حوالي 77 ألف مسجد في تركيا بدءا من ليلة الرؤية.
ومن العادات الطريفة أن المسلمين في الدول الإسكندنافية يصومون بتوقيت دولة أخرى يختارونها، لأن الشمس لا تغيب أكثر من ساعة، وهذا العام وصل عدد ساعات الصيام في فنلندا إلى 23 ساعة وخمس دقائق، لتحتل المرتبة الأولى في أطول ساعات صيام عالميا ومثلها النرويج والسويد.
أما في إندونيسيا فإنه مع الإعلان عن حلول الشهر الكريم، يبدأ قرع الطبول الضخمة المعروفة باسم “البدوق”، كما يحصل الطلبة والتلاميذ تلقائيا على عطلة قسرية لمدة أسبوع كامل.
حرب البيض المسلوق
وتزداد العادات غرابة في باكستان، فأهالي مدينة بيشاور يقيمون أعراسا للأطفال الذين يصومون لأول مرة لتشجيعهم على الصوم، كما يخوض الباكستانيون حرب "البيض المسلوق" وهي مسابقة تستمر على مدار الشهر الكريم .
ولعبة "حرب البيض المسلوق" تبدأ في المساء بعد الافطار وتنتهي عند موعد السحور، وتعتمد قوانين اللعبة على إمساك أحد المتسابقين الشباب ببيضة مسلوقة، ويضرب بها الأخرى التي في يد خصمه بهدف كسرها، وبهذا يصبح فائزًا ويتأهل للمرحلة التالية.
العادات في أفريقيا لا تقل غرابة عنها في آسيا، وأغربها تحدث خلال اليوم الأول والليلة الأولى من رمضان في جزر القمر، فالأهالي يتوجهون إلى السواحل ويقرعون الطبول، وفي الليل يحملون المشاعل، وتستمر السهرة حتى وقت السحور.
ومن عادات المسلمين في الكاميرون أنهم يتركون أبواب منازلهم مفتوحة وقت الإفطار لتمكين أي شخص من الدخول ومشاركتهم الطعام.
أما الرجال في موريتانيا يستبقون قدوم شهر الصوم بحلاقة الشعر على الصفر، لكي يبدأ بالنمو مع بداية شهر الصوم ويسمون ذلك "زغب رمضان"، كما يقرأون القرآن الكريم كاملا في يوم واحد.