القضية 140 لسنة 2014
الوزير المفوض التركى نفى للنيابة العامة علاقة الضابط باى تكليف استخباراتى من انقرة
مع قدوم عام 2016 كانت حرب الارهاب لا تزال حربا ضروس . لم تكن وقتها قد انحسرت الى سيناء تاركة خلفها اثارا فى نفوس شعب لم يثبت تاريخا انه يهزم.
كان المصريون يستيقظون على راس كل ساعة بخبر عملية ارهابية بعبوة ناسفة او سيارة مفخخة او انتحارى تستهدف اماكن رسمية وبخاصة داخل القاهرة الكبرى.
وفى يوم الذكرى السادسة لثورة 25 يناير كان مطار القاهرة يستقبل ضابط شرطة تركى كان ضمن ركاب الطائرة القادمة من روما بعد ان ثضى 12 ساعة ترانزيت فور غنتهاء المرحلة الاولى من رحلته التى بدات من اسطنبول يوم 24 يناير بعد حصوله على تاشيرة دخول مصر كسائح وانتهت بمطار القاهرة الدولى يوم 25 يناير 2016.
وفور انتهاء اجراءات دخوله عابرا كافة بوابات التفتيش المعتادة بالمطار استقل اتوبيس نقل عام الى ميدان التحرير قاصدا مقر اقامته باحد الفنادق يشارع الفلكى تقاطع محمد محمود … لتبدا رحلة ضابط الشرطة التركى الذى اتهم بعد 48 ساعة من قدومة بالتجسس القبض عليه متلبسا بتصوير سيارات الشرطة بشارع الهرم من داخل سيارة هيئة دبلوماسية تابعة للسفارة التركية بالقاهرة.
مستندات القضية
موقع " الصفحة الاولى " حصل على كافة الوثائق التى تكشف تفاصيل القبض والتحقيق مع ضابط الشرطة التركى المتهم بالتخابر والتجسس بدائرة قسم العمرانية بالجيزة.
الساعة العاشرة مساءاً كان هناك سياراتان شرطة تابعتان لقوة تأمين المناطق السياحية والاثرية تجوبان الطريق مسحاً لمراقبة الحالة الامنية بالشارع .. فجأة لاحظ أمين شرطة قيام شخص داخل سيارة مرسيدس وبيده كاميرا صغيرة جداً يقوم بتصوير سيارات الطواف الامن وعلى الفور قام بإخطار الضابط الذى قام على الفور بالتوجه الى السيارة المرسيدس ويوقفها ويطرق الزجاج أكثر من مرة الى ان ارتبكب الثلاثة الموجودين داخل السيارة وفور طلب الضابط الكامبرا التى كان يمسكها الشخص اسرع بالقاءها بارضية السيارة.
لم يرهب الضابط كون السيارة هيئة دبلوماسية او كون اثنين من مستقليها يحملون حصانة دبلوماسية او ان المشتبه فيه ضابط تركى .. وعلى الفور قام باقتياده الى قسم العمرانية وحرر محضر رسمى بالواقعة حمل رقم 736 إدارى قسم العمرانية.
كشفت أوراق التحقيقات أن الضابط التركى يدعى صلاح الدين اتوسو مواليد 1983 يحمل جواز سفر سارى حتى يوليو 2018 برقم S1221799 ويعمل مصور بجانب عمله ضابط شرطة وكان معه فى السيارة ملحقان دبلوماسيان بالسفارة التركية بمصر الاول يدعى مصطفى كمال قول والثانى مراد شفنشت.
وبمناقشته ذكر أنه عضو فى نادى التصوير وحضر للقاهرة للتعرف على المناطق السياحية والاثرية ورتب الزيارة مع صديق شقيقه مصطفى كمال الذى يعمل دبلوماسي بالسفارة التركية بمصر ويسكن فى منطقة الرحاب.
وقام بحجز رحلة الطيران والفندق من خلال موقع بوكنج واختار فندق " سسليا بوسط البلد وذكر ان مدة رحلته كانت لمدة 10 ايام ونفى تعمد تصوير سيارات الشرطة وان الامر كان بمحض الصدفة.
الضابط أمام النيابة العامة
وبعرض الضابط على نيابة الاحداث الطارئة بجلسة تحقيق فى 28 يناير لم يغير الضابط التركى أقواله وتبين ان الكاميرا ماركة Gopro – Hero وبفحص الكاميرا تبين احتواها على صور من خان الخليلى والاهرامات وذكر انه كان يقوم بضبط عدسة الكاميرا اثناء القبض عليه والاشتباه فى قيامه بتصوير سيارات الشرطة.
وصدر قرار النيابة الاول بحبسه 4 ايام على ذمة التحقيق مع طلب تحريات الامن الوطنى على الواقعة.
وفى اليوم التالى فتح تحقيق أخر و نتج عن استحوابه انه حاصل على كلية ادارة اعمال واقتصاد والتحق بالشرطة فى 22 يونيو 2004 ويعمل فى مستشفى حكومى بمحافظة قرفة – مدينة سيفرل و تنحصر مهمته فى تلقى بلاغات الحوادث واخطار أقسام الشرطة بها فى تركيا.
وأكد ان مصر اول دولة عربية يزورها فى المنطقة العربية ولم يسبق له الخروج من تركيا الى اى دولة سوى المانيا وقام بالسفر اليها مستقلاً سيارة مع صديقة ماراً على اليونان والبانيا والمجر وكوسوفا والنمسا.
وأضاف فى التحقيقات انه يهوى التصوير وخاصة الاماكن الاثرية وقام بشراء هذه الكاميرا منذ 4 شهور فقط وانه كان ينوى قضاء 10 ايام بمصر منهم 5 بالقاهرة و 3 ايام بالاقصر و يوم واحد بالاسكندرية.
وعن الاماكن التى قام بزيارتها بالفعل اكد انه زار الازهر الشريف والمنطقة التى خلفه و مسجد الحسين والمسجد الذى قام ببناءه على يد الباشا التركى.
وبسواله عن هاتفه المحمول اكد انه لا يوجد معه هاتف وقام مرة واحده بالاتصال باسرته من خلال تليفون صديقه مصطفى كمال الدبلوماسى بالسفارة والذى قابله صباح يوم الواقعه داخل السفارة التركية قبل ان يقوم بزيارة الكنائي بمنطقة مصر القديمة.
وأشار انه كان يستخدم التاكسى كوسيلة مواصلات واستقل المترو مرة واحدة اثناء ذهابه الى منطقة مصر القديمة زاستقل الاتوبيس من المطار الى ميدان التحرير .
القائم بأعمال السفير التركى أمام النيابة
وبنهاية التحقيق مع الضابط التركى حضر الى مقر النيابة القائم باعمال سفارة دولة تركيا بالقاهرة رضا جوخاى – الوزير المفوض بالبعثة الدبلوماسية بسفارة تركيا بالقاهرة وذكر ممثل السفارة انه حضر مع المواطن التركى صلاح الدين للاستسفار عن وضعه القانونى بعد مضى 3 أيام نت القبض عليه مشيراً ان السفارة المصرية بانقرا لديها علم بالموضوع الذى لا يريد ان يطول امره اكثر من ذلك.
واذا كان هذا المواطن ارتكب مخالفات قانونية فى مصر فلابد ان يعاد التحقيق معه فى تركيا مرة أخرى لان الوضع السياسى بين مصر وتركيا متوتر جداً وانه يرفض اى افعال من شانها زيادة التوتر بين البلدين.
ونفى الوزير المفوض التركى ان يكون هذا المواطن مكلف من جهاز الاستخبارات التركى بشئ وليس له اى علاقة بمواضيع استخباراتية ولم يأتى لمصر باى مواضيع استخباراتيه.
وطلب من النيابة باخلاء سبيله او ترحيله خارج البلاد بالضمان الشخصى .. وفى نهاية التحقيق صدر فرار النيابة بتحريز الكاميرا وتفريغها واستمرار حبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات وتم قيد القضية برقم 13 حصر أحداث طارئة و رقم 140 حصر أمن الدولة العليا... وبجلسة تحقيق بتاريخ 10 فبراير من نفس العام صدر قرار النيابة باخلاء سبيله بالضمان الشخصى من سراى النيابة.