ثاني أكبر مدن السودان
الجيش السوداني يحرر «ود مدني» بدون قتال بعد انسحاب قوات «الدعم السريع»
نجح الجيش السوداني في تحرير مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان، وثاني أكبر مدن السودان، بعد احتلالها من ميلشيا الدعم السريع منذ أكثر من عام، وجاء ذلك بدون قتال، بعدما لم تحدث أي معارك بين الطرفين داخل المدينة.
وانسحبت ميلشيا الدعم السريع قبل أيام من مدينة ود مدني، بعد سيطرتها عليها في ديسمبر 2023، والتي تمثل واحدة من مراكز الثقل الاقتصادي والسكاني في السودان، كما تقع في موقع القلب من مشروع الجزيرة، وهو أكبر مشروع زراعي في البلاد.
وقال العميد نبيل عبدالله، الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، إن قواته تعمل حاليا على تطهير المدينة وتنظيف جيوب المتمردين، حيث تسيطر القوات المسلحة على ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف والشمالية وسنار بالكامل، وعلى 90% من ولاية نهر النيل، بينما تسيطر الميلشيا على 6 ولايات أخرى، وتبقى العاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان مقسمة بين الطرفين في ظل المعارك الدائرة بينهما.
كما أكد المتحدث باسم الحكومة السودانية، وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر، أن تحرير مدينة ود مدني، تم بعد عملية عسكرية هي الأضخم منذ سقوطها في يد ميلشيا الدعم السريع، بعدما بدأت عمليات الزحف من 3 محاور لدخول المدينة الاستراتيجية.
أهمية ود مدني الاستراتيجية
وتكمن أهمية مدينة ود مدني، في موقعها وسط السودان، كما تمثل المدخل الجنوبي للعاصمة الخرطوم، بين ولايات الخرطوم وسنار والقضارف، كما تربط بين شرق السودان وغربه، وتمثل أيضا المركز الاقتصادي الأول في البلاد، بسبب القطن الذي تنتجه ولاية الجزيرة من أهم الصادرات السودانية، كما تعتمد عليها منظمات الإغاثة كمركز لإيواء النازحين.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص ضحية للحرب الأهلية في السودان، مع تشريد أكثر من 15 مليون شخص بين لاجئين خارج البلاد ونازحين داخلها، إضافة إلى الدمار الواسع في البنية التحتية والخسائر اقتصادية المقدرة ببمئات المليارات من الدولارات.
كما يعيش أكثر من 3.2 مليون طفل تحت سن الخامسة تحت خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في السودان، كما أعلنت اليونيسيف، في الوقت الذي أكدت فيه وكالات الإغاثة صعوبة توصيل المساعدات داخل السودان، بسبب القتال الدائر بين الجيش وميلشيا الدعم السريع.
وتنتشر المجاعة بشكل فعلي في خمس مناطق سودانية، حسب تقارير وكالات تابعة للأمم المتحدة، والتي حذرت من أن 5 مناطق إضافية ستعاني من المجاعة في إقليم دارفور خلال الشهور القليلة المقبلة، كما تواجه 17 منطقة أخرى في غرب السودان ووسطه خطر انتشار المجاعة.