بعدما بلغ من الكبر عتيا
أسامة الغزالي حرب.. من حسن الظن بـ«إسرائيل» إلى الدعوة لعودة «البيه والباشا»

الاسم: أسامة الغزالي حرب
تاريخ الميلاد: 12 أبريل 1947
المؤهل: بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية، ودكتوراه في فلسفة العلوم السياسية، جامعة القاهرة
المهنة: مستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية
ضجة كبيرة تسبب فيها الدكتور أسامة الغزالي حرب، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بعد مطالبته بعودة الألقاب المدنية في مصر، وفي مقدمتها لقب الباشا، والبيه، على أن تكون بصيغة جديدة متناسبة مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها مصر منذ قرار إلغاء الألقاب عام 1952.
ودفاع أسامة الغزالي حرب عن فكرته قائلا: "اعتدنا نحن المصريين أن نستمر فى استخدام هذه الألفاظ فى معاملاتنا اليومية على نحو غير منضبط، وقد يختلط فيه الجد بالهزل! غير أننى اليوم- وقد «بلغت من الكبر عتيا»- حيث أقترب من استكمال العام الثامن والسبعين من عمرى، أعتقد أن هذا الإلغاء للرتب المدنية لم يكن خيرا كله! فهو ينطوى أولا على تكريم مستحق لبعض الأشخاص من ذوى المكانة العامة المستحقة".
وتسائل المفكر السياسي الكبير في مقاله المنشور في جريدة الأهرام: "ما الذى يمنع من عودة منظمة ومدروسة لألقاب مدنية تمنح على أساس موضوعى، صارم ومنضبط ومدروس، يقترح من هيئة متخصصة رفيعة المستوى، ويوافق عليه البرلمان، على أن تمنح لمن يقومون بأعمال جليلة، ذات قيمة عالية وعالمية، فى ميادين الثقافة والصناعة والزراعة؟ فيكون لدينا نجيب باشا ساويرس، وطلعت باشا مصطفى، ومحمد باشا أبو العينين، ومنير فخرى باشا عبد النور، ومنير باشا غبور، وطارق باشا نور، وناصف باشا ساويرس وهشام طلعت مصطفى باشا وياسين منصور باشا وأحمد باشا أبوهشيمة...إلخ من أسماء شائعة لمليارديرات مصر".
وأضاف "حرب": إننى أعتقد جادا أن مثل هذا العمل سوف يجعل مئات ومئات من الأثرياء، فى العديد من الأنشطة الاقتصادية، غير المعروفين، أو الذين يحرصون على العمل بهدوء، سوف تغريهم تلك المكانة الاجتماعية المرموقة والمعترف بها، وسيظهرون للحياة العامة، ويسهمون فيها على نحو يختلف جذريا عما هو قائم الآن، لأن المجتمع المصرى أغنى- فى يقينى- من الدولة المصرية! ذلك اقتراح متواضع من السيد أسامة أفندى الغزالى حرب!".
مقترح أسامة الغزالي حرب
وفتح اقتراح أسامة الغزالي حرب باب الجدل والكثير من السخرية حول عودة ألقاب أفندي وباشا وبيه، وتعرض المفكر السياسي الكبير لهجوم حاد على صفحات التواصل الاجتماعي، من سياسيين وأعضاء مجلس نواب ومن متابعي السوشيال ميديا.
واستنكر الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، مقترح أسامة الغزالي حرب، وقال إنه لم يبق لدينا سوى أن نطالب بعودة الملك والملكية.
وقال إن لقب باشا وبيه ارتبط مع الشعب المصري بالطبقية وتقسيم المواطنين إلى أسياد وعبيد، كما أن مثل تلك المسميات تعمق الصراع الطبقي وتجعل المواطنين من العامة يشعرون بالدونية.
وأكد "بكري" أن لقب شهيد أفضل وأشرف من أي لقب آخر، إضافة إلى أن الباشا هو الشخص الذي أثر وطنه على حياته والشخص الذي أبدع في علمه ومجاله.
بينما قال محمود بدر، عضو مجلس النواب، إن ذلك الاقتراح المقترح يتعارض مع نص المادة 26 من الدستور التي تنص على أن إنشاء الرتب المدنية محظور.
واقترح "بدر" على "حرب" أن يقترح عودة الطربوش، وأضاف: "كل واحد من اللي حضرتك شايف انه يستحق اللقب ياخد طربوش يلبسه وساعتها هيبقي علامة مميزة كل ما يمشي في الشارع الناس هتشاور عليه ويقوله ابو طربوش اهو قصدي اللي خدم مصر اهو عالاقل الطربوش هيبقي باين لكن اللقب هيبقي مش باين خالص".
أما النائب علاء عصام، عضو مجلس النواب، أمين شباب حزب التجمع، فاعتبر دعوة أسامة الغزالي حرب بعودة الألقاب المدنية، رجعية وحنين إلى عصور الاحتلال والاستبداد، وعودة إلى زمن كانت فيه الطبقية تسود الحياة السياسية والاجتماعية في مصر.
وقال "عصام" إن اقتراح "حرب" يعيد إلى الأذهان عصور الملك فاروق، وقتما كان المصريون يعانون من الفقر والجهل والاحتلال البريطاني، وكانت قناة السويس تحت الاحتلال، وكان الإنجليز يسيطرون على الأراضي الزراعية، ويستخدمونها في خدمتهم خلال الحرب العالمية الثانية، وكانوا يفرضون سيطرتهم بالقوة على الفلاحين والعمال، في ظل معدلات أمية كانت تتجاوز 80%.
وأكد أن ألقاب "البيه" و"الباشا" لم تكن مجرد ألقاب شرفية، إنما كانت تعبر عن انقسام طبقي واضح، بعدما تم منحها لأشخاص تعاونوا مع الاحتلال وسهلوا له السيطرة على البلاد، مع وجود شخصيات وطنية حملت تلك الألقاب مثل سعد باشا زغلول ورفاقه، ولن الغالبية ممن حملوا تلك الألقاب كانوا أداة في يد المستعمر".
اعتذار عن التطبيع
ومع دعوة أسامة الغزالي حرب لعودة الألقاب المدنية، عاد المفكر السياسي إلى الواجهة من جديد، بعد فترة اختفى فيها منذ اعتذاره عن دعوته لـ التطبيع مع إسرائيل، وخروجه على الهواء وقد ظهر عليه التأثر الشديد من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقتل الأطفال الأبرياء.
وفي نوفمبر 2023، قال "حرب"، إن التطبيع مع إسرائيل لم يعد قضية مصرية بل قضية عربية، وإن العملية بالكامل تغيرت هو هجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل، مشيرا إلى عدم قدرته على النوم ليلا بسبب الفجور الذي يحدث، والمعاملة العنصرية البغيضة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وكأنهم ينتقمون بالهولوكوست من عرب فلسطين وغزة، مؤكدا أن العنصرية الإسرائيلية أسوأ بكثير مما نتصور، والأسوأ منها التخاذل العربي المقيت.
وأضاف "حرب": "لا أستطيع النوم جراء مشاهد عنف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة وخاصة ضد الأطفال، أنا أعتذر وأعتذر وأعتذر مليون مرة وكل يوم إلى أن تعود لفلسطين وغزة كرامتهم بإرادتهم، لأنى اكتشفت أن العنصرية الإسرائيلية أسوأ بكثير مما نتصور».
وقبلها، قدم أسامة الغزالي حرب اعتذارا عن موقفه السابق المؤيد لدعوات التطبيع مع إسرائيل، وكتب في مقاله في صحيفة الأهرام: "هذا اعتذار أعلنه أنا أسامة الغزالي حرب كاتب هذه الكلمات، عن موقفى الذي اتخذته، كواحد من مثقفى مصر والعالم العربى، إزاء الصراع العربى الإسرائيلى، أعتذر عن حسن ظنى بالإسرائيليين، الذين كشفوا عن روح عنصرية اجرامية بغيضة أعتذر لشهداء غزة، ولكل طفل وأمرأة ورجل فلسطينى. إنى أعتذر!».
وقبل العدوان الإسرائيلي على غزة، كان أسامة الغزالي حرب في مقدمة رموز التطبيع مع إسرائيل على مدى نحو أربعة عقود.