و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

السيسي يدعو لاحترام سيادة السودان

قوى سياسية ترفض التوقيع على بيان مؤتمر السودان بالقاهرة بسبب «الدعم السريع»

موقع الصفحة الأولى

احتضنت القاهرة مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، والذي عقد بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت شعار معا لوقف الحرب، في محاولة لتقديم رؤى تساعد على إنهاء الصراع السوداني، وحضر المؤتمر ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، إضافة إلى دبلوماسيين من دول عربية وأفريقية وأوروبية، في الوقت الذي دعت فيه مصر للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السودانية، ليخرج المؤتمر ببيان ختامي رفضته بعض القوى والمسؤولين المشاركين.

واختتم المؤتمر أعماله مبكرا، حيث صدر عنه بيانا ختاميا، كشف عن استمرار التشاور بين القوى السياسية والوطنية السودانية للوصول إلى حلول لوقف الصراع الدائر، مع الإشارة إلى أن الأزمة السودانية الحالية نتج عنها كارثة إنسانية، حيث أدت الحرب إلى تمزيق البلاد، لذلك شدد المؤتمر على ضرورة الحفاظ على السودان موحدا.

 

بيان مؤتمر القوى السودانية

كما أدان البيان الختامي لمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية كافة الانتهاكات التى تم ارتكابها، خلال الصراع الدائر حاليا، مع التشديد على السعي لتجاوز الحرب، وضرورة المصالحة الشاملة والوقف الفوري لإطلاق النار، ووضع آليات وسبل لمراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار، مع ضرورة حماية العاملين بالمجال الإنسانى.

وقال المؤتمر إن الأزمة السودانية تعد الأكبر عالميا، ولابد من وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد.

كما شدد المؤتمر على المحافظة على السودان وطنا موحدا، على أسس المواطنة والحقوق المتساوية والدولة المدنية الديمقراطية الفدرالية، وأكد أن اجتماع القاهرة يمثل فرصة قيمة، حيث جمع لأول مرة منذ الحرب الفرقاء المدنيين في الساحة السياسية، والشخصيات الوطنية وممثلي المجتمع المدني، والذين توافقوا على العمل لوقف الحرب، مع ضرورة تجنيب المرحلة التأسيسية لما بعد الحرب كل الأسباب التي أدت لفشل الفترات الانتقالية السابقة، وصولا الي تأسيس الدولة السودانية.

كما وجه المشاركون في المؤتمر الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، وحكومة وشعب مصر لدعمهم الشعب السوداني في محنته الراهنة.

 

الرافضون لبيان مؤتمر القاهرة

ولكن البيان الختامي لم يحظ بإجماع وتأييد كل المشاركين في المؤتمر، حيث رفضه كل من مالك عقار أير، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وهو رئيس الحركة الشعبية شمال - الجبهة الثورية، ومني أركو مناوي، حاكم دارفور، وهو رئيس حركة جيش تحرير السودان، وجبريل إبراهيم، وزير المالية والتخطيط، وهو رئيس حركة العدل والمساواة، التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر، وقال مناوي إن ذلك يعود لعدم ادانة انتهاكات قوات الدعم السريع لحقوق المواطنين وعدم الوقوف مع الضحايا.

وقال مناوي في تغريدة عبر موقع x: "نشكر جمهورية مصر العربية الشقيقة التي وفرت للسودانيين ان يجتمع بعد تنازلات، ظناً ان الموتمر يخرج بتعاطف مع الضحايا بإصدار الإدانة على ممارسات الدعم السريع، إلا ان البيان الختامي خاب ظنون السودانين خاصة الضحايا، لذا لسنا معنيين بالبيان لا يحمل تعاطف مع الشعب".

أما وزير المالية والتخطيط جبريل إبراهيم، فقال: "إن مصر مشكورة أولا على استضافتها لأعداد غفيرة من الشعب السوداني. ومشكورة ثانياً على سعيها الدؤوب لإيجاد حل للأزمة السودانية. ومشكورة ثالثاً على تنظيمها مؤتمراً جامعاً للقوى السياسية والمدنية السودانية في القاهرة بحثاً عن السلام، واستجاب المدعوون لدعوة مصر دون تردد لعظم مكانتها عندهم، ووجدوا في كلمة وزير خارجيتها الافتتاحية، ما أثلج صدورهم، ولكن البيان الختامي لم يراع مشاعر الشعب الذي سامه المليشيا صنوف العذاب، ولم يقل من أفقر الشعب وجوّعه بعرقلة وصول الطعام إليه. لذلك آثرنا ألّا نكون طرفاً فيه".

وقف العمليات العسكرية

وكان الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، افتتح مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، وحذر من خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق منذ ما يزيد عن عام كامل وتداعياتها الكارثية، كما دعا إلى ضرورة الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية حفاظا على مقدرات الشعب الشقيق ومؤسسات دولته، والتوصل لحل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني.  

وأكد وزير الخارجية أن القاهرة تكثف اتصالاتها مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف لدعم دول الجوار الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة السودانية، وأن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لابد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم، ودون إملاءات أو ضغوط خارجية.

بينما دعا عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق، اليوم السبت، إلى الاستمرار في جهود وقف الحرب بالسودان توازيًا مع العملية السياسية، وقال إن المؤتمر يتناول وقف الحرب والجهود الإغاثية للمواطنين السودانيين المهددين بالجوع.

 

تجاوز الأزمة

وقال حمدوك إن السودانيين لديهم القدرة على تجاوز الأزمة، لتكون هذه الحرب الأخيرة في البلاد، مع تركيز المؤتمر على ثلاث قضايا أساسية، وهي وقف الحرب والأزمة الإنسانية، إضافة إلى مناقشة العملية السياسية وأجندتها والمبادئ العملية الأساسية.

وكان الرئيس السيسي، استقبل وفدا سودانيا من المشاركين في مؤتمر القوى السياسية والمدنية الذي استضافته القاهرة، وأكد أن مصر لن تدخر جهدا أو أية محاولة، على طريق رأب الصدع بين مختلف الأطراف السودانية، ووقف الحرب، وضمان عودة الأمن والاستقرار، والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني.

كما أكد الرئيس السيسي ضرورة تكاتف المساعي للتوصل لحل سياسي شامل، يحقق تطلعات الشعب السوداني، وينهي الأزمة العميقة متعددة الأبعاد التي تعيشها البلاد، بما تحمله من تداعيات كارثية على مختلف الأصعدة، السياسية والاجتماعية والإنسانية.

ودعا الرئيس السيسي إلى ضرورة ضمان الانتقال للمسار السياسي للأزمة، مشاركة كافة الأطراف، وفقاً للمصلحة الوطنية السودانية، مع وضع شعار "السودان أولاً" ليكون المحرك لجميع الجهود الوطنية المخلصة، إضافة إلى ضرورة استناد أية عملية سياسية على احترام مبادئ سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، مع حرص القاهرة على التنسيق والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لحل الأزمة السودانية.

تم نسخ الرابط