و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

211 صحفيا ضحايا العدوان

الصحفي أحمد منصور.. محرقة الاحتلال تأكل الحقيقة حية على الهواء

موقع الصفحة الأولى

الاسم: أحمد منصور

المهنة: صحفي، ومراسل وكالة فلسطين اليوم

تاريخ الاستشهاد: 8 أبريل 2025

 

لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بقتل 210 صحفيا منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، ومعهم ما يقارب الـ 51 ألف شهيدا وأكثر من 115 ألفا مصابا، ولكنه استكمل جرائمه، بحرق الصحفي الفلسطيني أحمد منصور حيا، داخل خيمة الصحفيين، في خان يونس جنوب القطاع، في الجريمة التي أودت بحياة الصحفي حلمي الفقعاوي، إلى جانب إصابة آخرين بجروح، في مشهد شاهده العالم أجمع.

واستشهد الصحفي الفلسطيني أحمد منصور، مراسل وكالة فلسطين اليوم حرقا، متأثرا بإصابته واحتراقه بالكامل، بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة صحفيين في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، والذي تسبب في إصابة "منصور" بحروق شديدة، بعدما أمسكت النار بجسده بالكامل، ليعلن نبأ استشهاده بعدها متأثرا بإصابته.

وسرعان ما انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر لحظة احتراق الصحفي أحمد منصور، وهو ما تسبب في حالة من الصدمة والحزن والغضب بين العديد من المتابعين.

وتسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي لخيمة الصحفيين، في استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي، والشاب يوسف الخازندار، مع إصابة 9 صحفيين آخرين: منهم حسن إصليح، وأحمد الأغا، ومحمد فايق، وعبد الله العطار، وإيهاب البرديني، ومحمود عوض، وماجد قديح، وعلي إصليح.

كما زعم الاحتلال استشهاد حسين اصليح، أحد من وثقوا أحداث طوفان الأقصى، ولكن لم يتم تأكيد خبر وفاته من أي مصادر فلسطينية.

تفاصيل احتراق أحمد منصور

وحكى الصحفي الفلسطيني، عبد الرؤوف شعث، تفاصيل مشهد احتراق أحمد منصور، وقال: "لم أتخيل أن تأتي لحظة أهرع فيها إلى إنسان والنار تلتهم جسده، وفي حاجة لإنقاذه من الاحتراق، بعدما استهدفت طائرات الاحتلال خيمة الصحفيين في مخيم ناصر، وانفجر كل شيء من حولنا: وفوجئت بالصوت و النار والغبار والحطام، والذهول، والتفت بسرعة، فإذا بالزميل أحمد منصور يشتعل أمامي، يشتعل حقيقة لا مجازا، بشكل يفطر القلب".

وأضاف "شعث": "لم أفكر، اندفعت إليه بكل ما بداخلي من خوف ومحبة وفطرة إنسانية، حاولت دون شعور ولا أعرف ماذا فعلت ولا أدري كيف تحركت، كأني أطفئ النار المشتعلة في قلبي، كان يصرخ، وعيناه تبحثان عن النجاة في وجهي، لم يكن ذلك مشهدًا من فيلم، كان وجعا حيا وحقيقيا، يحترق".

وتابع: "نحن صحفيون، نحمل الكاميرا، لا السلاح، نروي الحقيقة، لا نشارك في القتال، فلماذا نُقصف؟ ستبقى تلك اللحظات محفورة في ذاكرتي ما حييت، أحمد منصور، زميلي، لا أملك وعدا لك إلا أني حاولت بكل ما أستطيع، وأنك ستبقى في قلبي، وفي عيوننا جميعًا، سامحني إن خذلتك لحظة، وسامح هذا العالم الذي لم يمنحك حق الحياة، ولا حتى حق النجاة من لهيب الظلم".

وأكمل: "المشهد كان قاسيًا إلى حدّ يعجز عنه الوصف؛ جسد يحترق، صرخاتٌ تخترق الدخان، وقلوبٌ تتفتت على أصدقاء لا نستطيع إنقاذهم بقدر ما نتمنى، في تلك اللحظات، لا يملك الإنسان إلا ردّ فعل غريزي، بين الهرب، أو الاندفاع، أو الجمود التام، البعض أمسك بالكاميرا، لا لأنه أراد التصوير بدل الإنقاذ، بل لأنه شلت حركته، وفعل ما استطاع فعله في لحظة الرعب".

وختم "شعث" كلامه: لا أحد يختار أن يرى إنسانا يحترق ثم يلتقط له صورة بقلب بارد، لكننا نذكر من يهاجم دون أن يشهد، أن الله لا يكلّف نفسًا إلا وُسعها، والحمد لله أنّ الله ألهمني المحاولة، وأن للذهول حدودًا لا تُقاس من خلف الشاشات، ما حدث لا يُنسى، ومن كان هناك لن يشفى بسهولة، لا من الحريق، ولا من العجز، ولا من قسوة الأحكام، رحم الله زملائنا الشهداء والشفاء العاجل للجرحى منهم.

تم نسخ الرابط