البرهان مستعد لوقف الحرب
العملة الجديدة تشعل احتجاجات واسعة في السودان بسبب صعوبة الوصول للبنوك
شهدت عدد من مناطق السودان احتجاجات واسعة بالتزامن مع انتهاء مدة تغيير العملة القديمة بعملات جديدة تم طرحها قبل ثلاث أسابيع، وهي المهلة الثانية التي حددتها السلطات السودانية بنهاية عام 2024.
وقال مراقبون إن العملية برمتها أظهرت فشلا كبيرا نظرا لفقدانها أهم عنصرين وهما الشمولية والتوقيت، وسط بروز تعقيدات وظواهر سلبية عديدة.
وبسبب اتساع الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، في معظم مناطق السودان ، حصر البنك المركزي السوداني تغيير العملة في 7 ولايات فقط من ولايات البلاد الثمانية عشر، واعتبرت السلطات العملة القديمة مبرئة للذمة في ولاية الخرطوم وعدد من مناطق ولاية النيل الأبيض، إضافة لإحدى عشر ولاية أخرى لم يشملها التغيير، والتي تشكل أكثر من 80 % من اقتصاد البلاد.
ورغم التسهيلات التي قدمها بنك السودان المركزي للراغبين في فتح حسابات لإيداع العملات القديمة، إلا أن الكثير من السكان لم يتمكنوا من فتح حسابات في ظل توقف أكثر من 85 % من أفرع المصارف البالغ عددها نحو 400 فرعا تتبع 31 مصرفا يعمل في مختلف أنحاء البلاد.
واجه الآلاف صعوبات كبيرة في تبديل ما لديهم من عملات قديمة بسبب الازدحام أمام المصارف العاملة في المناطق والمدن الآمنة التي تشهد ضغطا كبيرا في ظل استيعابها أكثر من 11 مليون من الفارين إلى مناطق القتال.
التبديل خارج المصارف
ووفقا للخبير الاقتصادي أحمد خيري، فقد أفرزت عملية الفوضي والارتباك الكبير في معظم المناطق بالسودان ظواهر اقتصادية خطيرة، حيث برزت في بعض المناطق ظاهرة العمل بسعرين للسلعة الواحدة بفارق يصل إلى 25 % بين العملة القديمة والجديدة، كما انتشرت عمليات تبديل العملة خارج المصارف بعمولات ضخمة.
ولجأ بعض السماسرة للاستفادة من الصعوبات التي تواجه الكثير من السكان في تبديل ما لديهم من عملات قديمة وذلك ببيع العملات الجديدة مقابل أرباح طائلة يحصلون عليها من بعض الذين حاولوا تفادي ازدحام المصارف أو تكبد عبء الانتظار والسفر لمسافات طويلة للوصول إلى أقرب فرع لهم.
وفي الجانب الآخر، أججت الخطوة عمليات مضاربات كبيرة في أسواق الحبوب والسيارات والسلع المعمرة حيث لجأ الكثير من أصحاب الأموال إلى شراء تلك السلع رغم الخسائر المحتملة وذلك في محاولة للاحتفاظ بأموالهم بدلا من فقدان قيمتها بعد انتهاء مهلة التغيير.
مبادرة إنهاء الحرب
علي الجانب الآخر، أبدى رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان استعداده للانخراط في أي مبادرة حقيقية لإنهاء الحرب في البلاد، مشددا على عدم القبول بعودة الأوضاع كما كانت عليه قبل الحرب مع قوات الدعم السريع.
وقال البرهان، في خطاب له بمناسبة الذكرى 69 للاستقلال، إن البلاد وهي تعدّ العدة لحسم المعركة لمصلحة الشعب لا يمنعها ذلك من الانخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي هذه الحرب وتضمن عودة آمنة للمواطنين إلى مواطنهم وانتفاء ما يهدد حياتهم مرة أخرى.
وأضاف أن المبادرات والمنابر الداعية لوقف الحرب تعددت، لكن الطريق كان واضحا وهو طريق الشعب بعدم عودة الأوضاع كما كانت عليه قبل 15 أبريل 2023، مؤكدا أنه لا يمكن القبول بوجود ما وصفها بمليشيات القتلة وداعميهم مرة أخرى.
وأشار البرهان إلى أنه رغم استمرار الحرب وتداعياتها فقد استجابت الحكومة لكل متطلبات العمل الإنساني وإيصال المساعدات للمحتاجين، وقال إن ما يشاع عن المجاعة محض افتراء وقصد منه التدخل في الشأن السوداني.