"قدسية الحياة تسبق إله الانتقام"..
الجيش الإسرائيلي يُستنزف من الانشقاقات.. 200 من الموساد و150 من لواء جولاني

لا يزال الجيش الإسرائيلي يعاني من حالة استنزاف معنوي في قواته، مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات والمذكرات الرافضة لاستمرار الحرب على غزة، والعمل على اعادة الاسرى عبر التفاوض مع حماس .
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نحو 150 من قدامى محاربي لواء جولاني انضموا إلى العريضة الاحتجاجية لإنهاء الحرب على غزة، وفقًا لوكالات.
كما انضم أكثر من 250 من خريجي جهاز الموساد الإسرائيلي، بينهم ثلاثة رؤساء سابقين للجهاز، إلى حملة توقيعات واسعة دعماً لرسالة الطيارين الاحتجاجية، التي تطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في قطاع غزة، بحسب ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وشملت قائمة الموقعين رؤساء الموساد السابقين داني ياتوم، إفرايم هليفي وتمير باردو، إضافة إلى نائب رئيس الموساد السابق وعشرات من رؤساء الأقسام ونوابهم.
وقاد هذه المبادرة دافيد ميدان والمحامية غايل شورش، التي أكدت أن متقاعدين من أجهزة أمنية إسرائيلية أخرى يخططون لتحركات مماثلة.

وجاء في نص العريضة: "نحن خريجات وخريجو جهاز الموساد، الذين كرّسنا سنوات طويلة لحماية أمن إسرائيل، لن نقف مكتوفي الأيدي. نعلن دعمنا الكامل لرسالة الطيارين، وندعو للعمل الفوري لإبرام اتفاق يضمن عودة جميع الأسرى الـ59 إلى بيوتهم دون تأخير، حتى وإن تطلّب ذلك وقف القتال".
واختتمت العريضة بنداء مباشر إلى رئيس حكومة الاحتلال والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو: "قدسية الحياة، يا سيد رئيس الوزراء، تسبق إله الانتقام".
قدسية الحياة
بالتوازي، سلّم نحو 200 طبيب احتياط رسالة مماثلة إلى نتنياهو ووزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، دعوا فيها إلى وقف القتال والإفراج الفوري عن الأسرى. وأكد الأطباء أنهم يخدمون في الاحتياط بدافع الالتزام بقدسية الحياة، معتبرين أن استمرار الحرب يخدم مصالح سياسية وشخصية دون تحقيق أهداف أمنية حقيقية، ويعرض حياة الجنود والأسرى للخطر.
وجاء في رسالة الأطباء: "بصفتنا ضباطًا في السلك الطبي، نرى أن ترك الأسرى خلفنا يُقوّض القيم الأخلاقية والأمنية التي نؤمن بها. هؤلاء الأسرى هم كجرحى تُركوا في ميدان المعركة، واستمرار التخلي عنهم يلحق ضررًا لا رجعة فيه بالمبادئ التي نتمسك بها".
الدكتور عوفر كوفو، أحد الموقعين، أوضح أن الرسالة جاءت دعمًا للطيارين ومن أجل إعادة توجيه مسار الحرب نحو استعادة الأسرى. ونفى أن تكون الرسالة دعوة للعصيان، مؤكدًا التزام الأطباء بأداء خدمتهم في الاحتياط.

في المقابل، أثار قرار قائد سلاح الجو بإقالة بعض موقعي رسالة الطيارين انقسامًا بين جنود الاحتياط. بعضهم عارض القرار بشدة، محذرين من تأثيره على معنويات الجنود، بينما أيده آخرون معتبرين الرسائل "تجاوزًا للخطوط الحمراء".
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد شن هجومًا لاذعًا على الموقعين، واصفًا إياهم بـ"ثلة صغيرة صاخبة وفوضوية، مدعومة من منظمات ممولة من الخارج"، مؤكداً أن الحكومة ستقيل فورًا كل من يشجع على العصيان العسكري.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن مصادر أفادت بأن الجيش يحاول احتواء أزمة الاحتجاج بين الجنود وتقليل الأضرار في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وذكرت المصادر أن الجيش الإسرائيلي يجري مباحثات مع الطيارين وعناصر في الاستخبارات بعد التوقيع على عرائض تطالب بوقف الحرب، لافتةً إلى أن التقديرات تشير إلى أن الخلافات باتت موجودة، ويُخشى من اتساع رقعة الاحتجاجات.