عملية الاطفاء استمرت أكثر من 3 ساعات..
الخسائر بالملايين.. القصة الكاملة لحريق مغالق الخشب في الشرابية

حريق الشرابية كان أشبه بـ "قطعة من جهنم" سقطت على مغالق الخشب فدمرتها بالكامل، لكن رجال الحماية المدنية بالقاهرة تمكنوا من السيطرة على الحريق الذي اندلع في منطقة عزبة الورد بالشرابية، منذ ساعات فجر اليوم الثلاثاء.
ولا يزال حتى كتابة هذا التقرير يواصل رجال الحماية عمليات التبريد، لمنع تجدد الحريق مرة أخرى، في الوقت الذي بدأ فيه رجال المباحث بمديرية أمن القاهرة الاستماع لأقوال العاملين وملاك مغالق الخشب، لكشف ملابسات اشتعال النيران، وبيان وجود شبهة جنائية من عدمه، بالإضافة إلى إجراء معاينة لموقع الحريق، وتحديد حجم الخسائر.
وتواجد عدد من قيادات محافظة ومديرية أمن القاهرة، منذ تلقي البلاغ، لمتابعة جهود محاصرة النيران، حيث واجه رجال الحماية صعوبة في محاصرتها لكون المنطقة تحتوي على كميات كبيرة من الأخشاب، كما تواجد عدد من سيارات الإسعاف بمحيط الحريق، لتقديم الإسعافات اللازمة لأي مصاب، خاصة مع انتشار الدخان بشكل مكثف، بالإضافة إلى أن مغالق الخشب التي اشتعل بها الحريق تقع وسط منطقة سكنية.

نجحت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة، في السيطرة على حريق ضخم نشب داخل مغلق خشب بمنطقة عزبة الورد في الشرابية، وامتدت النيران إلى 8 مغالق خشب أخرى، وطالت جزء من مسجد ملاصق لمغالق الأخشاب.
انتقل لمكان الحريق 16 سيارة إطفاء و4 سيارات إسعاف، ونجحت أجهزة الحماية المدنية في إنقاذ المنطقة من كارثة بعد أن تبين أن مغالق الأخشاب تحتوي على مواد سريعة الاشتعال تسببت في سرعة انتقال النيران لأكثر من من مغلق آخر بسرعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتباشر النيابة العامة التحقيقات.
حريق ضخم
البداية كانت في الثالثة بعد منتصف الليل، حيث تلقت غرفة الحماية المدنية بالقاهرة بلاغًا من أهالى منطقة الشرابية بنشوب حريق ضخم بمغلق خشب، وانتقل بسرعة جنونية لمغلق آخر ملاصق له، انتقلت قوات الحماية المدنية مدعومة بـ16 سيارة إطفاء، و4 سيارات إسعاف لمكان الحريق الذي سرعان من انتقل لأكثر من مغلق ملاصق لمصدر اشتعال النيران، وامتد منها ليلحق بجزء من مسجد عزبة الورد لتلحق النيران بـ9 مغالق أخشاب في الشرابية.

وانتقلت النيران بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال داخل مغالق الأخشاب من مغلق لآخر حتى طالت ألسنة اللهب 9 مغالق خشب، أتت عليها النيران، وهو ما جعل قوات الحماية المدنية تطلب خزانات مياه إضافية للسيطرة على النيران التي جعلت منطقة الشرابية أشبه بقطعة من جهنم، وقامت الأجهزة المعنية بفصل الغاز والكهرباء عن المنطقة بالكامل، وإخلاءها من السكان، لحين السيطرة على الحريق.
وفرضت قوات الحماية المدنية كردونًا أمنيًا في محيط المنطقة التي شهدت اشتعال النيران، وبدأت في التعامل معها حتى تمكنت بعد قرابة 3 ساعات من السيطرة على النيران وإخمادها تمامًا، ولكن، أثناء قيام قوات الحماية المدنية بأعمال التبريد كانت النيران الخامدة تعاود الاشتعال مرة ثانية وثالثة، حتى تمت السيطرة عليها تمامًا، بعد نجاح عمليات التبريد المتواصلة.
خسائر بالملايين
وقف أصحاب المغالق ينعون خسائرهم التي اتهمتها النيران، مؤكدين إن حجم الخسائر في كل مغلق يقدر بالملايين، حيث تحتوي المغالق على كميات كبيرة من الأخشاب كانت جاهز للبيع، ولكن النيران أتت عليها بالكامل، وطالبوا بسرعة التحقيق لمعرفة أسباب اشتعال النيران وهل هناك شبهة جنائية من عدمه.

وقال بيان لمحافظة القاهرة، إن النيران التهمت بعض المنشآت السكنية ومسجدًا، في حريق مغالق ومخازن الأخشاب، بعزبة بلال بشارع حداد ظلط بجوار عزبة الورد بحي الشرابية.
وأضاف أنه سيتم تشكيل لجنة هندسية بعد الانتهاء من إخماد الحريق لمعاينة حريق مخازن ومغالق الأخشاب التي التهمتها النيران، للوقوف على السلامة الإنشائية للعقارات المتأثرة بالحريق، والتأكد من سلامة الخرسانات وعدم تأثرها من الحريق.
وأكدت المحافظة أن الخسائر والتلفيات تقدّر بالملايين، و سيتم تشكيل لجنة من التضامن الاجتماعي لحصر الخسائر والتلفيات لبحث مدي كيفية تعويض المتضررين.