شهداء الساحرة المستديرة
نورهان ونرجس .. آخر ضحايا كرة القدم خارج المستطيل الأخضر
حالة من الحزن سيطرت علي جماهير كرة القدم بعد مصرع فتاتين من مشجعي النادي الأهلي عقب مباراة الفريق الأخيرة أمام الاتحاد السكندري، في حادث سير.
وأعلن النادي الأهلي عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفاة مشجعتين للفريق إثر حادث أليم.
ونعى النادي الأهلي كل من نورهان ناصر ونرجس صلاح، اللتين وافتهما المنية، عقب حضورهما مباراة للنادي مع الاتحاد السكندري، التي أقيمت علي ستاد برج العرب بالإسكندرية، ضمن منافسات الجولة الـ26 في الدوري المصري.
وقال بيان لوزارة الصحة أن سيارات الإسعاف نقلت الفتاتين بعد أن صدمتهما سيارة مسرعة أثناء عبور الشارع أمام بوابات الخروج لاستاد برج العرب، وأنهما فارقتا الحياة فور وصولهما إلى مستشفي العامرية العام.
ومن جانبه، نعى الاتحاد المصري لكرة القدم المشجعتين، كما نعت وزارة الشباب والرياضة الفتاتين.
وقال حساب الوزارة الرسمي على موقع فيسبوك: وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، ينعي ببالغ الحزن والأسى، وفاة مشجعتي النادي الأهلي نورهان ناصر ونرجس صالح اللتين وافتهما المنية عقب حضورهما مباراة الأهلي والاتحاد التي أقيمت بملعب برج العرب بالإسكندرية إثر حادث أليم.
كما نعت رابطة الأندية المحترفة المشجعتين، وأعربت عن أمنيتها بأن يلهم الله عائلتيهما الصبر والسلوان.
ضحايا الدرجة الثالثة
وبحسب الإحصائيات والبيانات الرياضية فقد شهدت جماهير كرة القدم في مصر أحداثا دموية منذ عقود طويلة مضت.
وتصنف الإحصائيات مصر في المركز الرابع عالميا من حيث الحوادث الرياضية والتي كان أبشعها أحداث ستاد بورسعيد التي وقعت مساء الأربعاء 1 فبراير 2012 عقب مباراة كرة القدم بين فريق النادي المصري البورسعيدي وفريق النادي الأهلي، وراح ضحيتها 74 قتيلاً ومئات المصابين بحسب ما أعلنت مديرية الشؤون الصحية في بورسعيد، واعتبرت الحادثة أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية.
كان المباراة ساخنة، وما إن أطلق حكم المباراة صافرة نهاية المباراة، حتى اقتحم أرض الملعب المئات من الجماهير بالعصي والأسلحة البيضاء، وقاموا بالاعتداء على لاعبي النادي الأهلي الذين لاذوا بالفرار بصعوبة، ووقعت اعتداءات مستمرة على الجماهير، بالأسلحة البيضاء، والنارية، والشماريخ.
خرج جمهور النادي الأهلي الذي جاء لمساندة فريقه، من بورسعيد، بعدة طرق منها؛ القطار، والطريق البري، ودخلت وحدات للقوات المسلحة إلى المدينة وقاموا بتأمين قطار المشجعين، والطريق البري، لعدم حدوث اشتباكات مرة أخرى.
وحسب هيئة الإسعاف، لقى 74 شخصاً حتفهم في أحداث استاد بورسعيد، فيما وصل عدد المصابين إلى 248 شخصاً، وأوضحت وزارة الصحة أن الإصابات كلها إصابات مباشرة في الرأس، كما أن هناك إصابات خطيرة بآلات حادة تتراوح ما بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية، كما أكدت تقارير الطب الشرعي وجود حالات وفاة نتيجة طلقات نارية، وطعنات بالأسلحة البيضاء، كما أن هناك حالات وفاة نتيجة الاختناق بقنابل الغاز.
قائمة الموت بالملاعب
وكانت الواقعة الأخري الأكثر دموية في تاريخ الرياضة ما عرفت بأحداث ستاد الدفاع الجوي والتي أسفرت عن مقتل 22 شخصًا من مشجعي كرة القدم في فبراير عام ٢٠١٥ تدافعوا علي بوابات الدخول قبل مباراة في الدوري بين فريقي نادي الزمالك ونادي انبي.
موقع المنتدى الرياضي "السويدي" المهتم بعرض الدراسات الخاصة بمجال الرياضة، صنف هاتين الحادثتين ضمن إحصائياته تحت عنوان تاريخ قائمة الموت في الملاعب، والذي يضم ٨٠ حادثا.
كان نصيب مصر منها حيث شهدت مصر 3 حوادث، كانت أولي الحوادث المصرية المذكورة في القائمة هي حادثة سقوط مدرجات حلمي زامورا عام 1974 أثناء مباراة الزمالك مع دوكلا براج التشيكي، ما أسفر عن سقوط 48 قتيلا زملكاويا، وهذه الحادثة تحتل المرتبة الـ 12 من حيث عدد الضحايا.
أما أقل الحوادث المصرية دموية فهي حادثة وفاة 8 ضحايا من مشجعي الاتحاد أثناء مباراته مع الكروم، بسبب التدافع وتأخر فتح أبواب الملعب في عام 1999.
ووفقا لبيانات الموقع الرياضي فإن مصر تحتل المركز الرابع عالميا في قائمة عدد الضحايا بعد المكسيك وبيرو وإنجلترا، والمرتبة الثالثة من حيث عدد المباريات الدموية مشاركة مع إنجلترا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأشار الموقع إلى أن أكثر المباريات دموية هي مباراة السلفادور وهندوراس في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1970، ونتج عن المباراة الفاصلة التي أقيمت بالمكسيك، إعلان الحرب بين الدولتين وسقوط 4000 قتيل، أما أكثر المباريات التي شهدت عدد ضحايا في محيط الاستاد، فهي مباراة بيرو والأرجنتين في التصفيات المؤهلة للأولمبياد في عام 1964، وشهدت وفاة 318 مشجعا نتيجة التدافع وغلق المخارج وإطلاق الشرطة للنيران.
أزمات قلبية للمشجعين
تتسببت كرة القدم كذلك في مقتل العشرات من عشاقها، فدخول الكرة للمرمى وأداء اللاعبين قادرين على إحداث سكتتات دماغية وأزمات قلبية وغيرها من الأعراض الخطيرة التي تؤدي في كثير من الأوقات إلى الوفاة للمشجعين في المدرجات أو أمام شاشات التلفزيون.
ففي يونيه ٢٠١٨ توفي الفنان ماهر عصام عن عمر يناهز 38 عاما. وتعرض عصام لأزمة قلبية بعد خسارة منتخب مصر أمام أورجواي في كاس العالم.
وبعد خسارة فريقه أمام النادي الأهلي بخماسية مقابل ثلاثة أهداف، توفى أحد مشجعي نادي الزمالك أثناء المباراة، بعدة أصابته بجلطة، في مدرجات ستاد القاهرة.
وفي نفس السياق، توفي المشجع خالد بيومي، متأثرًا بخسارة منتخب مصر المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا 2021 بالكاميرون، أمام السنغال بركلات الترجيح بنتيجة 4-2.
المشجع خالد بيومي كان من سكان بورسعيد، وكان يعاني من مشكلات في القلب، وتأثر عقب الهزيمة داخل المقهي الذي كان يتابع فيه المباراة ومات فورًا بأزمة قلبية.
كما توفي أحد كبار مشجعي الزمالك، الذي انتهت حياته على يد مباراة الزمالك وإنبي، وحسمت المباراة لصالح إنبي، فأصيب "أوزو" بأزمة صحية شديدة ومن بعدها رحل عن الدنيا.
كما كان ذهاب الدوري للزمالك عام 2003 وهزيمة الأهلي في مباراة إنبي، سببا لوفاة مشجع يدعي أحمد حمدي بأزمة قلبية.