الأولى و الأخيرة

13 ضابطا أعادوا مصر للمصريين

23 يوليو .. ثورة مصر البيضاء التى غيرت وجه المنطقة والعالم

موقع الصفحة الأولى

كانت ثورة 23 يوليو 1952 نقطة تحول جوهرية ليس في التاريخ المصري وحسب، وإنما في تاريخ المنطقة والعالم، فقد أصبحت بعد سنوات قليلة من انطلاقها مرجعا لكل الثورات وحركات التحرر الإقليمية والعالمية. 
الثورة التي قام بها بعض الضباط في الجيش المصري وأطلقوا علي أنفسهم "تنظيم الضباط الأحرار" بقيادة البكباشي جمال عبدالناصر، أطلق عليها  في البداية "حركة الجيش"، ثم اشتهرت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة.
تكون مجلس قيادة الثورة من 13 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وضم تشكيل تنظيم الضباط الأحرار كل من جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، ويوسف صديق، وحسين الشافعي، وصلاح سالم، وجمال سالم، وخالد محيي الدين، وزكريا محيي الدين، وكمال الدين حسين، وعبد اللطيف البغدادي، وأنور السادات، وعبد المنعم أمين، وحسن إبراهيم. وبعد نجاح الثورة أذيع البيان الأول والذي لخص أسباب الثورة وأهدافها.

بيان الثورة الأول


"اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها".
"وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب، أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب".
"إني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية، وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف؛ لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيُقابل بشدة لم يسبق لها مثيل، وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولا عنهم والله ولي التوفيق".
واختتم السادات القراءة بذكر موقع البيان، اللواء أركان حرب محمد نجيب، القائد العام للقوات المسلحة.

تأييد شعبي لحركة الجيش


فرض الجيش الذى حظي بتأييد شعبي كبير، على الملك التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش وتم ترحيل الملك وأسرته إلى إيطاليا على متن يخته الخاص المحروسة، ثم ألغيت الملكية وانتهاء حكم أسرة محمد علي وأعلنت الجمهورية في 1953.

كان من أبرز مكاسب ثورة 23 يوليو ، إصدار قانون الملكية يوم 9 سبتمبر 1952، بعد أن وضعت الثورة ضمن مبادئها إقامة حياة ديمقراطية سليمة وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونص القانون على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين، وصدرت تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فداناً للملاك القدامى الذين حازوا معظمها بنظام الالتزام منذ عهد محمد علي باشا.
تم إنشاء جمعيات الإصلاح الزراعى التى تولت عملية تسلّم الأرض من الملاك بعد ترك النسبة التى حددها القانون لهم وتوزيع باقى المساحة على الفلاحين الأجراء المعدمين العاملين بنفس الأرض، ليتحولوا من أجراء إلى ملاك للأرض الزراعية.


ثورة مصر البيضاء 


قامت ثورة 23 يوليو على ستة مبادئ أساسية وهي القضاء على الإقطاع، والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة ، وبناء جيش وطني، وتميزت بأنها كانت ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء، وقدمت وجوها وطنية شابة في مصر. 
وحظيت الثورة بتأييد شعبي جارف من ملايين الفلاحين والعمال وطبقات الشعب العاملة الذين كانوا يعيشون حياة تتسم بالمرارة والمعاناة،  وعلى أثر نجاح الثورة اتخذ قرار بحل الأحزاب وإلغاء دستور 1923 والالتزام بفترة انتقال حددت بثلاث سنوات يقوم بعدها نظام جمهوري جديد. 
وتبنت الثورة فكرة القومية العربية، وساندت الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار، كما سعت إلى محاربة الاستعمار بكل صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا، فكان لمصر دور رائد في تأسيس منظمة دول عدم الانحياز. 
حققت ثورة 23 يوليو إنجازات سياسية واجتماعية غير مسبوقة، كتأميم قناة السويس، وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد اكثر من سبعين عاما من الاحتلال وبناء حركة قومية عربية، وأقرت مجانية التعليم وساعدت في إلغاء الطبقات بين الشعب وحررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي. 

تم نسخ الرابط