و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

مدد يا شيخ العرب

طنطا .. عاصمة الوجه البحرى وقبلة الدراويش في عيد الفطر المبارك

موقع الصفحة الأولى

تنفرد مدينة طنطا بضريح شيخ العرب السيد البدوي، الذى يعد قبلة المتصوفة في مصر والعالم العربي لاسيما في المواسم والأعياد الدينية، حيث تقصده الوفود من كل صوب وحدب.
رغم أن مدينة طنطا لم تكن الأفخم أو الأكبر بين مدن الدلتا، إلا أنه كان يطلق عليها العاصمة الثالثة لمصر بعد القاهرة والإسكندرية، بوصفها عاصمة الوجه البحرى، والسبب فى ذلك هو أنها كانت ولا تزال ملتقى معظم خطوط السكك الحديدية فى الوجه البحرى. 
والواقع أن طنطا لم تكن يوماً ما على مدار تاريخها مدينة كبيرة بل مجرد قرية صغيرة جاء إليها القطب الصوفي السيد البدوي، ومنذ ذلك الوقت كبرت المدينة واتسعت وصارت أحد أهم مدن الوجه البحرى. 
وإليها يفد الملايين كل عام فى وقت مولد السيد البدوى الذى تعرف طنطا بمولده، هذه الوفود التي جعلت منها أيضا مركزا تجاريا لكل قري محافظات الدلتا والوجه البحرى.
لم تكن طنطا هي عاصمة محافظة الغربية، بل كانت المحلة الكبرى فى الربع الأول من القرن الماضى هى العاصمة، ثم انتقل مركز السلطة فى المحافظة إلى مدينة طنطا. 
ولعل كثير من الناس لا يعرفون من هو السيد البدوى الذى هو أول ما يتبادر إلى الذهن عندما يأتى ذكر طنطا، فهو احمد بن على ابراهيم البدوى أكبر أولياء مصر وكان يلقب بأبو اللثامين السطوحى وذكر أنه من نسل سيدنا على بن أبى طالب وقد انتقل أجداده من مدينة فاس عام 1200 ميلادية ولقب بالبدوى لأنه كان يلبس لثاماً كبدو شمال افريقيا. سافر البدوى إلى مكة وأطلق عليه هناك لقب «القطاب الفارس المقدام» ثم أستقر به المقام فى مصر حيث أقام فى مدينة طنطا . 
ويحكى أنه قرأ القرآن بالأحرف السبعة ودرس قليلاً من الفقه الافعى وامتنع عن الزواج، ويقال أيضاً أنه سافر لمكة نتيجة رؤية رأها، ويقال أنه ذهب للعراق نتيجة لرؤية تكررت فى منامه ثلاث مرات. 
أما سبب لقب «السطوحى» فهو أنه أثناء إقامته فى مدينة طنطا كان يصعد لسطح بيت معين ويرفع عينيه صوب الشمس حتى تحمرا وتمرضا. 
وكان صمته يطول فى بعض الأحيان يمتنع خلالها عن الشراب والطعام، وبسبب حاجته لعلاج عينيه اتصل بعبد العال الذى صار فيما بعد خليفته. 


أصحاب العمائم الحمراء

وفى طنطا نمت طريقة السيد البدوى وأتبعه كثير من الناس كانوا يلبسون العمائم الحمراء، وكان السلطان قايتباى من أكبر المعجبين بالسيد البدوى وقد زار قبره عام 888 هجرية وقام بتوسيع مقامه فى وقت لاحق.
وإلى اليوم لا يزال مولد السيد البدوى أكبر موالد مصر على الإطلاق، حيث يفد إليه الملايين سنويا من شتى محافظات مصر ومن بعض الدول العربية والإسلامية.
كانت طنطا مدينة هادئة تمتد على مساحة متوسطة وكانت أشهر معالمها شارع البحر الذى اخترقته فى الماضى ترعة الجعفرية ثم تم ردمها وتوسعة هذا الشارع. 
كما كان ميدان الساعة من أشهر ميادين المدينة وكان قبل الثورة يطلق عليه اسم ميدان محمد على، وكان ولا يزال مركزاً تجارياً هاماً ومنه تتفرع عدة شوارع إلى أنحاء المدينة مثل شوارع البورصة وأحمد ماهر والمديرية. 
وكان بطنطا أحد أجمل النوادى الرياضية فى الوجه البحرى، كما كان بالمدينة فى النصف الأول من القرن الماضى ثلاثة دور للسينما أهمها سينما وتياترو البلدية إلي جانب سينمات مصر وأوبرا وأمير وريفولى، علاوة على مستشفى وسجن عمومى ومنتزه عام تم هدمه مؤخرا.
وتتميز مدينة طنطا بالمعهد الأحمدى الأزهرى الذى تخرج منه أبرز علماء الأزهر الشريف وعلى رأسهم الشيخ محمد متولى الشعرواى.
وكما هو الحال فى أغلب عواصم محافظات الدلتا فى الماضى، كان بالمدينة إلى جانب القطار الحكومى قطار الدلتا وكان قطاراً عتيقاً أشبه باللعبة ولكنه كان على قدر كبير من الأهمية لسكان القرى المحيطة بطنطا لكونه وسيلة المواصلات الوحيدة لسكان الأرياف فى وقت لم تكن فيه السيارات العامة قد انتشرت بعد.
وعلى عكس المحلة الكبرى التى أشتهرت بصناعات الغزل والنسيج من عقود طويلة، أشتهرت طنطا فى الماضى بصناعات بسيطة منها صناعة الحلى التى كانت متوارثة عبر الأجيال وكانت تلك الحلى تباع لسكان الريف كما اشتهرت طنطا بصناعة حلويات المولد التى عرفت منذ سنين طويلة باسم «حلاوة السيد» فضلاً عن تجارة الحمص التى تعتبر تجارة رائجة فى طنطا منذ عشرات السنين وإلى يومنا هذا.
واليوم تعد طنطا مركزاً تجارياً كبيراً كما تعتبر ثالث مدن الدلتا من حيث المساحة وعدد السكان.

تم نسخ الرابط