مرحلة سياسيىة جديدة
6 أبريل .. ذكرى إضراب المحلة الكبرى وميلاد أم الحركات السياسية
فى 6 أبريل من عام 2008 كانت مصر على أعتاب مرحلة سياسية جديدة، بدأت بالدعوة إلى إضراب عام، إحتجاجا على الغلاء والفساد تضامنا مع إضراب عمال شركة غزل المحلة، وهى الدعوة التى لاقت استجابة واسعة فى عدد من المواقع والمدن المصرية التى شهدت العديد من الإضرابات والاعتصامات والفعاليات الاحتجاجية.
وتحول مجرد إضراب عمالي لعمال شركة غزل المحلة إلى إضراب عام في مصر بعد تبني بعض المدونين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، الفكرة الذين أسسوا فيما بعد حركة شباب 6 أبريل التى أصبحت فيما بعد أم الحركات السياسية وبعض الأحزاب المعارضة في مصر، والتى انشطرت بدورها إلى حركات وأحزاب أخرى.
كانت هناك أحزاب يسارية كالتجمع والناصرى تقف وراء الإضراب فى المحلة الكبرى، وفق آليات العمل السياسى التقليدية، ولكن فكرة الإضراب انتشرت بشكل سريع للغاية عن طريق الإنترنت والمدونات التى كانت تتلمس طريقها فى المجتمع المصرى الحديدث وتؤسس لجيل سياسي من نوع آخر.
انتشرت فكرة الإضراب منبأدوات جديدة ومن خلال موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وعن طريق الموبايلات ورسائل sms والمنشورات وتعليق الشعارات في الشارع.
تحول الإضراب في مدينة المحلة الكبرى إلى أحداث شغب كبيرة عرفت باحداث 6 أبريل أو أحداث المحلة شملت هجوم على أقسام ومراكز الشرطة وبعض اعمال السلب.
أدينت أعمال الشغب على نطاق واسع من السياسيين والمثقفين ومنفذو الإضراب أنفسهم.
الداعون للإضراب
الداعون للإضراب وقتها كانوا يمثلون أحزاب التجمع والناصرى وعمال غزل المحلة وحركة كفاية وحركة موظفي الضرائب العقارية، وحركة 9 مارس المعروفة بحركة استقلال الجامعات وعدد من المدونين المصرين وناشطي الإنترنت.
وتضمنت قائمة المطالب التي وجهت إلى الناس عن طريق البريد الإلكترونى وبعض البيانات الحزبية، زيادة المرتبات وتحسين خدمات المواصلات العامة والمستشفيات وتوفير الدواء ومحاربة رفع الأسعار والمحسوبية ومحاربة الفساد والرشاوي.
وجاء في الدعوة التي كتبت باللهجة المصرية: خليك قاعد في البيت أو شاركنا في الميادين العامة. أوعى تنزل لكن شاركنا. ما تروحشي الشغل. ما تروحشي الجامعة. ما تروحشي المدرسة. ما تفتحشي المحل. عايزين مرتبات تعيشنا. عايزين نشتغل. عايزين تعليم لأولادنا. عايزين مواصلات آدمية. عايزين مستشفيات تعالجنا. عايزين دواء لأطفالنا. عايزين قضاء منصف. عايزين أمن وأمان. عايزين حرية وكرامة. مش عايزين رفع أسعار . مش عايزين محسوبية. مش عايزين ظباط بلطجية. مش عايزين تعذيب في الإقسام. مش عايزين أتاوات. مش عايزين فساد. مش عايزين رشاوي. مش عايزين اعتقالات. مش عايزين تلفيق قضايا. قول لأصاحابك وأهلك ما يروحوش الشغل همه كمان وخليهم يدخلوا الإضراب يوم 6 أبريل .
من جانبها حذرت الحكومة من التجمهر والتظاهر في ذلك اليوم ومن غياب الموظفين الحكومين والعاملين بالدولة، كما نشرت وزارة الداخلية عدة بينات تحذر من المشاركة في الإضراب والاعتصام وعدم الذهاب إلى العمل وقالت أنها لن تتهاون مع مثيري الشغب وتم نزول عربات الأمن المركزي بشكل مكثف في كل المحافظات والمدن بالأخص مدينة المحلة والقاهرة والإسكندرية في الميادين العامة والأماكن الرئيسية وأماكن التظاهر المعلنة.
ونجح الإضراب بالفعل فى تحريك الجماهير للإضراب السلمي والانخراط فى العمل السياسي .
ولكن أحداث الشغب التي حدثت في مدينة المحلة الكبرى في يوم 6 أبريل واليوم التالى خالفت مبادئ الإضراب.