و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

عيد الفطر بأمر السلطان

حكاية السلطان قايتباي.. قرر إنهاء شهر رمضان وإعلان العيد دون انتظار الرؤية

موقع الصفحة الأولى

من المعلوم بالضرورة أن بداية وانتهاء أي شهر عربى لا يتحقق إلا برؤية الهلال، وينطبق ذلك على رؤية هلال شهر رمضان حيث يتحدد موعد بدء الصيام وكذلك هلال شهر شوال حيث أول أيام العيد .. عيد الفطر المبارك.
ولان رؤية الهلال هي الفيصل الوحيد في تحديد بداية ونهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر فلا يجوز لأحد التدخل بوجهة نظر أو اجتهاد، إلا ان السلطان الناصر محمد بن قايتباي، كان له رأى آخر في تحديد موعد عيد الفطر عام 902 هجرية، 1497 ميلادية.
العيد بأمر السلطان
وبحسب ما يذكر ابن إياس كانت تلك الواقعة في اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان عام 902هجرية 1497ميلادية، في زمن السلطان الناصر محمد بن قايتباي، حيث أمر السلطان قايتباي، أن تدق أجراس القلعة، معلنا انتهاء شهر رمضان بأمر سلطانى.
وقال قايتباى: أنا أعمل العيد يوم الغد هذا الشهر، سواء إن رأوا الهلال أو لم يروا الهلال.
القرار السلطانى وقتها بتحديد موعد العيد دون انتظار ، أثار دهشة جميع من في القصر، لاسيما وأن السلطان هدد بإلغاء العيد مالم ينادى وعزل قاضى القضاة الشافعي زين الدين زكريا مالم ينادى بانتهاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر غدا.
ويضيف المؤرخ ابن إياس، أنه لما أشيع القرار السلطانى بين الناس، ركب قاضي القضاة الشافعي زين الدين زكريا وطلع دابته إلى القلعة واجتمع بالسلطان وعرفه أن العيد بحسب الشرع لا يكون إلا برؤية الهلال، وأنه لا يجوز أن يتخل اى انسان أيا كان في تشريع إلهى، فشق ذلك على السلطان وهمّ بعزل القاضي في ذلك اليوم، إلا انه تراجع عن قراره خشية اتهامه بالكفر والزندقة وضياع هيبته بين الناس..

إلغاء الاحتفال بالعيد


ولكن كبار الموظفين داخل القصر من المقربين من السلطان كانوا قد جهزوا 12 رجلاً في ليلة التاسع والعشرين من رمضان بعد اذان المغرب، ليشهدوا أنهم رأوا هلال شوال، فعيد كثير من الناس، لكن الفلكيين أكدوا في ظهر اليوم التالي أنه لا يمكن فلكياً أن يكون العيد في ذلك اليوم، وفي الليل لم يرَ الناس الهلال، فتبين كذب الرجال الذين امر القاضي بسجنهم عقابا لهم على كذبهم.
وفى ظل حالة الحنق التي سيطرت على السلطان قايتباى نتيجة تمسك قاضى القضاة زين الدين زكريا بانتظار الرؤية الشرعية لهلال شوال، رفض السلطان إقامة أى مظاهر للاحتفال بالعيد في ذلك العام، كما أنه لم يشهد صلاة العيد كعادة كل الملوك والسلاطين.
ورفض السلطان قايتباى أيضا استقبال الأمراء والوجهاء الذين صعدوا لتهنئته بالقلعة في ذلك العام بحلول عيد الفطر المبارك. 
وامتنع قايتباى كذلك عن تقديم المنح والهدايا التي اعتاد على توزيعها في الأعياد والمناسبات الدينية.

تم نسخ الرابط