بعد توقف هجمات الحوثيين
الملاحة الدولية تترقب العودة الكاملة لـ قناة السويس لإنقاذ الاقتصاد العالمى

بالتزامن مع توقيع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عقود إنشاء ساحة شاحنات ذكية لخدمة ميناء غرب بورسعيد، ومعالجة الازدحام وتحسين تدفق الشاحنات، قالت شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك، إنها لا ترى أن حركة الملاحة في قناة السويس ستنتعش قبل منتصف العام، حسب بيان مرفق بنتائجها المالية لعام 2024.
ويتطلع العالم إلى انفراجة كاملة فى الشرق الأوسط لعودة حركة التجارة العالمية إلى طبيعتها عبر قناة السويس لتعويض الخسائر التى تعرضت لها شركات الشحن العالمية وهو ما يؤثر بدوره على الأسعار والتضخم.
وذكر الرئيس التنفيذي للشركة فينسنت كليرك، في تصريحات صحفية موقف الشركة العملاقة في مجال الشحن، قائلا: لا أعتقد أننا قريبون من إجراء تغيير بالعودة إلى البحر الأحمر؛ لأن هناك الكثير من عدم اليقين بشأن الوضع في الشرق الأوسط.
وكانت عدد من السفن التى ترفع أعلام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة البحر الأحمر بأمان، بعد أن أعلنت جماعة أنصار الله الحوثى اليمنية، أنهم سيستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل فقط بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
لكن شركات الشحن العملاقة مثل «ميرسك، وإم إس سي، وميتسوي أو إس كيه» لا زالت تتجنب المرور عبر البحر متذرعة بالمخاطر الأمنية، وهو ما أثار انتقادات لها خلال الأيام القليلة الماضية.
30 % من التجارة العالمية
ونقل تقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، عن الرئيس التنفيذي لشركة أوشن نتورك إكسبرس اليابانية، جيريمي نيكسون، قوله إن عدد من خطوط الشحن تواجه مشاكل في الجدولة، وإن هذه المشكلة ظهرت منذ أن دفعت الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن في ديسمبر، معظم الشركات إلى التوقف عن استخدام الطريق الطبيعي من آسيا إلى أوروبا عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وأشار إلى أن مخاطر استهداف التجارة الدولية المنقولة بحراً عبر البحر الأحمر وقناة السويس، أدت إلى هبوط حركة النقل البحري بنسبة تصل إلى 60 % بسبب الهروب إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول إفريقيا، الذى يضيف من 10 إلى 14 يوماً زائدا للرحلة الواحدة.
وقال إن 30 % من التجارة العالمية التى تتألف من بضائع وسلع مصنعة للمستهلك تمر عبر قناة السويس، أما السلع الثمينة يمكن أن تعتمد على الشحن الجوي.
وأوضح أن عمليات الحوثيين في البحر الأحمر أثرت على السفن والحاويات، فالطريق الأطول لا توجد به موانئ جاهزة بشكل كاف تستطيع أن تتحمل العدد الأكبر من الازدحام الناتج عن تعطل طريق قناة السويس والبحر الأحمر، وبالتالي هذه الموانئ الجديدة لا تتحمل عدد السفن ولا حجمها، سواء فيما يتعلق بعملية التموين والمؤن والصيانة إذا حدث طارئ لأي سفينة، وجميعها أمور تعقد العملية الملاحية وتضيف أعباءً جديدة عليها.
وأشار إلى أن ارتفاع التكاليف يتسبب في ارتفاع الأسعار، وفي النهاية يؤدي لزيادة التضخم من ناحية، وتخفيض الاستهلاك من ناحية أخرى، ويزيد بدوره من خسائر أساطيل نقل البضائع التجارية، وكذلك أساطيل نقل النفط والمواد والسلع.