السوشيال تتداول بدون تحقق
حرب الشائعات مستمرة ..سقوط الطائرة لاستقالة النائب العام السابق وبيع قناة السويس
في إطار حرب الشائعات ، نفت وزارة الطيران ما تم تداوله عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي بشأن حادث سقوط طائرة مصرية ومصرع جميع ركابها.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن هذه الأخبار عارية تمامًا من الصحة، مناشدة رواد وسائل التواصل بتوخي الدقة والحذر قبل نشر أو تداول أي أخبار أو معلومات قد تثير البلبلة والقلق بين المواطنين.
النفي الذى أضطرت وزارة الطيران المدني لإصداره، يأتي في إطار سلسلة من التصريحات اليومية للمؤسسات الحكومية لمواجهة ماكينة الشائعات التي تديرها جماعة الإخوان ولجانها الإلكترونية علي مواقع التواصل الاجتماعي.
الرد علي الشائعات بصفة مستمرة، يأتي تنفيذا لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، للحكومة بالتفاعل مع الأحداث والرد على الشائعات أولا بأول، في إطار حرب الشائعات التى تواجهها مصر من سنوات.
ماكينة إنتاج الشائعات
وتخوض مؤسسات الدولة صراعا مستمرا مع حرب الشائعات التى تستهدف في معظمها الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، حتي صار الرد علي الشائعات الموجههة ضد مصر عملا روتينيا للوزراء والمسئولين، مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد عدد المستخدمين لها.
ووفقا لتقرير رسمي للجنة الاتصالات بمجلس النواب فإن عدد الشائعات وصل خلال عام 2019 نحو 53 ألف شائعة، وهو ما دعا المركز الإعلامي التابع لمجلس الوزراء إلي تشكيل إدارة خاصة لإصدار تقارير دورية للرد على الشائعات بعد التواصل مع الجهات الحكومية المعنية بالشائعة.
وفي هذا الصدد نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريراً تضمن حصاد مواجهة الشائعات وتوضيح الحقائق خلال عام 2023 للعام العاشر على التوالي.
وأظهر التقرير الذى يواجه حرب الشائعات ، ترتيب القطاعات طبقاً لمعدل انتشار الشائعات عام 2023، حيث بلغت نسبتها فيما يتعلق بقطاع الاقتصاد 24%، والتموين 21.2%، والتعليم 11.6%، والطاقة والوقود 11%، والصحة 8.3%، والحماية الاجتماعية 6.2%، والإصلاح الإداري 6.2%، والزراعة 4.8%، والسياحة والآثار 2.7%، والإسكان 2.1%، وقطاعات أخرى 1.9%.
بيع قناة السويس
وتطرق التقرير إلى أخطر الشائعات التى تتكرر كل فترة والتي تضمنت شائعة بيع قناة السويس، أو رهنها لإحدى الشركات بعقد امتياز مدته 99 عاماً، فضلاً عن شائعة اعتزام الحكومة تقليص المخصصات المالية لمرتبات العاملين بالدولة تزامناً مع الأزمة الاقتصادية العالمية، والإفراج عن شحنات قمح فاسدة ، وإصدار قرار بتجميد حركة الطيران بمطار القاهرة الدولي نتيجة غياب معايير الأمان الدولية عند الهبوط.
كما شملت حرب الشائعات وفقاً للتقرير، اقتصار مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة على الحي الحكومي فقط، واعتزام الحكومة إلغاء العلاج على نفقة الدولة، ودخول مصر في موجات وبائية جديدة حذرت منها منظمة الصحة العالمية، علاوة على تداول مقطع صوتي على مواقع التواصل الاجتماعي يزعم تفشى مرض الدرن فى مصر عبر النازحين إليها.
وعلى صعيد أغرب الشائعات المكررة، فقد أوضح التقرير أنها شملت شائعة توقف الحكومة عن سداد فواتير الكهرباء الخاصة بالمساجد وإلزام المصلين بسدادها ترشيداً للنفقات، وإصدار قرار بوقف خطباء المساجد عن العمل واعتماد إجراء خطبة الجمعة عن طريق الذكاء الاصطناعي.
كما تضمنت الشائعات، إصدار قرار بمنع أصحاب الأمراض من السفر لأداء مناسك الحج، وانحسار مياه البحر عن بعض شواطئ الجمهورية بشكل كبير مما ينبئ بحدوث تسونامي، وتوجيه وزارة الصحة فرقاً طبية للمرور على المنازل لتحصيل مبالغ مالية من المواطنين مقابل إجراء تعاقدات مع العيادات، بجانب شائعة فرض شركات الاتصالات رسوماً على متلقي المكالمة التليفونية.
إفلاس الدولة المصرية
وتناول التقرير شائعات نقص في السلع الغذائية الأساسية في الأسواق والمنافذ التموينية، ووقف المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار للجراحات والتدخلات الطبية الحرجة ، وصدور قرار بتخفيض قيمة مستحقات برنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة" نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية.
وشملت حرب الشائعات المكررة أيضاً، شائعة إرسال وزارة القوى العاملة رسائل نصية تتضمن رابط لتحديث بيانات العمالة غير المنتظمة، وتداول لحوم محقونة بهرمونات محظورة دولياً، بالإضافة إلى شائعة انتشار بطيخ مسرطن بمختلف الأسواق على مستوى الجمهورية، علاوة على شائعة تأجيل بداية العام الدراسي .
وإلى جانب ما سبق، تتضمن الشائعات وفقاً للتقرير، اعتزام الدولة الاستغناء عن آلاف الموظفين تزامناً مع التوسع في تطبيق التحول الرقمي، وتركيز اهتمام الدولة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية على حساب الاهتمام بزيادة الرقعة الزراعية، علاوة على اعتزام الحكومة بيع حديقتي الحيوان والأورمان لجهات أجنبية تزامناً مع الاستعداد لتطويرهما، ووجود أزمة سيولة تضرب القطاع المصرفي مما يهدد بتعرض الدولة للإفلاس، وشائعة تعديل قانون الإجراءات الضريبية الموحد بما يسمح لمصلحة الضرائب بالاطلاع على الحسابات البنكية للمواطنين
شائعات تستهدف الاستقرار
وزارة الداخلية كان لها النصيب الأكبر في معارك حرب الشائعات التى تستهدف زعزعة الاستقرار الأمني، وهو ما تتصدي له الوزارة يوميا من خلال إصدار بيانات النفي والتوضيح بصفة دورية.
ومن ابرز الشائعات التي تستهدف الامن المصري، تلك التى تروج عادة لوجود تجمعات من المواطنين مع نشر فيديوهات مفبركة لتظاهرات سابقة، ودائما ما تشير وزارة الداخلية إلي أن هذه الفيديوهات قديمة وسبق تداولها منذ عدة أعوام، ويأتي ذلك في إطار المحاولات اليائسة لجماعة الإخوان لإثارة البلبلة والإيحاء للمواطنين بوجود مؤيدين لدعواتهم التحريضية بعد أن فقدت مصداقيتها لدي كافة القوي الشعبية وأوساط الرأي العام.
وكثيرا ما يستهدف الاخوان أيضا الأوضاع داخل مراكز الإصلاح والتأهيل "السجون"، ضمن مخطط التنظيم لتزييف الحقائق وترويج أكاذيب مختلقة .
ولأن الشائعات تستهدف كل مؤسسات الدولة، فقد انتشرت شائعة قبل أيام حول استقالة النائب العام السابق ورئيس الدائرة الثانية إرهاب حاليًا، المستشار حمادة الصاوي ، ونجله أحمد حماده الصاوي، من العمل بالقضاء، ومثولهما أمام هيئة الرقابة الإدارية لسماع أقوالهما في تحقيقات حول قضية فساد أثناء فترة عملهما بالنيابة العامة.
وهي الشائعة التى نفاها مجلس القضاء الأعلي في حينه، ورغم ذلك لا تتوقف ماكينة الشائعات الإخوان عن انتاج عشرات الشائعات يوميا معتمدة علي نصف الحقائق لتمرير الشائعة.