الأولى و الأخيرة

أصبح أسير عالمه الخاص

مأساة خلف قضبان الاحتلال.. بدر دحلان جسد يحمل ندوب التعذيب ويحن للحرية

موقع الصفحة الأولى

الاسم: بدر دحلان

السن: 30 عامًا

جاحظ العينين، منكسر القلب، عند النظر إليه تجده أصبح طيفًا هائمًا تائهًا، جسدًا بلا روح، يحمل ندوب التعذيب البدني والنفسي الذي تعرض له، قلبه مثقل بجراح لا تندمل، حدث هذا التحول في شهر واحد فقط، بعد أن اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتعرض لكافة أنواع التعذيب، بدر دحلان، الشاب الفلسطيني الذي عاش يحلم بمستقبل مضيء ووطن حر، لكن قدره كان أن يتعرض للاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية، ليجد نفسه فجأة خلف القضبان، يواجه ظروفًا قاسية، ومعاملة غير آدمية، وتعذيبًا جسديًا ونفسيًا.

بدر، ذلك الاسم الذي يحمل في طياته معنى الجمال والضياء فاسم بدر يشير إلى القمر المضيء، وبالرغم من أن هناك مقولة عن كل إنسان لديه نصيبًا من اسمه، إلا أن بدر لم يحظى بنصيبه، فلم يكن يدري أن حياته ستتحول إلى ظلام دامس خلف قضبان المعتقلات الإسرائيلية، ففي أحد الأيام منذ شهر تقريبًا، اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي الخيمة التي يسكن بها، و اقتادوه بعيدًا عن أهله ووطنه، ليلقي به في ظلمة السجون الشديدة دون رحمة أو شفقة.

ماذا حدث للأسير بدر دحلان؟

خلال الساعات الماضية تصدرت محركات البحث جوجل ومواقع التواصل الاجتماعي، صورة الأسير بدر دحلان، قبل وبعد الاعتقال، كما انتشر فيديو ظهر فيه الأسير الفلسطيني بدر دحلان وهو جاحظ العينين يروي الكابوس الذي عاشه داخل زنازين العزل الانفرادي، وعلى الرغم من عدم قدرته على الحديث، إلا أن مرارة الظلم والقهر الذي تعرض لهم، جعلته يؤكد على أن الاعتقال داخل السجون الإسرائيلية أشبه بالموت، فقد حُرم من النوم، وعانى من الإهانات والضرب المبرح، كانت الليالي طويلة، والأيام كأنها دهور، والظلم يخيم على المكان.

بدر دحلان، شاب لا يتخطى عمره الـ 30 عامًا، من منطقة خان يونس، بدأ حديثه في الفيديو المنتشر ببعض الكلمات التي خرجت بشكل غير مرتب بسبب سوء حالته، حيث قال «عذبوني كثيرًا ولا أقدر أوصف ما رأيته»، مؤكدًا أن ما عاشه في سجون الاحتلال أشبه بالكابوس.

وتابع بدر دحلان الذي تم اعتقاله من «خان يونس» حديثه في مقطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا: «ضربوني على رأسي ورجلي وكانوا عايزين يقطعولي رجلي»، مضيفًا أن من بين أساليب التعذيب داخل السجون الإسرائيلية استخدام الكهرباء.

وأوضح أن وضع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي صعب للغاية.

 

حقيقة الصورة المنتشرة لبدر دحلان قبل الاعتقال

وكشف الصحفي معتز عزايزة، صحفي ومصور فلسطيني ما حدث مع الأسير بدر دحلان، من خلال حسابه على موقع انستجرام، قائلًا "إن  قوات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن أسير فلسطيني بعد شهر من اعتقاله من قطاع غزة، وكما ترون فإن آثار التعذيب ظاهرة على جسده، وقد أدى التعذيب الشديد الذي تعرض له خلال شهر اعتقاله إلى العديد من مشاكل الصحة العقلية، مما تسبب له في التأتأة ومشاكل في العين، هذه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".

ومع انتشار فيديو الأسير بدر دحلان، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشاب يرتدي قبعة، وبجانبها صورة للأسير بعد خروجه من الاعتقال، وقد دون عليها العديد من الأشخاص عن أن هذه الصورة قبل الاعتقال وهذه بعد الاعتقال، وقد تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، ولكن اتضح أن الصورة المنتشرة ليست لها علاقة بالأسير بدر دحلان، ولكن ترجع إلى شهيد فلسطيني يدعى قصي محمد سالم، سائق، استشهد في يناير الماضي على يد الاحتلال الفلسطيني حيث كان رفقة حمزة الدحدوح، بحسب بعض وسائل الإعلام الفلسطينية.

ردود فعل غاضبة على السوشيال ميديا

بعد كشف التعذيب الذي تعرض له الأسير الفلسطيني بدر دحلان في السجون الإسرائيلية، اندلعت ردود فعل عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت صور دحلان التي تظهر عليه علامات التعذيب بسرعة، مما أثار موجة غضب واستنكار واسعة.

النشطاء والمؤيدون لقضية الأسرى الفلسطينيين عبروا عن غضبهم الشديد إزاء انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة التي تمارسها قوات الاحتلال، وقد انتشرت التغريدات والمنشورات التي تحمل هاشتاجات تطالب بالمحاسبة الفورية للمسؤولين عن التعذيب، ودعوات للمجتمع الدولي للتدخل لحماية الأسرى الفلسطينيين.

قصة بدر دحلان أثارت نقاشات حادة حول معاملة الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات التي يتعرضون لها في السجون الإسرائيلية، هذه القصة أعادت التركيز على معاناة الكثيرين من الأسرى الذين لا تُعرف قصصهم ولا تصل معاناتهم إلى العلن بشكل كافٍ.

 

 

تم نسخ الرابط